ما يأتي سهلا.. يذهب بصورة اسهل.. هذا ما يتردد الآن في مجالس البيوت الكربلائية التي قبل 3 اعوام لم تعرف شيئا اسمه (قائمة امل الرافدين) ولا اسماء محمد حميد الموسوي ولا عباس الموسوي.. كانوا فقط يسمعون بلقب (رائد علي) وجماعة رائد علي.. وفوج رائد علي (فوج طوارئ كربلاء الاول).. اداة الارهاب.. والقمع.. والتي لا يزال المواطنون يتناقلون القصص والتسجيلات الخاصة بعدوانيتهم.. وربما الكثير لم يكن يعلم ان محمد وعباس وعلي هم اخوة يسكنون منطقة الهندية (طويريج) مسقط رأس رئيس الوزراء المالكي.
الآن اصبح سيد محمد (رئيس مجلس محافظة كربلاء) نجما معروفا بعد قيامه بتجاوز كل صلاحياته ليقود عملية اعتقال غير قانونية في محافظة الانبار وما تبعها من اخذ ورد في كل المجالات.. وسيد عباس (نائب المحافظ) اصبح ايضا رجل ذا شان بفعل تدخله في كل صغيرة وكبيرة بطرق قانونية وغير قانونية مثل طرد مدراء دوائر عن طريق اقتحام غرفهم..
المثير للسخرية انك بمجرد المرور امام مبنى مجلس المحافظة وما هو قريب.. تجد لافتات الشكر والتقدير للسيدين لجهودهما في خدمة ابناء المدينة.. الغرب ان كل اللافتات كتبت بنفس الطريقة. بنفس القياس. بنفس الخط.. بنفس الالوان.. وكلها موقعة بواسطة عناوين عامة ( عشائر كربلاء) (اهالي كربلاء) (طلبة كربلاء) (اهالي منطقة …. )واي شخص يستطيع ان يعرف انها كتبت عن طريق جهة واحدة وبقلم واحد وخط واحد واملاء واحد.. وتصدر عن مكتب السيدين نفسيهما.. !!!
ولكن يبدو ان السيدين وبفعل صعود نجميهما بصورة سريعة لم يستطيعا ان يحفظا توازنهما.. بل هم الآن يصطدمون مع اهم داعم لهم والذين استخدموا اسمه وعنوانه ليزيدوا من رصيدهم.. بل كانوا على طول الخط يكيلون المديح له وللحكومة الاتحادية.
فقبل اسبوعين . ومن على قناة الحرة. وشريطها الاخباري.. وجدنا ان سيد محمد يستنكر قيام قوة من (بغداد) بعملية اعتقال مجموعة من (ابناء المدينة).. في خطوة غير مسبوقة منه.. ولكن عندما سألت عن الموضوع ومن خلال بعض المقربين منهم ومن نفس المنطقة. ظهر ان القوة البغدادية هي تابعة لمكتب رئيس الوزراء.. وان المجموعة التي تم اعتقالها (ابناء المدينة) هم من منتسبي فوج طوارئ كربلاء الاول.. الفوج الذي كان يشرف عليه (رائد علي) او سيد علي. وليس صعبا ان تسأل اي منتسب للفوج عن هوية المعتقلين لأنهم جماعة (ملازم ستار).. ولان ملازم ستار هو احد المعتقلين. فان الامر ابدا لن يكون سرا يمكن الاحتفاظ به. لان ملازم ستار اشهر من نار على علم لدى كل منتسبي القوات الامنية في محافظة كربلاء. طبعا لا شأن لي ما يقال عنه ادارته لعمليات مشبوهة في الفوج الاول. ولكن الغريب ان ينبري سيد محمد وبصورة علنية الى الدفاع عنه.. ليس بالاعلام فقط. بل الروايات تقول ان السيدين محمد وعباس قاما باعتراض طريق القوة (البغدادية) المتوجهة نحو اعتقال المدعو ملازم ستار. ثم ينطلق لانتقاد العملية عبر وسائل الاعلام. ويمكن لمن يريد ان يبحث ان يجد قصة مثيرة حول عملية الاعتقال والاصطدام وكيف تم تنفيذ العملية وهي لا تخلو من الحقيقة والخيال طبعا.
ما يهم هو تلك المواقف المعلنة من السيدين الذين بمجرد ان تم اعتقال المدعو ملازم ستار قاما بخطوات علنية لا يمكن تفسيرها الا انها عملية ضغط وابتزاز لرئيس الوزراء لغرض اطلاق سراح المدعو ملازم ستار
فأولا: كان بيان استنكار العملية من سيد محمد عن طريق قناة الحرة حيث يستنكر سيد محمد قام الحكومة الاتحادية باعتقال مجموعة من ابناء المدينة.. متناسيا السيد انه وقبل اكثر من شهرين بقليل قام بنفسه بقيادة قوة نحو محافظة الانبار واعتقال مجموعة ادعى انهم وراء جريمة النخيب (والتي ظهر كذب اداعاءته لاحقا) وقام بعملية بالغة في السخف والاهانة وعرض المعتقلين بجولة مكشوفة في المدينة مستغلا مشاعر الغضب والحزن لأبناء مدينة كربلاء. وكاد ان يعيد اشعال فتيل الحرب الطائفية ويفجر الوضع العراقي مرة اخرى ويعيده الى المربع الاول.
