23 ديسمبر، 2024 3:43 ص

كردســتان العراق و المصير السوري

كردســتان العراق و المصير السوري

ينجح الإرهابيون – داعش و البعث و من على شاكلتهم – بين حين و آخر في الإفلات من قبضة الجيش العراقي بسبب وجود دعم داخلي و إقليمي لهؤلاء القتلة. فقدان التوازن بين الحكومة العراقية و إقليم كردستان العراق هو السبب الرئيسي في استمرار هذه المهزلة. البديهة العقلية تقول أن السيد مسعود البارزاني هو المستفيد الأول من هذه العمليات الارهابية و ذلك لأنه غير متورط في أي مواجهة مع داعش – مجرد شتائم إعلامية – و هو يضعف المركز عبر تمويل هذه المجموعات و ينسق مع الخليج لتمويلها. كما أنه سيعود لاستخدامهم لإثارة الفوضى في الإقليم في حال بروز حركة التغيير.
تحاول الحكومة العراقية و معها المجتمع الدولي – أمريكا و أوروبا – دمج و فتح أسواق كردستان العراق ضمن منطقة اقتصادية ناجحة. لكن هذه المحاولات دوما يتم طيها في النسيان لأن السيد مسعود البارزاني – حاله حال الإرهابيين – لا يعتاش إلا على الفوضى و الخراب. كردستان العراق تعاني الآن رغم كل “البروباغاندا البارزانية” و محاولات إظهارها بمظهر “الاقتصاد الناجح”! في كردستان لا يمكنك أن تقوم بإنشاء أو فتح معمل أو أي مشروع اقتصادي بدون أن يملك (حزب البارزاني) حصة الأسد فيه و ذلك عبر جعل أحد أو بعض أعضاء الحزب شركاء المشروع.
إذا ما كان الاستقرار سبيل الديمقراطية و تداول السلطة، فإن من مصلحة السيد مسعود البارزاني خلق مزيد من الفوضى و تفشّي العمليات الارهابية، لأن الاستقرار سيعني ببساطة أن حركات الاصلاح و التغيير “حركة التغيير في كردستان مثالا” ستطالب و تنجح في تغيير معادلات الفساد. كهجوم معاكس على الديمقراطية، يقوم السيد مسعود و بالتعاون مع رأس المال الخليجي بتمويل المتطرفين، و حتى في كردستان يتخذ مسعود البارزاني من الإرهابيين السلفيين صمام أمان لبقاءه عبر إثارتهم كلما علا صوت المعارضين و التغيير.
الحل الوحيد الآن أمام الدولة العراقية هو فتح الأوراق و الملفات السابقة التي تجرم السيد مسعود البارزاني و تحويله إلى أبو غريب للتحقيق. لم ننسى دعوة السيد البارزاني لصدام حسين إلى أربيل عام 1996 – و سيكشف التحقيق كل أسرار التعاون بين البارزاني و صدام البعث حتى قبل 1993 – و مقتل 400 من المعارضين على يد هذا الحلف.
يجب محاكمة السيد مسعود البارزاني أيضا لوقوفه و إبنه مسرور وراء قتل الصحفي الكردي “سردشت عثمان” و آخرين.
العراق مقبل على مرحلة مظلمة طالما كان التوازن غير موجود و طالما كان السيد البارزاني و حكومته الفاسدة يملكان من السلطة ما يفوق المركز. أمريكا و أوروبا كلاهما يريدان للمنطقة أن تستقر لكي يضمنوا مصادر الطاقة و استمرار عملية عولمة الاقتصاد و لا بد للحكومة العراقية أن تستغل هذا الأمر لفرض الأمر الواقع على السيد مسعود و بدون هذه السياسة سينتهي العراق في المقبرة السورية. و كما أن “بشار الأسد” استخدم الارهابيين لتدمير العراق و انتهى مصيره بتخريبهم لسوريا، سيكون مصير كردستان العراق الشيء نفسه، سيقوم مرتزقة كردستان بإحراقها.