10 أبريل، 2024 7:17 م
Search
Close this search box.

كرة الفقيه في سلة الصناديق الديمقراطية

Facebook
Twitter
LinkedIn

الشعب الشيعي منقاد تجرجره الثقافة الفقهية من حيث لايشعر إلى معتقد ضرورة الوِصايا الدينية في كل شاردة وواردة، لبيان خطوط الطيران على صراط الإيمان، ومنها لسلامة الهبوط في فردوس حور العين بكافة مستلزمات النكاح الضرورية، وكأنه شعب أعاقته الفُسولة، يتطبب بالرضاعة من أُم الفتاوى، يلقُم الثدي لُقماً، ليُصلح خلايا العقل المتهشمة بلبن الذكاوة.

الحق يقال؛ أن المرجعية هي التي أوهمت مؤمنيها بمسؤولية المكلف بالإنصياع التام والعام لها، بالرغم من أن معقولية التقليد تكمن في حدود ضمان صحة الدين أو المعتقد، وهذا يمكن الوصول إليه من خلال كتب الفقهاء أو مكاتب الإستعلامات الفقهية، لكن الذي زاد عن حده؛ هو سوء فهم المؤمنين الشيعة للتقليد.

أما تقبل المرجعية لهذا الفهم الخاطيء برحابة صدر يرجع لأسباب أهمها:

أولاً:-

ناشيء عن تمتعها بمكانة مقدسة؛ من حيث كونهم بالصورة ممثلون شرعيون غير معصومون عن الإمام المنتظر المعصوم، في فترة غيابه، وهذا ماشد أواصر التعاطف الديني والإنقياد لهم، ومنْحِهم الثقة التامة والوصايا الفقهية والسياسية العامة.

ثانياً:-

إذا تجازوزنا إنعكاسات مرجعية الإمام الحسين ع وثورته والثورات التاريخية التي تلتها للمعارضة الشيعية ورموزها المقدسة الإمامية في ظل الحكم الأموي وغيره من بعده، فقد بدت ملامح قيادة المرجعيات الشيعية بحلتها المعروفة اليوم والإنقياد التام لها في نهاية القرن الثامن عشر، من خلال وحي سلطة فتوى الشيرازي التي أرعبت الشاه حينذاك والتي تمخضت عنها ثورة التبغ 1891* ثم تلتها أدوار سياسية وطنية للمرجعية في العراق، منها فتوى المرجعية، لإشعال ثورة العشرين ضد المحتل، ثم آخرها فتوى الجهاد الكفائي ضد الإرهاب. وهذا يكفي لتكون المرجعية الدينية والفتوى جذر متأصل لثمار مكونات العقل المؤمن الشيعي بالخصوص، حتى وإن كانت خارجة عن حدود التقليد التي رسمتها المرجعيات فقهياً نظرياً لها، ففي نهاية المطاف عملياً تحول المؤمنون إلى سرية عسكرية بلباس مدني ينتظر أفرادها الأوامر من قيادة المرجع الديني لينفذوها بإرادتهم الحرة طوعاً وكأنهم منقادون على التنفيذ بشحنات الروح الإيمانية.

لن تجد شعب شيعي بمثل هذه العقلية والإستسلام لحكمة المرجعية الدينية طوعا؟

الشعوب السليمة فكرياً، لا تحتاج إلى ربان لقيادة سفينتها العقلية، لكن شعوبنا المؤمنة الشيعية، الراسخون في علوم التقليد الفقهية، تجذرت فيهم العاطفة الدينية، فصادقت أنفسهم على التبعية والأنصياع لأوامر المرجعية، وإن رغبت الأخيرة عنهم سياسياً، ضغطوا عليها وأصروا على نُطقها، لأنها إحتلتهم نفسياً وعقلياً، بما كسبت أيديها فقهياً، فباتت في ورطةٍ من أمرها وحال المحال إمتناعها أو نأيها عنهم دون لبنها يومياً.

ما الفرق بين هذه السلطة الروحية للمرجع وولاية الفقيه عملياً؟

* نهضة تنباكو بالفارسية، و عُرب اللفظ إلى ثورة التنباك دون ترجمة له.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب