19 ديسمبر، 2024 9:30 ص

كرسي النيابة ليس على قارعة الطريق  !!!

كرسي النيابة ليس على قارعة الطريق  !!!

لست فقيها ولكن مكلف حتم الواقع علي التعرف بالتجربة والبرهان على كرسي النيابة والضرورة الحتمية لمواصفات من يشغله !
فهو لم يكن يوما مكان بسيطا أو سهل الجلوس عليه لكل من أشتهت نفسه من العلماء أو طلاب العلم !
وأن كنا سابقا نقنع بكل متصدي يقول أنا نائب الامام عجل الله تعالى فرجه الشريف ،،،
في تلك الفترة التي حجب فيها العلم عن المجتمع والأسباب الكثيرة ، منها السياسة ، ومنها السلطة البوليسية ، ومنها تخلي الحوزة عن دورها القيادي وحصر العلم والتدريس في فضاء مدارسها محكمة الحيطان !!!

أما اليوم في عصر التطور والتقدم التقني ، وبلوغ المكلف مستوى من العلم يستطيع معه معرفة ذلك الدور الخطير الذي يمثل الزعامة الدينية والنيابة الحقيقية بالمواصفات لا بالنصوص !

لتنفتح العيون والعقول على نمطين من العلماء ، ومدرستين مختلفتين بالشكل والمضمون ! تشكل الاولى مدرسة الحلال والحرام الذي هو جزء المهمة والجزء البسيط منها وليس جزءها العظيم !

فهذه مدرسة تنتهي فقط بجواب المكلف أي مكلف حين سؤاله عن الحلال والحرام ، والجواب مهما بلغ لا يؤسس علم يضيف للمكلف قدرة لفهم الصراع مثلا او تورث له الفهم في معرفة المؤامرات وفتن العصر ! ألا بلسان وعقلية الجهلة وعمي الأتباع !!!

ومدرسة أخرى تمنهن كل شيء وكل ما يتصل بالحياة ، مرجعها يفهم من النيابة كما لو كان الامام عجل الله تعالى فرجهه موجودا ، ولو وجودا مجازيا يمنحه الخوض بكل غمار ما يخوضه المعصوم لو كان في الحياة ، ووصوله طبعا عبر العلم الحقيقي ولا غير ذلك ، العلم الذي يستدل منه ومن طرحه على نبوغ وعبقرية وأهلية ذلك المتصدي ، حين يتحرك في خضم الصراعات والتحديات والمشاكل التي تحيكها الأعداء ، ويضع لها الحلول دون تردد بل تكون هي كل عالمه وشأنه ، و يطرق ابواب الخلائق دون انتظار بابه تطرق كما هي سيرة الأئمة الأطهار عليهم السلام ،،،

والعصر الحديث أنتج لنا نتاجا مختلفا من مدرسة الحركة وعيش النائب بكل نفس المجتمع ، مدافعا عن شؤون الأمة الأسلامية وليس فقط الشيعة ، والشاهد والدليل الخالد على رواد هذه المدارس التي تليق بكرسي النيابة ، السيد محمد باقر الصدر قدس سره الشريف والسيد الخميني العظيم قدس سره ، والسيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره الشريف ،،،

ولعل صرح الجمهورية الإسلامية الإيرانية خير صروح الفقاهة المنتجة التي تأسست على يد الفقيه العارف والعالم الفذ القائل بالولاية العامة ، ولم يقف عند حدود الحلال والحرام ، الحدود الأضيق للولاية والتي يمنعها الدليل من خوض غمار السياسية وغيرها !!!

من هنا رسالة للحوزة الشريفة أن الشعوب بدأت تفهم وتواكب وتطالع وتفسر وتعي الفرق العظيم والخطير بين المدرستين ، ورسالة للخطباء أياكم وتصور المجتمع الشيعي بسيط الفهم وممكن تسويق البضاعة الفاسدة عليه ، أنتهى زمن الأستغفال والأستحمار ،،،

وهذا الكرسي له مواصفات صرنا نعرفها جيدا ،،،،

أحدث المقالات

أحدث المقالات