عندما أجتاحت عصابات الشر والجريمة مما يطلق عليها اسم تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام مدنا ومحافظات في غرب ووسط العراق كانت لهم أهداف وغايات ارادوا تحقيقها من وراء اجتياحهم هذا ، ففضلا عن قتل الابرياء وانتهاك الحرمات وسبي النساء وهي أفعال توارثها أحفاد أكلة الاكباد وابي سفيان كانت لهم أهداف أخرى وعلى عدة صعد فعلى المستوى السياسي كانوا يريدون خلق الشرق الأوسط الجديد ( البايدني ) وكذلك خدمة لدول الغرب لتنفيذ مشروع تقسيم دول المنطقة وتوزيع سندات ملكيتها بين دولة المدبلجات المفضوحة – العثمانية بثوبها الجديد – ودولة مابين النيل والفرات الصهيونية المجرمة ، ولكن ولعل أحد الاهداف الغير معلنة لهذه الجماعات الاجرامية هو تحطيم الدين الاسلامي من الداخل بمعنى أن تحطم الاسلام بأسم الاسلام ، واي اسلام هذا الذي يمثلوه غير الاسلام الوهابي الصحراوي وعن طريقه أرادوا تحطيم العتبات والمراقد المقدسة – وكما حصل فعلا مع مقامات الانبياء والاولياء في نينوى وغيرها من المدن العراقية والسورية – تمهيدا لتحطيم الكعبة المشرفة نفسها ومرقد النبي محمد ( صلى الله عليه واله ) ، وقبل ذلك طبعا مرقد أبى الاحرار وملهم الثوار والمقاومين في شتى أصقاع العالم الامام الحسين بن علي ( ع ) في كربلاء المقاومة والصمود ، ولكن فات الدواعش ومن لف لفهم وكذلك من نصب لهم خيام التأمر وأعد لهم موطئ القدم بأن في هذا البلد العتيد رجال فطموا على حب الرسول وال بيته الاطهار ( عليهم أفضل الصلاة والسلام ) وانهم كانوا ينهلون منذ الطفولة من سير الابطال من ال البيت الاطهار وأصحابهم الابرار في واقعة كربلاء الصمود والمقاومة ، فكان ما كان من مواقع وملاحم سجل فيها رجال المقاومة الاسلامية اروع البطولات فمنعوا ذلك المشروع الخبيث أن يرى النور و ردوا الحقوق لاهلها في الموقعة تلو الاخرى ، ان ألتفاف المؤمنين اليوم حول مرقد الحسين وبهذه الجموع و الاعداد الغفيرة هو اعلان عن حلول عصر الصمود والمقاومة ونهاية لعصر التخندقات الشوفينية المقيتة والانبطاحية العربية ، فنحن في نهاية المطاف أمة أسلامية واحدة تؤمن بأن الغرب لا يحق له أن يحتل اراضينا ويعاملنا على أننا بشر من الدرجة الثانية ، أن ثورة الامام الحسين كانت ولا زالت تلهب احرار العالم للوقوف بوجه الاستكبار والتخاذل والغباء الذي يجعل الانسان يخنع لاي طاغية او مستبد ان الحشود المليونية التي أجتمعت خلال الزيارة الاربعينية حول مرقد ابي الاحرار والتي جائت من مختلف اصقاع العالم اعلنت وامام الجميع ومن خلال اكبر مسيرة على وجه هذا الكوكب عن ولائها وانتمائها لفكر ومنهج المقاومة . هذا المنهج الذي يعد حصنا من كل فايروس يرد إلى مجتمعاتنا من خلال صور شتى فالأنسان الشرقي وفي خضم هذا الغزو الاعلامي الكبير الذي تشنه الدول الغربية الكبرى للهيمنة على مقدرات ومصائر شعوب هذه المنطقة يحتاج إلى الوعي والحرص والعمل الدؤوب من أجل أن يحق الحق وينتصر على الباطل فتختفي بذلك طيور الظلام التي تحوم حول سمائنا .