إن أوضاع العالم تتغير بشكل دائم .. لقد انتهى عصر الدكتاتورية أو اضمحل ، هناك ألان اتجاه عالمي نحو الديمقراطية ، وأصبح لا بديل عن التعايش بين الثقافات المختلفة ، وان التعصب والتشدد لا معنى له في عالم ينشد السلام ، وتسعى البشرية بنضال دائم لنيل كامل حقوقها واستردادها من أيدي الغاصبين الظالمين لشعوبهم ، لقد خاض العراق طوال ثمان سنوات في بركة أسنه لم يستطع الخروج منها رغم الجهود المبذولة ،استفحل فيها الفساد والتخندق الطائفي والعنصري ، وتوقفت عجلة النمو الصناعي والزراعي،وانتشرت البطالة والجوع ، والأخطر دخول قادة العملية السياسية في نزاعات لا أول لها ولا أخر ، نزاعات تتجدد وتستعر نارها يوميا تحرق الأخضر واليابس، عمت القطيعة بينهم ( كسر عظم ) كل منهم يشتم ويتهم الأخر والفضائيات تمول بما ينطقون. مسرحيات إمام العالم ، يتندر بها الخصوم ،ويغذيها الأعداء .. إن النزاع بين المكونات السياسية طوال الفترات الماضية يرتكز أولا على المناصب ( الكراسي ) الوزارية وغيرها وكل طرف متمسك بوجهة نظره .. اجتماعات وندوات ومؤتمرات ولجان كلها ذهبت مع الرياح ، رغم زيادة عدد الكراسي في تشكيلة الوزارة الحالية ، ولم نتقدم خطوة واحده ، وهلم جرى -( كرسي إلك – وكرسي إلي ) والشعب حصته الكاتم والمتفجرات والاعتقالات والمرض والجوع .. أصبح لقمة سهلة للإرهاب ،، وزادت كلف الفواتح معاناتهم بعد فقدان أبنائهم بالتفجيرات اليومية .. يا سادة العملية السياسية ارحموا شعبكم وتخلوا عن الكراسي والتعصب الفئوي والطائفي .. عملكم الحالي يعطي الأولوية لمصلحة أحزابكم ، ولا شئ للوطن والمواطن ، كفى استهانة برأي شعبكم استمعوا لما يقول وما ينفث من إلام وحزن لا يمكن تجاهله ..هل يصدق احد إنكم تجهلون أخطاء من سبقكم وأين كراسيهم !!! لا رابح ولا خاسر كلكم خاسرون .. الحل يتلخص في حتمية تجنب الصراع والنزاع ونكران الذات والتفرغ لمصلحة الوطن ولا توجد وسيلة للنجاة أبدا .. الحقيقة يعرفها الجميع إن شعبنا بكل فئاته ومذاهبه وأطيافه لا علاقة له بأي خلاف أو نزاع ، وان جميع النزاعات والخصومات محصورة بزعماء الكيانات السياسية فقط ..وبلغت ألان اخطر أزمة يمر بها العراق تقضي تضافر الجهود بكل الوسائل لانتشال العراق من كارثة لا سامح الله .
[email protected]