أنهم استثنائيون مختلفون لم يقبلوا أن يكونوا كقطيع أغنام يتبع الثعالب على أنغام الناي الساحرة فلهم نايهم وسحرهم وأغانيهم الخاصة ، شباب بعمر الورد مازال اللعب لم يشبع من أعمارهم، ولم ترتوي ايامهم من الضحكات واللهو والمزاح، ولكنهم يحملون وعياً بقدر الشمس وتاريخاً يفتخرون به ، أرادوا أن يحتفلوا بأعياد رأس السنة الميلادية على طريقتهم الخاصة ، فلم يرقصوا على جراح وطن ينزف ألماً مع كل نفس يصعد أو ينزل ، ولم تعلوا أغانيهم فوق أصوات بكاء الامهات الثكلى بفقد أبنٍ أغلى من حياتهن ، وأبوا أن يلعبوا بألعاب النيران وهناك شباب أستقرت بصدورهم نيران الارهاب ،
ولأنهم لم ينتهوا بعد من حملتهم ( الحسين بسمة تلميذ ) في توزيع ما بجعبتهم من بسمات حسينية على تلاميذ لم يستلموا كامل مناهج الدراسة وإعمار بعض المدارس وترميم أخرى ، أرادوا أن يحتفلوا بأعياد الكرسمس في مكان وجدوا أنفسهم فيه وأستقرت قلوبهم على شاطئه ونمت فيه حملتهم وأورقت براعمها، فلملموا عدتهم وأصباغهم وأفكارهم ونثروا أبتساماتهم في الطريق الى منتجع ابداعاتهم ومدينة العاب الحمائم ، اختاروا أحدى المدارس التي كانت تغفوا مُغمِضةً عيونها فاليوم عطلة وأطفالها فرحين مسرورين بعطلتهم ، أشرقت المدرسة بنور قلوبهم عندما شمروا عن سواعد تصبغ جدرانها وترسم أفراحاً على حيطانها وتعمر رحلات التلاميذ وتسقيهم ماءاً ليرتوا من العلم ، مالذي دفعكم لتنقلوا حفلتكم الى صفوفي وغيركم يرقص في الشوارع مبتهجاً أجابوها بفرشهم الملونة : إنه (الحسين) علمنا أن نعطي ، حتى في أفراحنا نعطي فرحاً وفي أحزاننا نعطي مجداً ونصراً، حتى إن لم نأخذ نبقى نعطي ، فالعطاء سيرتنا منذ أعطى الحسين حياته لنعيش بكرامة الى أبطال حشدنا اليوم في دحر الظلام عن وجه العراق ، أنتم أملنا يا بناة ، وبكم تحتفل سنواتنا بمولدها، وبمرجعكم الذي علمكم حب الاوطان أخجلتم المدعين ، فطوبى لكم وكل عام والحسين بسمة على شفاه العراقيين .