15 أبريل، 2024 3:01 م
Search
Close this search box.

كربلاء قضية توقظ الضمير وتورث الكرامة!

Facebook
Twitter
LinkedIn

إن كل عنوان في كربلاء، داخل طياته تشعر، أنه يخاطبك بأنواع الرحمة، والعدالة، والإنسانية، فقل في نفسك: إنه صوت الحسين وأهل بيته (عيهم السلام)، الذين أثبتوا لمملكة يزيد الرملية الفاسدة، التي لا أساس ولا شرعية لها، وعليه فالإمام الحسين، أوقظ الضمير الإسلامي في صراعه، مع الأفكار المنحرفة للنهوض من جديد، وصناعة أمة لا نهاية لخلودها، إنها أمة لبيك يا حسين!
 العاشر من محرم الحرام، كان ثورة للكرامة والحق، وفي الوقت نفسه، بدا أنه اللقاء الأخير للطغاة، من زبانية يزيد عليه اللعنة، فرفضت شفاه الموت، حتى أن تكتب لخفافيشهم تأريخاً، لورودهم جهنم وبئس المصير، أما أنصار الثورة الحسينية، فقد ورثوا المجد والكرامة، فصحيح أنهم تألموا، لكنه ألم منتج للحرية والصمود، لمحاربة أي طاغية يريد النيل من الأبرياء، فإنتصرت الدماء على السيوف!
 عرس جهادي للدماء الزكية، والأجساد المضرجة، في موكب مشرف مهيب، عرج بها الى السماء، ورحلة سبي تقودها عقيلة الطالبين، الحوراء زينب (عليها السلام) بكل فخر وشجاعة، فتكلفت بالعيال والأطفال، وأمدتهم بدروس الصبر والإباء، وكانت تحرس الرؤوس الشريفة، طوال مسيرتها الموجعة من الشام كربلاء، تخاطبهم بأن في هذا الطف، سينصب علم وقضية لا نوم لهما أبداً، لأنها وريثة البقاء الحسيني الخالد!    
   ما سر تدفق ملايين الناس من كل الأصقاع، للمسير مع سيدة العزاء العلوي؟ لوحة مواساة مليونية لا نظير لها، في أي عزاء على مر العصور وكر الدهور، إنه الألم الزينبي لإيصال الحقيقة، بخروج الإمام في ثورته، ضد الظالمين من آل أمية، وفي ساعة قدسية، رحلت نفس رسول الرحمة، والعدالة، والإنسانية، (الحسين مني وانا منه)، الى آفاق السماء عند مليك مقتدر!
حوار سماوي شامخ، بين قمر علوي صنديد، وشمس فاطمية أبية، ليقول لها والرأس مرفوع الى السماء: أرفعي رأسكِ، فبعد هدوء للعاصفة الكربلائية، ما بقي حجر على الأرض، إلا وتحته دم عبيط، لكن سيدة الجسد المتألم، من هول المنظر الدموي، وسياط الفجار، وحرق الخيام، أصبحت تائهة وسط الظلام، فبدأت عملية البحث، عن نبراس شريعة العلقمي، ليقودها الى مشهد فارس قادم من بعيد، فتأوي الى ركن قديم، هذا أنا أبوك علي!
البيت العلوي كله مندهش من وقع المصيبة، لكنها أورثت العالم بشكل عام، والمسلمين على وجه الخصوص، وبني هاشم تحديداً، ضميراً حياً لا يهدأ مطلقاً، وأنتجت ديناً محمدي الوجود، حسيني البقاء، عباسي الفداء، زينبي الوفاء، والأنصار الغُر الميامين، نهضوا بكبرياء لينفضوا ثياب عزتهم من التراب، ويعفروا رؤوسهم بدماء السبط العطشان، وإخوته ليعلنوا ولادة القضية، في كل يوم عاشوراء، وكل أرض كربلاء! 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب