10 أبريل، 2024 11:00 ص
Search
Close this search box.

(كردستان) مشروع دوله ام مشروع آيل للسقوط؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

(( وهنا أود ان أوكد حرصنا على وحدة العراق, وان ماقمنا به ليس ضد مصلحة أي دوله في المنطقه, وإنما لحل المشاكل القائمه)).. انتهى
هذا ماقاله مسعود البرزاني وكذلك غريمه جلال الطالباني عام 1998 في واشنطن في مؤتمر برعاية مادلين اولبرايت في سعيها لجمع المعارضه العراقيه حينها للإطاحه بنظام صدام حسين, فإبتدأت بالغريمين الكرديين اللذين خاضا حربا شرسه لعامين متتاليين مابين 1994الى 1996 راح ضحيتها عشرات الألاف من الكرد سميت كما هو معروف بحرب ام الكمارك اشارة الى خلافاتهما حول عائدات المنافذ الحدوديه التي كان يستأثر بها مسعود لنفسه دون الطالباني..

فمسعود لم يكن يجرؤ ان يذكر اسم فيدراليه ناهيك عن الإنفصال في عهد صدام, وهذا مذكور في مذكرات طاهر جليل الحبوش مدير المخابرات العراقيه حينها بقوله ان مسعود اخبره انه لايسعى للفيدراليه بل لحكم ذاتي موسع لااكثر..
وقبل سقوط النظام بأيام استُقبل البرزاني كمعارض للنظام على احدى القنوات العربيه وسؤل عن الفيدراليه المطروحه كفكره فقال انه حق للكرد في ذلك, فأردفت المذيعه بقولها ولكن الا يتم استفتاء الشعب العراقي الذي من حقه ان يقول كلمته في مصير الوطن, فماذا ستفعلون ان لم يقتنع الشعب العراقي بالفيدراليه؟ فقال بالحرف.. والله اذا الشعب العراقي مقبل على الفيدراليه فإحنه منگدر نزعل الشعب العراقي..!!
اما اليوم وبعد ان تم التأكد من اعدام صدام قام مسعود وكل المسؤولين الكرد بالمجاهره بنواياهم في الإنفصال, الأمر الذين لم يستطع احد منهم حتى مجرد الهمس بذلك من قبل..
ولكن هل ياترى ستتمكن (كردستان) من الإنفصال وانشاء دوله مستقله؟
فالخلافات التي تعصف بالإقليم وصلت الى حد اخذت الأحزاب المنافسه للحزب الديمقراطي الكردي تجاهر برفضها القاطع لتسلط البرزاني وعائلته على مقدرات الإقليم.. بل تم رفض كل توسلات البرزاني للموافقه على بقائه على كرسي الرئاسه بعد ان انتهت مدة ولايته في 19 اب 2015, وطالبت بتنحيه عن السلطه الا انه رفض ذلك..

الإقليم اليوم يترنح نحو التقسيم بدلا من ان يخطو خطوه نحو الإنفصال,
فكل الشواهد تؤكد ان ضبط النفس بين الإتحاد الوطني والديمقراطي الكردي انما لم يصمد طويلا بدليل ان الإتفاقيه الستراتيجيه قد انتهت بينهما قبل ايام ولم تعد صالحه للعمل حسب قول جلال الطالباني الذي صرح في بيان مكتوب انه يستنهض العراقيين ضد التوغل التركي في شمال العراق, وإن حزبه يسعى لتشكيل جبهه وطنيه ضد مرتكبي الخيانه العظمى ويقصد بذلك البرزاني وحزبه, وقد خرجت اثر ذلك مظاهرات حاشده في السليمانيه تندد بالتدخل التركي وبعمالة مسعود وحزبه لأردوغان حيث قاد هذه التظاهرات برهم صالح وكوسرت رسول وقيادات اخرى في الحزب والذين عبروا عن امتعاضهم الشديد من سياسة مسعود تجاه الإقليم والعراق ككل..
وإثر ذلك تشكلت تجمعات جماهيريه اهمها تجمع الرفض الشعبي في السليمانية لينذر حكومة الإقليم باللجوء إلى التظاهرات والاعتصامات الجماهيريه..وبالفعل خرجت تظاهرات تخللتها حوادث عنف ضد مقرات الحزب الديمقراطي معبره عن سخطها من سياسة الإقليم ككل وبالأخص تسلط حكم العائله البرزانيه على مقاليد الأمور هناك.

