23 ديسمبر، 2024 7:53 ص

كركوكيّاً : اذا ما وقعت الواقعة .!

كركوكيّاً : اذا ما وقعت الواقعة .!

ما كتبناه مؤخرا كتغريدةٍ في تويتر بأنّ : < احلى الخيارات المطروحة أمام البيشمركة هي أشدها مرارة > , فهي ليست بكلمات أدبية او انشائية على الأطلاق , بل يستند على حسابات وثوابت عسكرية لا يمكن الخروج عنها بأيٍّ من الصيغ .

فأذا اندلعت معركة كركوك تحت ايّ سببٍ كان , فقوات البيشمركة المتمركزة في محافظة كركوك مكتوبٌ عليها القبول بالدفاع المستكين وتلّقي ضربات المدفعية والصواريخ العراقية ومن عدة محاور , ثمّ أنّ البيشمركة وبسبب خصوصية هذه المعركة سياسياً وعسكرياً , فأنها لا تمتلك قدرة المناورة والألتفاف , وبغضّ النظر عن عديد القوات العراقية او الحشد الذي يعادل ثلاثة اضعاف عديد البيشمركة , فليس بوسعها التقدم الى الأمام , والى اين تتقدم .! وكيف تحمي اجنحتها ومؤخرة القوات . واذ لا مجال لها سوى الدفاع الثابت وهي متمركزة في مواضعها وخنادقها , فأنّ ايّ قصفٍ مدفعي عراقي مكثف على هذه القوات فسيسبب ارباكاً هائلاً في صفوفها مهما كانت كثافة نيرانها والتي ستتضائل وتتلاشى نسبياً .

وعلى الرغم من أنّ البيشمركة لا تمتلك خبرة كافية في المعارك بأستثناء اشتباكات محدودة لبعض وحداتها في المعارك السابقة مع داعش , وبالرغم ايضاً من المعرفة المسبقة أنّ الولايات المتحدة واسرائيل ودول اوربا الغربية قد ضخّت كمياتٍ هائلة جدا الى بيشمركة الأقليم من قبل واثناء وجود الدواعش , لكنّ هذه الأسلحة تفتقد مرونة الحركة بسبب طبيعة الأرض وفرض حالة الدفاع عليها . ولا شكّ أنّ قيادة العمليات العراقية قد تحسّبت مسبقاً لأية مفاجآت قد تحدث في المعركة , لكنّ ماذا سيغدو القوات الكردية المتكدّسة في كركوك اذا ما اضطرت القيادة العراقية الى استخدام سلاح الجو وطيران الجيش .! , المعركة المفترضه هذه محسومٌ أمرها مسبقاً , فعلامَ يضحّي السيد البرزاني بهذه الأرواح والضحايا .؟ ولماذا لا ينسحب من كركوك التي سيفقدها لا محال !

وجرّاء ذلك – وغير ذلك – فقد تصعب الأجابة اذا ما تدرك القيادة الكردية أنّ معركة كركوك ستفرض واقعاً سياسياً جديداً لايمكن التبؤ بأفرازاته الآن . ثُمّ , كيف ستمسى الأستجابة لدعوات الحوار حينما تنفقد لغة الحوار .!