23 ديسمبر، 2024 3:46 م

كردستان للكرد وكركوك للجميع

كردستان للكرد وكركوك للجميع

1
قال حزب العمال الكردستاني التركي ، أنه سيقاتل جنباً الى جنب ، وكتفاً بكتف ، مع أشقائه الكرد العراقيين ، في حال وقوع أي هجوم على كردستان العراق ، مصدره بغداد المركزية . معنى هذا أن ثمة مقاتلين أكراداً مولودين في تركيا ، ويحملون جوازها وجنسيتها وهواها ، ويحتلون جزءاً من أرض العراق ، ويتسلحون فيها بصورة غير شرعية أو قانونية – ربما اقامة انسانية – سيكونون في قلب معركة مرتقبة بين أهل العراق ، لا أحد يتمناها ، وبذلك انطبق عليهم المثل الشعبي ” هَمْ نِزِل ، وهم يدبّكون فوق السطح “
2
من بركات النطاح المنتظر بين بغداد وأربيل حول الأرض والنفط ، تمددت وتوالدت مصطلحات العركة حتى صارت ” مناطق متنازع عليها ” و ” مناطق مستقطعة ” و ” مناطق محتلة ” و ” مناطق مختلطة ” وهلمَّ جرّا وجرّي .
3
تركيا التي يعيش فوق أرضها ، أكراد عددهم أزيد من ضعفي عدد أكراد العراق ، هي دولة منافقة وكذابة ، وايران التي يعيش فوق أرضها ، أكراد عددهم ضعف عدد أكراد العراق ، أيضاً دولة منافقة وكذابة . تركيا وايران تتعاملان مع كردستان العراق وأكرادها ، كما لو أنهم دولة مستقلة ، وتتعاملان مع أكرادهما بكردستان ايران وكردستان تركيا ، بالقتل والتهميش والإقصاء ، وبعنصرية قذرة مقيتة .
4
في خانة المعمعة المعركة البلبلة الساخنة القائمة حتى الآن ، بين بغداد وأربيل ، ظهر الكرد ، شعباً وزعامات وشعراء ، وتكلموا بلسان فصيح ، ومن دون قناع ، وصاحوا بعالي الصوت ، انّ كركوك كردستانية ، ودونها الدماء العزيزة ، أما عرب العراق – سنّة وشيعة وشعراء – فلقد فضّلوا النفاق والتقية والصفقة والتكتيك وغواية الكرسي ولذة الدنانير ، ولوك الكلام الذي لا يزعّل أحداً . ومن أراد الخبر اليقين ، فليصنع السؤال المحدد ” هل كركوك عراقية ، أم كردستانية ؟ ويرميه – مثلاً لا حصراً – فوق موائد وهواتف ومجالس وبرائد وفيسبوكات ، اياد علاوي وطشّار القائمة العراقية ، ونوري المالكي ، وطارق الهاشمي ومقتدى الصدر وعمار الحكيم واياد السامرائي ، وصالح المطلك وابراهيم الجعفري واسامة النجيفي ، وفاضل ثامر وشفيق المهدي ومؤيد اللامي ، وأيضاً علي السيستاني الذي إن أجابك قال : أنا رجل دين وفتوى ، لا أتدخل في السياسة ، وأقف على مسافة واحدة من الجميع !!
5
لدينا في كردستانات المنطقة الأربع ، شعب كردي عظيم ، يزيد عديده على الثلاثين مليوناً . لهم لغتهم ، ولنا لغتنا . عندهم تأريخ وجغرافيا وأحلام ، أشهرها ، حلم الدولة المستقلة ، حالهم من حال جيرانهم ، العرب والأتراك والأيرانيون ، والعقل والمنطق ، وحركة التأريخ ، تدعونا لإعانتهم ، من أجل تحقيق حلمهم المشروع ، ومن أجل وقف نزيف الدم والدمع الذي لا يمكن أن يظل أبدياً .
6
أما اجابتي الراسخة ، على السؤال الواضح المرسوم في الفقرة الرابعة من هذا المكتوب ، فهي ان كركوك عراقية مثل بغداد ، من دخلها ، فهو آمن على بيته ورزقه وعرضه وفكره ، فإن اختلفنا في هذا التوصيف الرحيم ، فلا باس من الإستعانة بعتاة وثقاة التأريخ والآثار واللغة والأدب والتنقيب والحفر ، وكذلك البلدانيين والخرائطيين والرحّالة والبحاثة وجماعة كركوك والنفطيين ، ومن عاش فوق أرض كركوك ، وشاف شعلتها الأزلية ، اول مرة ، والغلط مرجوع للطرفين ، ومن دون عصبية أو شوفينية أو زعل أو فشار ، بل بالتي هي أحسن .
 [email protected]