19 ديسمبر، 2024 12:11 ص

كردستان.. بكاءً على ما آلت إليه الحال

كردستان.. بكاءً على ما آلت إليه الحال

تحت هاجس الوطن القومي للكرد، سيفنى الكرد؛ جراء التوقيت المستعجل، الذي يداهم التأملات، ويربك الحسابات الستراتيجية لمنطق الاحداث وتتابعها المنتظم، فالاحتقانُ بين ساسةِ إقليم كردستانَ وحكومةِ العراقَ المركزيةِ، لو كان خلافاً منهجياً في آلياتِ خدمةِ الشعبِ وطرق تدعيمِ رفاهِه؛ لتفاءلنا به، متحملين نتائجهِ، مهما ترتب عليها، لكنهُ.. مع الاسفِ.. صراعُ مناصبَ؛ رغبة بالإستحواذ على الكراسيَ والنفوذ والتوسع بالسلطة لأمد زمني أطول وأفق مكاني أكبر!
فيا لضيعة الجبال، وهي تنحني ناكسة قممها في الوديان الصم! إستجابة لمن لا يريدُ ان يغادرَ نشوةَ السلطةِ الا الى القبرِ.. متمنياً الخلودَ، ويورثُها لأبنائهِ من بعدِهِ؛ لذلك يرتكز على إستفتاءٍ، ظاهرُهُ التعرفُ على رغبةِ الكُردِ في الانفصالِ عن العراقَ؛ لإقامةِ دولتِهم، وباطنُه التصويتُ على نفوذ مطلقٍ.. الى الأبدِ؛ في الحياةِ وبعدَ المماتِ من خلالِ تسجيلِ الدولةِ الوليدةِ طابوَ.. مُلكاً صرفاً للسلطانِ.
الاستفتاءُ يرادُ بهِ وضعُ مقدراتِ كردستانَ بأيدي أفراد، من خلالِ طريقةٍ ديمقراطيةٍ، تصنعُ ديكتاتورات، مثلَ إستفتاءاتِ المقبورِ صدام حسين، ونُظرائهِ من طغاةِ الشرقِ؛ فيا من سقت الورطة الكردية الى الإنفصال، أبشر بكهفٍ في جبالِ أربيلَ تأوي إليهِ، كما آوى صدامُ الى جحرِ ثعلبٍ في صحراءَ تكريتَ، بعدَ أن دمرَ العراقَ وستُدمِرَ أنتَ كُردستانَ.
خرابُ شمالِنا هو ستراتيجيةُ تتبعُها إرادات دولية، تسر غير ما تبطن، في خطوات مدروسة التلاحق، بدءاً بالاستفتاءِ الذي سينتهي بانفصالٍ ينهي كردستانَ معَهُ.. سواءٌ أصارتْ دولةً ام ظلتْ اقليماً!؟.. فالتخبط اللامسؤول عن رؤية تشف المستقبل وتتامل في الاحتمالات، بيل اهوج سائرٌ بالاقليم وعموم العراق، نحوَ التشظيَ والتلاشيَ بدداً.
ستجد الدولة الوليدة نفسها مكشوفة الجناح، محاطة بقوى ارجح منها عدة وعددا وأقوى جلدا؛ ما يجعل كردستان.. الدولة المفترضة، تخرج من حرب لتدخل حربا تلد ثالثة ورابعة لا فكاك من سلسلة حلقات الحروب التي تستنزفها، كما تداعى الطاغية المقبور صدام حسين، سواء بارادته ام استلابا بخضوعه لارادات كونية كبرى استغلت غفلته وضعفه وتورطه و… تلاحقت الاحداث تسبقه ويتخلف عنها، مرتكسا بالعراق الى حضيض الكون، حتى هذه اللحظة.
فـ… كم من الجرائم النرجسية ترتكب باسمك أيها “التحرير القومي” وانت تدمر القومية، منذ أول مهووس بالعرق ذي الدم الازرق حتى آخر معتوه أزرق…