23 ديسمبر، 2024 10:42 ص

كردستان والإنفصال غباء سياسي أم نشوة مكاسب؟!

كردستان والإنفصال غباء سياسي أم نشوة مكاسب؟!

تتعالى الدعوات, من قبل رئاسة إقليم كردستان, للإنفصال عن العراق, وتحقيق الحلم الكوردي القديم, بإقامة دولة كردستان الكبرى.

لم يترك الزعيم الكوردي, مسعود البارزاني, مناسبة أو زيارة للدول الغربية, إلا وأعلن عن أن الدولة الكوردية قائمة لا محالة, وأن كيانها بات قريبا.

السياسية البارزانية! تبدو وكأنها سياسة متهورة, وليست ذات روية, فالزعيم الكوردي لهذه اللحظة, لم ينظم البيت الكوردي بالصورة المطلوبة, والتي تؤهله ليُكوِّن دولة مستقلة.

النظر بتأمل لدعوى الإنفصال, تضعنا أمام تساؤلات عديدة, أهمها لماذا يصر مسعود البرزاني على الإنفصال, ولم يترك مناسبة ألا وذكر الموضوع؟!

التساؤل الثاني يتمحور حول إمكانية إقامة الدولة الكوردية المنشودة!.

المتابع للشأن الكوردي بتمعن, يرى إن هناك خلافات كبيرة, وإختلافات أكبر, ضمن المنظومة الكوردية, وان البيت الكوردي غير متوحد الرؤية حول طبيعة إدارة الإقليم, بل على العكس هناك سخط كبيرة على الطريقة التي يدير بها البرزاني الإقليم.

للإجابة على التساؤل الأول, يجب أن نبين نقطة مهمة, وهي حلم إقامة دولة كوردية هو هاجس كل من ينتمي لتلك القومية, لذا يحاول مسعود برزاني, من خلال مطالبته بإقامة الدولة الكوردية, دغدغة مشاعر الكورد وإستدرار عواطفهم القومية, ليكون هو البطل الأوحد والقائد الملهم, المدافع عن القضية الكوردية.

أمر آخر يضاف جوابا للتساؤل الأول, وهو إن إقليم كوردستان من خلال دعواته بالإنفصال يحاول الضغط على الحكومة المركزية لتحقيق مكاسب أكبر.

أما التساؤل الآخر حول امكانية إقامة الدولة الكوردية, وهل إن الحلم الكوردي وارد التحقق أم لا؟! فجوابه يتمحور حول شقين.

شق داخلي, وشق خارجي, فالأوضاع في الداخل الكوردي وكما قلنا, ليست مثالية, وعلى غير وفاق, فالصراع بين الحزبين الرئيسيين, الإتحاد الوطني والديموقراطي, لا زال مستمر وإن كانت تخفيه بعض المصالح في قبال حكومة المركز, كما إن المنافس السياسي الجديد (كتلة التغيير) أيضا, بدأ أنصاره يلوحون بكبر حجمهم, ولابد أن يكون لهم شأن في إقليم كوردستان.

كذلك؛ فإن إنفصال الأقليم عن العراق سوف يفقدها الكثير من الميزات الإقتصادية, إذ أن أول ما ستخسره كردستان, هو ال 17% والذي لا يمكن لموارد كوردستان, سواء النفطية أم السياحية, أن تعوض هذه الخسارة.

أما من الناحية الخارجية, فإن حلم الدولة الكوردية, سيصطدم برفض دول الجوار لهذه الدولة الجديدة, فإيران وتركيا وسوريا (رغم الحرب الدائرة فيها), لن يقبلوا بحال من الأحوال بإقامة هذه الدولة.

أمر آخر؛ هو الرفض الكوردي الإقليمي المعارض, أعني به القوى الكوردية المعارضة في دول الجوار, فحزب العمال الكوردستاني في تركيا, وحزب الحياة الحرة في إيران, يرفضان رفضا قاطعا, أن يتصدر مسعود البارزاني لواجهة الحلم الكوردي.