19 ديسمبر، 2024 12:27 ص

كرة النار العراقية وخوف الرئاسات الثلاث ؟

كرة النار العراقية وخوف الرئاسات الثلاث ؟

هل الرئاسات الثلاث تخاف على العراق أم على نفسها ؟سؤال يطرح نفسه بعد أحداث السبت , وبعد أجتماعات الرئاسات الثلاث والكتل , وما صدر عنهما من بيان يزيد الطين بلة كما يقال .في بلد جريح ومستباح منذ 2003 من قبل ألآحتلال ألآمريكي وسفارته التي تضم أكبر عدد موظفين في سفارات العالم , ومن قبل فضائية ألآحتلال المسماة ” الحرة – عراق ” فالفضائية ألآمريكية في العراق – حرة ما تريد – بدون رقيب , ولا مساءلة , بينما الدولة في العراق مقيدة , فاقدة الحرية , يفعل ألآحتلال ألآمريكي ما يريد دون أن يعترض عليه أحد ؟وجراحات العراق من قبل أحزاب السلطة في العراق ممثلة برؤساء ألآحزاب الذين ينسبون لآنفسهم ما يشاؤون من حمايات وحراسات وسيارات مصفحة ورباعية الدفع , ومكاتبهم لها ألآولوية في كل شيئ , في الحماية , وفي أحسن بناية , مع تسهيلات مصرفية لاتحظى بها كبرى الشركات .الدولة العراقية تتهاوى تحت ضربات مهينة تفقدها هيبتها تارة , وتنزع عنها صفتها القانونية تارة أخرى , وتتركها مغنما للطامحين والطامعين ومن يحملون نوايا ألآنفصال المؤجل , وألآستقلال الموعود ؟فأحدى الضربات القاتلة تأتي ممن يحضر مؤتمر الدوحة المتأمر على العراق ويقوم بأستقبال رئيس البرلمان التركي أستقبالا حارا والقوات التركية تدخل ألآراضي العراقية وترفض ألآنسحاب ؟وضربات ما تحت الحزام تأتي ممن يخفون أربعة مليارات دولار من البنك المركزي في أوج ألآزمة المالية وقبلها ممن أضاعوا ” 300 ” مليار دولار عبر خطوط صرافة وهمية بين عمان ومصارف وهمية في الداخل العراقي يعرفها مسؤول التحويل الخارجي , مع نزف مصرفي مستمر يدب كالنمل في الليلة الظلماء؟وضربات على اليافوخ وأم الرأس ممن أخذوا كومشن براميل النفط العراقية من بوش عام 2004 يعاونهم في تحضير العصي ألآحتياط ممن سرقوا ساعات أقفال نفط البصرة وحرقوا مبنى وزارة النفط لآخفاء العقود كما فعل من بيده عقود وزارة الصحة فقام بحرقها ؟من حريق وزارة النفط الى حريق وزارة الصحة الى أخفاء ملفات وزارة التجارة وملفات عقود التسليح مع روسيا وبعض الدول سماسرتها من لبنان وألآدلاء يتنقلون من قائمة العراقية الى قائمة دولة القانون ليصبحوا نوابا ذا حصانة بتسعين صوتا هي ديمقراطية العراق التي لامثيل لها ؟العراق صاحب ملفات الفساد التي لاتعد ولا تحصى حتى باتت ألآجهزة القضائية تتحجج بأستحالة المتابعة لهذا العدد الضخم , مثلما أصبحت وزارة الكهرباء تتحجج بأستحالة تجهيز الطاقة الازمة لضخامة ألآستهلاك ؟لهذا أصبح العجز ألآداري ثقافة , مثلما أصبح تراكم القمامة منظرا مألوفا وعدم ألآهتمام بالنظافة ثقافة الجميع , وفوضى المرور حالة مسكوت عنها كسكوت مسؤولي الدوائر عن الرشوة , وسكوت الجامعات عن الغش في ألآمتحانات وسكوت وزارة التربية ومديرياتها عن الدروس الخصوصية والمدارس ألآهلية التي أبتلعت مدارس الحكومة وتجاوزت نص الدستور حول مجانية التعليم في العراق ؟الرئاسات الثلاث تجتمع لتدين أعمال التظاهرات التي أجتاحت المنطقة الخضراء ومبنى البرلمان الذي مارس فيه بعض البرلمانيين سلوكا غير قانوني وغير دستوري وسكتوا عنهم عندما ضربوا رئيس مجلس الوزراء بقناني الماء وهو يلقي كلمته داخل البرلمان , وعندما طلب رئيس الحكومة من رئيس البرلمان أعتقال النواب المخالفين للقانون والدستور أحتج رئيس البرلمان بأنهم يمتلكون حصانة برلمانية وفرها لهم الدستور , واليوم عندما يهددون بأعتقال ومحاكمة من دخلوا البرلمان متظاهرين , نسوا رؤساء الرئاسات الثلاث بأن الدستور يجيز حق التظاهر والشعب هو صاحب السيادة , وأنتفاض الشعب عليهم يعني أسقاط لحصانتهم وأرجاع السيادة للشعب فهو ألآصيل .وللمتظاهرين الذين أنسحبوا ويريدون أعادة الكرة ثانية , نقول لهم لقد أخطأتم , خطوتكم ألآولى لو كان مخططا لها لآنجزت حلم وأمنيات الشعب بفرض حكومة طوارئ , وأعطاء دفع معنوي قوي للجيش والحشد في ضرب عصابات داعش ولآفقدت الفاسدين فرصة العودة للحكم برغبات أمريكية , ولآفقدت عصابات داعش أمل المناورة وألتقاط ألآنفاس , فالحرب والسياسة جبهة واحدة عند الضرورات .

 [email protected]