22 نوفمبر، 2024 6:32 م
Search
Close this search box.

كردستان بين القاهرة وأنقرة

كردستان بين القاهرة وأنقرة

جاء الإعلان عن قرب افتتاح ممثلية لحكومة إقليم كردستان بالعاصمة التركية أنقرة ليمثل نجاح جديد لسياسة الدبلوماسية الناعمة التي يتبناها رئيس الإقليم المحتمل نيجرفان برزاني .

نجح السيد نيجرفان عبر سياسة تصفير المشكلات التي تبناها عقب أزمة الإستفتاء فى تحويل العداء المعلن من قبل حكومات أنقرة وطهران وبغداد تجاه الإقليم، لاتفاقيات تعاون، وومذكرات تفاهم، وتقارب سياسي ودبلوماسي بين هذه العواصم وحكومة الإقليم بصورة يستحق معها “نيجرفان” أوسكار البراعة الدبلوماسية والحنكة السياسية.

وتمثل الدعوة التركية لحكومة كردستان بافتتاح ممثلية خاصة لها بأنقرة شهادة جديدة تضاف لسلسلة نجاحات حكومة نيجرفان برزاني التي تتمتع بقبول دولي كبير فى ظل وجود أكثر من 16 ممثلية للحكومة بالدول الغربية .

الممثلية الجديدة ستمثل قوة وإضافة لحكومة كردستان وعلاقاتها الخارجية، ولكن يبقي غياب أى ممثلية للحكومة بالدول العربية محل تسائل خاصة فى دول ذات أهمية كبري بالمنطقة مثل جمهورية مصر العربية .

الغريب أن القاهرة ينشط فيها الوجود الكردي مثل بداية الألفية الجديدة حيث تم افتتاح ممثلية لحزب الإتحاد الكردستاني عام 2007 ، كما تم افتتاح ممثلية للحزب الديمقراطي عام 2016 .

ويحظي التمثيل الكردي بجمهورية مصر العربية بموافقة رسمية حكومية، ويمتع ممثلي حزبا الديمقراطي والإتحاد بحرية العمل والحركة فى أنحاء المحروسة، وتعتبر مقراتهم محجا لكثير من القوي السياسية والحزبية، فضلا عن وسائل الإعلام العربية والعالمية.

يجب استغلال نجاح تجربة الممثليات الكردية الحزبية بالقاهرة، والبناء عليها لتأسيس لمرحلة جديدة من التقارب بين الحكومة المصرية ونظيرتها الكردستانية، خاصة فى ظل عدم وجود مواقف سلبية مصرية تجاه القضية الكردية، فضلا عن مواقف مصر التاريخية الداعمة لحقوق الأكراد، حيث كانت القاهرة مقرا لأول اذاعة كردية موجهة، كما صدرت أول صحيفة كردستانية فى التاريخ من العاصمة المصرية.

العلاقات بين حكومة كردستان وأنقرة رغم اهميتها ألا أن الجانب التركي ربما يكون المستفيد الأكبر منها خاصة أن قرار افتتاح الممثلية يأت بعد أيام قليلة من قرار الحكومة العراقية بتصدير نفط كركوك عبر أنابيب الإقليم لميناء جهان التركي.

أهم ما يميز فكرة افتتاح ممثلية لحكومة كردستان بالقاهرة أنها تعتبر تفكيرا خارج الصندوق، وتحول فى السياسة الخارجية لحكومة الإقليم نحو الانفتاح على الدول العربية الكبري، ولا أشك لحظة أن علاقات جيدة بين حكومة إقليم كردستان والقاهرة كفيلة بتدشين مرحلة انتقالية فى تاريخ الإقليم، تنقله من خندق أنقرة وطهران بنفوذهم على حكومة بغداد المناهض لأي امتيازات كردية، لمرحلة جديدة من العلاقات مع الدول العربية الباحثة عن أى وسيلة لتقليل النفوذ الإيراني والتركي على حكومة بغداد .

تقارب حكومة كردستان مع القاهرة، قادر على جعل مصر ومن خلفائها السعودية وأبو ظبي قوة داعمة للحقوق الكردية فى أى مفاوضات بين أربيل وبغداد، بل أن هذا الثلاثي قادر على اجبار الحكومة العراقية على الإلتزام ببنود الدستور، وتطبيق المادة 140 بما تحويه من حقوق كبيرة للأكراد تصر حكومة بغداد على تجاهلها.

ختاما .. يبقي تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين مصر وحكومة كردستان، وافتتاح ممثلية لحكومة الإقليم بالقاهرة، مرهون بإرادة سياسية حقيقة، ورغبة جادة فى إحداث طفرة فى علاقات الإقليم وتحالفاته الخارجية، وهي صفات يمتلكها رئيس الإقليم المحتمل السيد نيجرفان برزاني ..

أحدث المقالات