23 ديسمبر، 2024 10:22 ص

كركوك : ارض وعرض ومال ـــ  يا سعادة الجنرال ..

كركوك : ارض وعرض ومال ـــ  يا سعادة الجنرال ..

كركوك : بيت المكونات العراقية , عربية كوردية تركمانية مسلمة ممسيحية ومكونات اصيلة اخرى , ملتقى الصدق والحب والتعايش الطوعي عبر التاريخ الوطني , مكوناتها ممتلئة في حب بعضها , لا تعرف الأحقاد والكراهية وثقافة الصهر والألغاء تعريباً كان ام تكريداً .
قبل عقود اصيبت بأعراض التعريب, شوفينية عروبية بغيضة , رفضها العراقيون, بعد الأحتلال الأمريكي عام 2003 مباشرة , اجتاحتها شوفينية التكريد الأكثر بغضاً, اذا كان نظام صدام حسين قد وطن فيها بعض الآلاف العرب, فأمبراطورية الوهم لحزب العشيرة البرزاني  جعلت اكثر من نصفها مستوطنات للغرباء من اكراد تركيا وايران, بين شوفينية صدام وعنصرية مسعود , فقدت كركوك هويتها والمجتمع الكركوكي اجمل تقاليده في المحبة والأخاء والتسامح ورغبة التعايش والبناء .
العراق : وبعد انقلاب 08 / شباط / 1963 الفاشي , توالت عليه مصائب الدكتاتوريات ومسلسلات قمع وابادات واجتثاثات جماعية , وحروب وحصارات واحتلالات واختراقات دولية اقليمية, استقطعت من جغرافيته ونهبت من ثرواته , تلك الكوارث المفجعة , تركته ضعيفاً منهكاً , مما اغرى البعض من لقطائه في الداخل للتبطر على كرامته وتاريخه والسمسرة على سيادته , شهود زور على تقسيمه وتقاسمه مناطق عزل جغرافي ونفسي متأقلمة طائفياً وعرقياً , وتصهين بعضها استهتاراً بدولته وقيمها الدستورية , وهماً على ان العراق لم يعد قائماً , ويجب العجالة في فرهدة اجزاءه وثرواته .
مسعود البرزاني , المنتصر الخاسر , الملعوب دولياً واقليمياً , وبعد ان اختزل قضية شعبه في التحرر والديمقراطية بحزب العشيرة المسكون بالغدر والوقيعة والخيانة والتوسع على حساب الضعف النسبي للدولة العراقية , والغباء المطلق لطائفي عرب العراق , ارتكب حماقة اقتطاع كركوك وسهل نينوى وارض عراقية اخرى , سوف لن تشبع اوهامه بما استولى عليه , سيتسع في مخيلة عصافير ( قومچيته ) حلم الأستيلاء على اكثر من نصف العراق ومنفذاً بحرياً على الخليج , ربما موعوداً ان يكون الفرات حدوداً بين أمبراطوريته وامبراطورية الصهاينة الحالمين بالفرات حدوداً , اوهام حتى العصافير تترفع عن سخافاتها , حتى لا تصبح موضع سخرية الجراد .
جنرال العشيرة , ربما يتجاهل , ان رئيس جمهوريتنا عراقي كوردي محبوب لدينا, ويمثله ما يفيض عن استحقاق محافظاته من وزارات , ومن الثروات ما يزيد عن حصة الأسد , وبدلاً من ان يشكر العراقيين , يهرب اليهم اجندات مشبوهة ويتلذذ في ابتزازهم واذلالهم ليفتح في مستقبلهم جرح المتنازع عليها , وسيبقى منفلتأ في عدوانيته حتى يسقط في تابوت اخر نوبات شوفينيته , العراق على الأبواب , والمستحيل في مخيلته اصبح واقعاً يتحرك انتفاضة تطوع باسلة تقارب الثلاثة ملايين , انه العراق يقول كلمته , لتخرس تخريفات اللقطاء , ومن فتح الجرح سيسقط فيه .
على المتبقي من عقلاء القيادات السياسية والثقافية من داخل المكون الكوردي , المهددين بالأخطار والأحتمالات المأساوية لدكتاتورية حزب العشيرة البرزاني , ان يتداركوا امرهم فالشوفينية تبدأ دائماً من اذلال واخضاع شعبها وابتلاع مستقبله , وربما ستصبح مكتسبات الشعب الكوردي , كما هي دائماً كبش فدائها , عليهم ان يتفهموا ويقتدوا بالعراق المسالم وتقاليد العراقيين في التسامح والصدق والأخوة والتضامن , ورغبة التعايش الطوعي , ثم التوقف عن اضطهاد العراقيين , وتجنب الهاوية .
يا سعادة الجنرال : اذا كان حق تقرير المصير خنجراً اضافياً في خاصرة شعوب المنطقة , والشعب العراقي اول النازفين , فمن حق الشعوب ان تدافع عن مصائرها بكسر الخنجر قبل ان تحل الكارثة .