الثانية: قام سيد محمد باعلان انشقاق امل الرافدين عن كتلة دولة القانون.. والغريب ان قائمة امل الرافدين التي يرأسها لم تكن يوما جزءا من دولة القانون. بل في مجلس محافظة كربلاء اربع كتل.. امل الرافدين (9) ومنها رئيس المجلس ونائب المحافظ, دولة القانون (9) ومنها المحافظ ونائب رئيس المجلس, المجلس الاعلى (4) . التيار الصدري (4) ومقعد واحد ليوسف الحبوبي (الشهير) وهو يشغل منصب النائب الثاني للمحافظ. فعن اي انشقاق يتحدث السيد محمد؟؟؟؟ ربما يقصد انشقاق اخته (منال الموسوي) النائبة البرلمانية..؟؟؟
الثالثة: وهي اكثر تخبطا من سابقتها.. قيام سيد عباس باعلان نيته الاستقالة من منصبه.. وهو امر اعتيادي. ولكن المثير للسخرية هو التخبط بالاسباب التي يدعي انها جعلته ينوي تقديم الاستقالة. فاولا كان السبب (احتجاجا على تدخل الحكومة الاتحادية في عمل الحكومة المحلية) !!! ثم بعد يومين تحول (احتجاجا على تأخر اقرار التخصيصات الاضافية 50 مليار للمحافظة واطلاق التعيينات والصلاحيات) ولكن الاكثر اثارة هو السبب الثالث والذي جاء بعد ذلك بايام ( احتجاجا على ان الحكومة الاتحادية رفضت ملفات فساد تخص اعضاء من كتلة دولة القانون قدمها السيد نائب المحافظ).. ان هذا التخبط يرجح كفة ان الاسباب الثلاثة ليست هي الحقيقية.. وانما هي تاتي ضمن ممارسة ضغط وابتزاز اكثر لاطلاق سراح ملازم ستار ومجموعته.
الرابعة: قيام سيد محمد مع مجموعة من اعضاء قائمة امل الرافدين بالوقوف امام وسائل الاعلام مصدرين بيانا يطالب فيه سيد عباس بالعدول عن الاستقالة (التي لم تقدم بعد). ولعل من يعرف اين يسكن سيد محمد واين يسكن سيد عباس واعضاء قائمة امل الرافدين سيضحك على لجوءهم للاعلام وهم الذن يسكنون في شارع واحد ويملكون مختلف وسائل الاتصال الحديثة.
الخامسة: ويبدو ان المحاولات لم تاتي شيئا.. فلا دولة القانون اصدرت اي بيان او تصريح. ولا رئيس الوزراء قام بأي رد فعل. عاد سيد عباس ليعلن انه عدل عن قراره بالاستقالة (نتيجة للضغوط والمطالبات التي مارسها اهالي كربلاء) اهالي كربلاء!!!!من هؤلاء..؟؟ هل هم نفسهم المقصودون في اللافتات المنتشرة على جدران مبنى المجلس.
وهناك معلومة تشر الى ان هناك وساطات يقوم به شيوخ عشائر ووجهاء نحو رئيس الوزراء ليعيدوا العلاقة معه الى سابق عهدها.
كل ما تقدم يدعوا للتساؤل.. وتساؤل كببر ايضا.. لماذا كل هذه الاستماتة في الدفاع عن ملازم ستار.. ؟؟ ما هي علاقة السادة الثلاثة بملازم ستار؟؟ هي مجرد علاقة مناطقية.. لان ملازم ستار يسكن نفس منطقة سكن محمد وعباس وعلي؟؟
والسؤال الاكبر؟؟ لماذا اعتقل ملازم ستار؟؟ هناك تكهنات واشاعات.. هل حقا ان التهمة هي التجارة بالوقود؟ التجارة بالشرب والكبسلة والدعارة؟ ام ان اعترافات البعثيين هي من قادت اليه؟؟ وهل حقا هو متورط في التخطيط لاغتيال رئيس الوزراء والانقلاب على العملية السياسية؟؟
اسئلة يمكن لسيد محمد وسيد عباس ان يجيبا عليها؟ ويمكن ايضا لرائد علي واللواء رائد جودت (المقالين من جهاز المخابرات) ان يعيطنا اجابة اكثر وضوحا؟؟ ولعل دولة القانون ورجالاتها ورئيسها الصامتون لحد الآن.. ينطقون بالحقيقة..
فكربلاءواهلها يستحقون ان يعرفوا الحقيقة.. والا فان المتوقع ان صناديق الاقتراع لن تكون بصالح جميع اطراف هذه القضية ان بقيت تدار من تحت الطاولة..