21 مايو، 2024 8:08 ص
Search
Close this search box.

كركوك ازمة تلد ازمات

Facebook
Twitter
LinkedIn

الدكتاتورية انتجت الحرب الايرانية , والحرب الايرانية ولدت حرب الخليج وحرب الخليج ولدت الاحتلال والاحتلال انتج الطائفية والطائفية انتجت الفساد والفساد  خلق الدكتاتورية  ,  وهكذا هي دورة حياة يحرص عليها دعاة القومية والطائفية
الشعوب تطمح دائماً للافضل وتسعى لحياة آمنة ومستقرة , وشعب العراق من هذه الشعوب , فهو شعب يستحق الحياة بعزة وكرامة  ولكن لم ينصفه احد ويظلم دائماً من قبل ابنائه , فهم لايعرفوه جيدا , تارة يتهموهه بالنفاق وتارة يتهمونه بكونه لايقاد الا من قبل دكتاتور , والواقع يقول  غير ذلك , فما من شعب تعرض للقهر والاضطهاد مثله , وهو شعب تأريخه تسطر فيه الثورات في كل حقبة من حقبات حياته , وبذل الغالي والنفيس من اجل الدفاع عن الوطن العزيز, قد نراه اليوم صامت ولكنه يمهل ولايهمل
كركوك , محافظة كأي محافظة اخرى في العراق , لكن لديها وضع خاص , فهي خليط من عرب وتركمان وكورد واشورين ,  فيها اكثر من لغة , العربية والكوردية والتركمانية والسريانية وحتى العبرية وهنالك لغات اخرى , تعداد عام 1957 يؤكد ان الكورد اكثر عددا من باقي القوميات اما تعداد عام   1977 يؤكد ان العرب اكثر عددا , بسبب التهجير القسري الذي قام بها النظام السابق  للكورد المتواجدين في هذه المحافظة الى المحافظات الجنوبية , كما قام النظام السابق بشجيع العرب في السكن في هذه المحافظة ,   بعد عام 2003 ولمعالجة هذا الوضع اقرت المادة (140) في الدستور العراقي التي تنص على
أولاً – تتولى السلطة التنفيذية اتخاذ الخطوات اللازمة لاستكمال تنفيذ متطلبات المادة (58) من قانون ادارة الدولة العراقية للمرحلة الانتقالية , بكل فقراتها .
 ثانياً – المسؤولية الملقاة على السلطة التنفيذية في الحكومة الانتقالية , والمنصوص عليها في المادة (58) من قانون ادارة الدولة العراقية للمرحلة الانتقالية , تمتدوتستمر الى السلطة التنفيذية المنتخبة بموجب هذا الدستور , على ان تنجز كاملة ( التطبيع , الاحصاء , وتنتهي باستفتاء في كركوك والمناطق الاخرى المتنازع عليها , لتحديد ارادة مواطنيها ) في مدة اقصاها الحادي والثلاثون من شهر كانون الاول سنه الفين وسبعة.
 مايهمنا محتوى الفقرة الثانية , انها مبهمه وتبدو انها منتهية الصلاحية ,الملاحظة الاولى  هي  عبارة ( لتحديد ارادة مواطنيها ) ولم يثبت ارادة العراق ومصلحته وانما تركت لمواطنين كركوك حصرا ؟ لماذا؟ لو ان التركمان اقنعوا باقي القوميات بأن ينظموا  الى تركيا  هل كان الشعب العراقي  سيوافق؟ والملاحظة الثانية هي  , تم تحديد مدة اقصاها 31122007  ولغاية اليوم لم يجري تنفيذها , فهل  تعتبر هذه الفقرة ملغات؟هذه الفقرة حالها حال بقية الفقرات التي تركت للاجتهادات والتفسيرات   لخدمة المصالح القومية وضعت عمدا لكي تكون بؤرة لنزاعات مستقبلية  ,  مثلها مثل قانون الانتخابات والكثير من الفقرات الناقصة والمبهمة , والتي يرفض البعض تغييرها او الاضافة عليها  , بخصوص محافظة كركوك مشكلة لايمكن حلها بظل المحاصصة والطائفية والقومية  فهي وسيلة لتبرر الغاية , والغاية هي تقسيم العراق الى دويلات صغيرة وضعيفة , لايمكن معالجة ازمة كركوك بدون النظر الى مستقبل العراق بكامله فهي ازمة تلد ازمات , انها تلد صراع قومي , صراع عربي كردي وتلد صراع  تركماني  كوردي  او تركماني عربي وسيكون حريق يشتعل متى ما اراد دعاة القومية ومغامريها ذلك ,  ونلاحظ اليوم عمليات التفجير والقتل التي صاحبت  ازمة الحكومة المركزية واقليم كردستان  , فهذا ما نخشى منه 
  لنجعل كركوك عراق مصغر تجتمع فيه كل القوميات ,  ان تكون عراقية مئة بالمئة ونطالب بأن تعلو المواطنة على النعرات الطائفية والقومية والا ستكون كركوك حصان طروادة في وطننا العراق , كما ان الاخوة الكورد قيادة وشعبا يتمتعون اليوم ببحبوحة امنية واقتصادية نتمنى ان تستمر و تتطور وان لايثيروا مشاكل  العراقيين في غنى عنها الان ,  الكثير من الكورد  منتشرين في ارض العراق  فهل سيحاول القادة الكورد  جمعهم في محافظة اخرى بالاضافة الى اقليم  كردستان و كركوك,  مثلا ان يجمع الكورد المنتشرين خارج الاقليم في محافظة بابل ( مثلاً) ومن ثم يطالب بأنظمامها الى اقليم كوردستان  وبالتالي من حق الكورد ان ينظموا الى اقليم كوردستان , لماذا الكورد لايكونون جزء من الحل  وليس جزء من المشكلة يعني ان القادة الكورد اصبح لديهم اقليم وحكم فدرالي  فمن يرغب من المواطنين الكورد العيش في اقليم كردستان ليذهب  ومن شاء ليبقى في محله فالعراق كله وطنه ,  من غير المعقول ان الاخوة الكورد يريدون التمدد خارج الاقليم بحجة وجود اكثرية او اقلية نحن نريد عراقاً ديمقراطياً فدرالياً يحترم جميع العراقين ولايفضل احدا على اخر , وفي نفس الوقت يجب على الجميع عدم الانجرار وراء النعرة القومية  التي لاتنتمي لمنطق العقل  التي تسعى الى  ضعف العراق وزعزعته , لسنا ضد قومية معينة  فنحن وقفنا بشدة امام الدعوة لاقليم الجنوب  وهم عرب جميعا  وهذا دليل على كوننا  ندعوا الى العقلانية  في اتخاذ القرارات ولسنا اصحاب نعرات طائفية اوقومية  , واليوم ندعو الى جعل كركوك محافظة عراقية لايطالها العنف الطائفي ولا النزعة القومية ظاهرها قومي وباطنها تمزيق شعب بكامله

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب