18 ديسمبر، 2024 4:01 م

كردي من لورستان يصنع تاريخ العرب

كردي من لورستان يصنع تاريخ العرب

ظلم التاريخ، ابا مسلم الخرساني.. الداعي للإنقضاض على الامويين، لأجل العلويين؛ ولما استحكم من الامر؛ تنكر له العلويون، الذين جاءهم بمبايعة الناس، مشتغلا باسمهم وفق مناهج أداء فائقة، …، وبعد خيبات سلم مقاليد الحكم لبني العباس يسومون ابناء عمهم العلويين، صلفا وجفاء.
أخذ منهم ثأر الحسين.. عليه السلام، في واقعة “الطف”.
دهاء الارض في هذا البريء! جملة متناقضة المبنى؛ إذ لا تجتمع البراءة مع الدهاء، الا في شخصه الإعجوبة.. الذي لم يمر بتاريخ العرب، رجلا من طرازه.
إنه كردي من لورستان، أسس أول إنموذج للدولة الشيعية، وإن لم تسمى في الاصطلاح السياسي، بالإسم، لكنها أخذت شكلا شيعيا باستيفائها المواصفات التي تصب فيها شخصية العباس عم النبي.. في حينه.
 طلب من الامام المعصوم جعفر الصادق؛ تبوء الخلافة، فرفض.. عليه السلام، قائلا: “لا انت رجلي ولا الزمان زماني”.
إتجه الخرساني بالخلافة الى أقرب علوي من الرسول.. صل الله عليه وآله وسلم، بعد جعفر بن محمد؛ فوجد ضالته في العباسيين؛ خلال وقت متسارع، ابقى على الفراغ في الحكم.
ثأر ابو مسلم؛ من ثلاثمائة الف شاركوا بقتل الحسين.. عليه السلام، ومع ذلك يترنم المسلمون ببطولة المختار الثقفي، الذي قتل خمسة عشر الفا فقط؛ من اجل تبرير توليه السلطة، استباقا؛ كي لا يتميز عنهم.
مظلوم ابو مسلم ؛ فهو كردي قتله المنصور وهجاه ابو دلامة ابن الجون.
ابو مسلم الخرساني، إسمه ابرهيم إبن خاقان، استلهم النظام العباسي، من داعية يجوب التجمعات الشعبية، فجاب.. ابو مسلم، مثله، يدعو للثورة؛ ويطمئن المواطنين؛ انه يناصب نظاما متهالكا في بقايا لملمة أذيال تهرئه متهاويا.. بحاجة لدعم، ذات قوة لا تستلزم اكثر لملمة الهمم؛ فكان له ومنه ما هو معروف من تنصيب عباسي على عرش الامويين يمحوه ويعيد دولة الرسول، التي لم تعد، بل جيء بخمسمائة والف الف جارية!
أبو مسلم، جاء بما لم يستطعه الاوائل؛ إذا ما نظرنا الى سليمان بن كثير الخزاعي، احد الدعاة المقربين من الامام العباسي، وله من العمر ثمانية عشر عاما؛ اعطاه راية طولها ثلاثة أمتار، وارسله الى خراسان، لوحده، يدعو لثارات الحسين وزيد بن علي.. عليهما السلام؛ قاتلا ثلاثمائة الف من انصار الامويين.. قتلة الحسين.
قتل من قتل، على الشبهة؛ فايقن المنصور ارتباط ابي مسلم الخرساني، وجدانيا مع آل بيت محمد.. العلويين، فـ… قتله! مظلوما، وما زلنا نتجنى عليه، نعظم اصحاب المواقف المجتزأة التي تتاجر بدم الحسين، وتحط من قدر المؤمنين الذين صدقوا عهدهم مع الله.
ولاء الشيعة له، جعلني اتمنى ان نعمل عليه كحمَلة رسالة توعية، نسقط خلالها موعظة الماضي والحكمة المستقاة منه، على الحاضر.
فلننصف ابا مسلم، بعد ان غمط حقه في التأسيس لأفضل مرحلة في تاريخ الدولة العربية الاسلامية.. لوري يصنع تاريخ العرب!