23 ديسمبر، 2024 2:09 ص

كردستان بين نيجرفان وفتاة نوبل

كردستان بين نيجرفان وفتاة نوبل

تمثل جائزة نوبل أرفع جائزة عالمية، حيث يمتع أصحابها بما يشبه الحصانة الدولية بصورة تجعل من أراءهم ومواقفهم محل تقدير واحترام من العالم أجمع.
وجاء اختيار الفتاة الكردية الأيزيدية ناديا مراد لحصد جائزة نوبل للسلام ليمثل اعتراف من المجتمع الدولي بالمأساة التي تعرض لها الكرد الأيزيديون بسوريا والعراق على أيدي تنظيم داعش الإرهابي.
ونجحت مراد فى كلمتها خلال حفل تسلمها جائزة نوبل فى توصيل صوت الكرد الأيزيديون للعالم، والتعبير عن حجم الألم والجرم الذي ارتكبه تنظيم داعش بحقهم بصورة دفعت ملكة النرويج للبكاء تأُثرا بكلماتها .
وفى زيارتها الأخيرة للعراق ، حرص السيد نيجرفان برزاني القائم بأعمال رئيس وزراء إقليم كردستان والمرشح المحتمل لرئاسة الإقليم على الإجتماع بفتاة نوبل، معبرا عن دعمه الكامل لنشاطاتها الإنسانية في سبيل السلم وخدمة الضحايا الإيزيديين، وإيصال صوتهم إلى العالم.
وبحسب البيان الصادر عن مكتب السيد نيجرفان فإن مراد “شكرت رئيس الوزراء وقدم عرضاً ملخصاً عما مرت به هي والإيزيديين من المآسي وسلطت الضوء على جهودها في سبيل إعادة الأمان والسلم للمجتمع الإيزيدي وكل ضحايا الإرهاب بصورة عامة”.
وجود ناديا مراد بإقليم كردستان أمر يجب استغلاله جيدا خاصة بعد أن أصبحت شخصية دولية لها ثقلها على مستوي العالم .
مع تشكيل حكومة إقليم كردستان يجدر بالسيد رئيس الإقليم المحتمل نيجرفان برزاني والذي عاهدناه دوما صاحب فكر ورؤية غير تقليدية أن يستعين بشخصية دولية مثل ناديا مراد فى حكومته الجديدة .
لن تتأثر الحصص الحزبية بالحكومة الكردستانية لو تم منح ناديا مراد الرئاسة الشرفية للبرلمان الكردستاني أو منصب وزير الخارجية فى حكومة الإقليم المزمع تشكيلها .
لن تنقلب الأوضاع لو تم الإعلان عن منح ناديا مراد رئاسة إقليم كردستان أو منصب رئاسة الوزراء بشكل شرفي مؤقت على سبيل التكريم .
قرار مثل ذلك سيجعل من إقليم كردستان وقياداته حديث العالم، وستركز وسائل الإعلام العالمية على إلقاء الضوء على الوضع بالإقليم والخطوة الإنسانية التي أقدم عليها ساسة كردستان بشكل يعود بتأثير إيجابي كبير على وضعية الإقليم الإقليمية والدولية .
نحتاج للتعامل مع ناديا مراد بشكل مختلف غير نمطي ، ما المانع أن تعقد جلسة للبرلمان الكردستاني بمدينة سنجار مسقط رأس فتاة نوبل كتعبير رسمي عن نية الحكومة ورئاسة الإقليم إعادة إعمار المدينة الإيزيدية التي دمرها تنظيم داعش الإرهابي.
يجدر بحكومة كردستان أن تصدر جواز سفر تذكاري بإسم دولة كردستان وتمنحه لناديا مراد لتكون فتاة نوبل ذات الحصانة الدولية أول سفيرة خاصة لدولة كردستان التي يحلم الجميع بولادتها، وهو ما قد يجعل من تلك الخطوة خبرا تتداوله كل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة نظرا للمكانة التي تتمتع بها فتاة نوبل ما يعود بالنفع على فكرة الدولة الكردية ويرسل للعالم رسالة أن استفتاء سبتمبر حتى لوتم إفشاله فإن الدولة الكردية قادمة ولو بعد حين ..
كما يمكن تعيينها مستشارة فى رئاسة الإقليم لشئون المنظمات الدولية أو استحدث وزارة لشئون الأسري والمختطفون الأيزيديون لدي تنظيم داعش على أن تتولي مراد حقيبتها ..

قد يعتبر البعض كلماتي خارج إطار العقل أو المنطق، ربما يكون الأمر كذلك لاعتبارات سياسية حزبية ضيقة، ولكن فى وجود ساسة مثل السيد نيجرفان برزاني على رأس السلطة بالإقليم فالأمر أسهل بكثير وذلك لما يتمتع به نيجرفان من رؤية وحنكة سياسية تجعله قادر على التفكير الغير نمطي والخروج من قالب التقليدية لمرحلة الذكاء السياسي بصورة تجعل أعدائه قبل أنصاره يرفعون القبعات احتراما لذكاءه وتقديرا لكاريزمته السياسية ..
ويبقي السيد نيجرفان برزاني هو الأدري بما يمكن أن تقدمه ناديا مراد للقضية الكردية، والطريقة الأصح للتعامل معها، والإستفادة منها، بما لا يخل بهيبة رئاسة الاقليم وسيادة مؤسساته ..