وقد وصلت حدة الخلافات بين الأحزاب الكرديه الى طريق مسدود حيث جلس الجميع عشرات المرات على طاوله الحوار دون ان يفضي ذلك الى نتيجة ما, واخيرا طُرح موضوع استقلال السليمانيه مره اخرى على طاولة البحث ونادى جلال الطالباني بضرورة استقلال السليمانيه المالي عن اربيل اي بمعنى آخر اعادة صيغة حكم الإدارتين في الإقليم, ولحفظ ماء الوجه وافقت حكومة الإقليم مرغمه على صيغة الحكم اللامركزي للمحافظات الثلاث السليمانيه واربيل ودهوك بعدما وجدت ان الأمور ستفلت من يدها الى المجهول..
ان سياسة الإقليم برئاسة البرزاني الساعي الى الإنفصال حسب قوله هو أمر كان يخطط له مع دول الجوار خصوصا تركيا التي قدم لها التنازلات التي لم تكن تحلم بها يوما من الأيام.
فالبرزاني لم يحقق انجازاً ما حين يقدم الرشوه لتركيا بقوله ان العلاقات الإقتصاديه الكرديه التركيه في تطور وهي مفيده لمصلحة الطرفين خصوصا ان نفط كردستان سيكفي تركيا 200 عام!!
هل هناك مسؤول في العالم يعتبر نفسه زعيم اُمه وقائد سياسي يقول مثل هذا الكلام الذي يشير الى بيع ثروات وطنه ويرهنها للغريب هكذا علنا؟؟
فتركيا اليوم تستفيد من الإقليم بمليارات الدولارات..فشركاتها تعج بكل مكان هناك, وكل واردات الإقليم من تركيا, والنفط المصدر منه يباع بأسعار مضحكه الى تركيا, وأما النفط المصدر عن طريقها للخارج ايضا تأخذ عليه ضريبة عبور كارثيه.. واليوم يتم انشاء ابنوب غاز من الإقليم الى تركيا ليغذيها وربما مجانا هذه المره.
فهل هذه هي انجازات سياسي وطني محب لوطنه وشعبه؟؟
ماذا سيفعل ان وجدت تركيا منفذا اخر تستفيد منه اكثر من الإقليم؟
بالتأكيد ستدير ظهرها لهم لتبحث عن مصالحها في الجهه الأخرى..
واليوم نرى ان سعر النفط قد تراجع كثيرا, والإقليم لايتمكن من تسديد رواتب الموظفين لشهور عده, وافراد البيشمركه الكرديه يبيعون اسلحتهم في الأسواق علنا بعدما يئسوا من تسلمهم رواتبهم حيث استخدموا ثمنها ليهربوا به الى اوروبا..
وفي الجهه الأخرى لايجب ان ننسى ان الإقليم يقع بين دولتين كبيرتين في المنطقه هما ايران وتركيا.. تلك الدولتان لم تتفقا يوما على شيئ.. فإيران تدعم حزب الإتحاد وحركة التغيير بينما تدعم تركيا البرزاني.. وكلتاهما اي تركيا وايران تبحثان عن مصالحهما بالطبع, فلا ايران تريد استمرار  البرزاني ولاتركيا تريد استمرار حزب الإتحاد… اي ان الإقليم لايمكن له ان يستمر في حالة الدوله واللادوله الى الأبد.. فلا ايران ترضى بدوله يترأسها الحزب الديمقراطي ولا تركيا ترضى بدوله يترأسها الإتحاد.. ولايمكن مطلقا مسك العصا من الوسط الا اذا تم بيع كردستان بالكامل مناصفة بين الدولتين ربما..
