23 ديسمبر، 2024 5:46 م

في مؤتمر عقد مؤخرا في واشنطن من قبل مجلس العلاقات الخارجية التابع للكونكرس الأمريكي لمناقشة ما سمي بــ(التحديات الإقليمية) شارك اللواء السعودي السابق أنور عشقي وهو ضابط مخابرات سعودي ورئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات السياسية والإستراتيجية بجدة ، والمستشار في اللجنة الخاصة بمجلس الوزراء  حيث طرح هذا المسؤول مشروع إيجاد ودعم دولة كردستان الكبرى بالطرق السلمية، لأن من شأن ذلك ان يخفف من المطامع التركية والإيرانية والعراقية. إذ ستقتطع دولة كردستان الكبرى ثلث إيران وثلث تركيا وثلث العراق،  والسيد أنور العشقي  ظهر فى صور المؤتمر وهو يصافح ( دورى جولد ) أحد أبرز مستشاري رئيس الوزراء الإسرائيلي، وقد صرح الأخير بأن ذلك ليس أول لقاء بينهما ولكنه الخامس). إذ أنهما تباحثا في صراع إسرائيل والسعودية ضد إيران . وربما كان ذلك مبعث التنسيق المشترك حول هذه فكرة كردستان الكبرى.

      وفكرة الدولة الكردية معلنة فى الخطاب الكردى منذ عدة سنوات. فالسيد مسعود البرزانى رئيس إقليم كردستان العراق بحث موضوع الدولة الكردية مع الرئيس أوباما أثناء زيارته الأخيرة لواشنطن . فهل نضجت فكرة الدولة الكردية الكبرى ؟

     الساسة الأكراد في العراق وخاصة الرئيس مسعود البارزاني وحزبه يطرحون بشكل شبه دائم الرغبة بالانفصال والاستقلال. أما أكراد تركيا فقد حققوا من خلال الحزب المقرب إليهم نتائج كبيرة من حيث أنهم فرضوا أنفسهم على البرلمان لأول مرة فى تاريخهم وحصدوا ١٣٪ من مقاعده. كما أن أكراد سوريا حققوا انتصارات كبيرة على داعش خلال االفترة الماضية وتمكنوا من السيطرة على مدن ومناطق مهمة. وهذا يعني حدوث تغيير كبير في خارطة المنطقة وربما حروب طاحنة بين الأكراد وجيرانهم للاستيلاء على الأراضي المتنازع عليها.

   غير أنه ومن جانب آخر ستسعى أطراف داخلية وإقليمية لإفشال هذا مثل هذا المشروع من خلال إحداث داخلية بين الأكراد أنفسهم أو مع جيرانهم من القوميات والطوائف الأخرى . إذ أن الاستحقاق الرئاسي والانتخابات ومناقشة الصلاحيات الدستورية للرئاسة في كردستان العراق تدفع بالأطراف الكردية الى عدم التوافق وظهور الخلافات فيما بينها . وأما أكراد سوريا فإن نشوة الانتصار العسكري وبمساعدة طيران التحالف لن يستمر طويلا بسبب ظهور النزاعات العرقية مع العرب وغيرهم في تلك المناطق . فيما اعتبرت تركيا تلك الانتصارات الكردية في سوريا تغييرا لموازين القوى ومبعثا للقلق على حدودها وفي الداخل التركي. وهو أمر لن يجعلها تسكت على مشروع إيجاد ما يعرف بــ ( كردستان الكبرى) .