كما ان سياسة الدولتين انما لاتولي اهتماما بالإقليم بدليل ان ايران تحرض حزب الأتحاد وحركة التغيير لدعم حزب العمال الكردي التركي المعارض وكذلك الأحزاب الكرديه السوريه المواليه لهذا الحزب لأضعاف تركيا ونكاية بها, وتركيا كذلك بدورها توصي الحزب الديمقراطي بدعم المعارضه الكرديه الإيرانيه لأضعاف ايران ونكاية بها.. اي بالمختصر ان هاتين الدولتين تستخدمان الأحزاب الكرديه كورقة ضغط وأداة للتخريب تعمل لصالحهما لااكثر.
كما لايجب ان ننسى ديون حكومة الإقليم المتراكمه عليها سواء الداخليه او الخارجيه, فهناك ديون خارجيه عن شراء الاسلحه وعن تنقيب النفط, وهناك ايضا خلافات بين بعض الشركات النفطيه مع حكومة الإقليم, وكذلك عليها ديون داخليه حيث اقترضت الحكومه من المصارف الأهليه في الإقليم, وكذلك ديون مترتبه متمثله برواتب الموظفين المتأخره شهور عديده..
ولقد برر البرزاني ان سبب الأزمه الماليه التي يمر بها الإقليم انما بسبب حربه على داعش.. ولكن الأمر ليس كذلك بالمره.. فالبرزاني لم يدفع لغاية الساعه فلساً واحدا لأي دوله قدمت السلاح للبيشمركه.. فكل دفوعاته بالآجل ناهيك عن ان القطاع النفطي في الإقليم مُسيطر عليه بالكامل من قبل وزير الثروات الطبيعيه هورامي وزوجته الوسيط بين الشركات النفطيه وبين الإقليم حتى شاع مؤخرا فضيحة خداعها لحكومة الإقليم الأمر الذي نفته الحكومه  لحفظ ماء الوجه.
فالشعب الكردي والجميع كذلك يعلم ان الصاردات النفطيه في الإقليم انما امرها غامض ومبهم جدا ولايعرف هذا الأمر سوى العائله البرزانيه وهورامي مع زوجته.. فحين تستلم حكومة الإقليم 4 مليار دولار في بضعة اشهر في العام الماضي, من تركيا 3 مليار ومن اسرائيل مليار دولار عداً ونقداً ولاتتمكن من تسليم الموظفين رواتبهم فإن الامر هنا ليس بحاجه الى نابغه عبقري ليفهم ان اموال النفط ذهبت في جيوب المسؤولين الكبار.. اي ذهبت مع الريح.
هذه اهم النقاط التي اعتقد انها ستؤثر على مشروع انفصال الإقليم, بل انها قد تؤجل هذا المشروع الى أجل غير مسمى, ولربما قد يتفكك الإقليم ليعود الى حكم الإدارتين, كما ان القنابل المؤجلة التفجير اي ساسة العرب السنه فهم اليوم في وفاق مؤقت مع البرزاني لأنهم يتمتعون بحماية الإقليم ولكن ليس كل العرب السنه هم هؤلاء الساسه, فالأراضي التي استولت عليها القوات الكرديه سواء كانت عربيه ام اشوريه ام تركمانيه ام يزيديه او شبكيه فهي بالطبع قنابل موقوته بالفعل ولن تنفع مغريات البرزاني في خداع هذه المكونات طويلا في العيش ضمن مايسمى دولة كردستان بالعدل والمساواة, فإن كان كلامه صحيحا فلماذا تخلو الكابينه الحكوميه من اي مسؤول من هذه المكونات ولماذا على الأقل ليس هناك مسؤول في منصب مهم من هذه المكونات ولماذا لايعيد الأراضي لأهلها الأصليين ان كانت نواياه طيبه..؟؟ومع ذلك فإن كانت كردستان مشروع دوله او مشروع آيل للسقوط فهي في كل الأحوال خاضعه للظروف والمتغيرات على الساحه الداخليه والإقليميه والدوليه على حد سواء وليس هناك شيئ مستحيل.. 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب