23 ديسمبر، 2024 4:40 ص

#كربلاء رمز المواجهة#

#كربلاء رمز المواجهة#

ملحمة كربلاء اصبحت رمز المواجهة بين الخط الاسلامي الاصيل والخط الاخر المتمثل بيزيد؛ بين الحق الخالص الصريح والباطل المدنس المزخرف، بين الشجاعة والبطولة والتحدي وبين التذبدب والانطواء والتبرير. 
   اصبح الامام “عليه السلام” لواءاً منشوراً لكل من يريد مقاومة الحُكام المتسترين بالدين، وتحريف العلماء الخونة للدين، وسكوت المتظاهرين بالدين، ولكل من يريد مقاومة الدين المزيف الذي اضحى سلاحاً فتاكاً على الدين الحق. 
   أضاء الامام “عليه السلام” على امتداد التاريخ درب المؤمنين المستضعفين الذين تآمر ضدهم ثالوث النفاق والدجل والجبن.هؤلاء المحرومين الذين تظاهر ضدهم المهووسون بالسلطة ووعاظ السلاطين والمترفين على حساب الفقراء والمحرومين. 
   إن راية الحق جاهدت و حاربت من اجل الله، وجعلت شعارها، يا لثارات الحسين، واي تجمع قرر التحدي، وضع نصب عينيه دروس كربلاء، وأي رجل عقد العزم على ان يكون فداءاً لدينه ووطنه كان مثاله السبط الشهيد “ع”.
   تبقى حاجتنا الى مشعل سيد الشهداء ما دمنا نواجهه نفاقاً اموياً، ودجلاً شريحياً، وخيانة كالتي تمثلت باهل الكوفة ومرتزقة عبيد الله ابن زياد. أنى يكون لنا اليوم الذي نتخلص فيه من هذا الثالوث الخبيث?   كلا مادامت الدنيا قائمة فان فتن الدنيا والشيطان موجودة، ليس بالضرورة ان يكون المنافق اموياً سافراً كصدام او شريحاً قاضياً عنده كما هو حال وعاظ السلاطين، او جبناء متظاهرين بالخيانة كمن حاربوا بوعي وعمد و اصرار تحت لواء البغي والطغيان.  ليس بالضرورة ان يكون كذالك، فقد يكون المنافق متظاهراً بحب السبط الشهيد “ع”، والدجال متحدثاً باسمه، والجبان منضوياً تحت لوائه.
   كربلاء رسالة الهمت الامة الاسلامية والانسانية على حداً سواء بالهمم واحياء روح المجد والعنفوان فيها، واعطتها المناعة الروحية المتمثلة بالارادة الصلبة في مواجهة طغاة على مر العصور، وغاندي خير مثال على ذالك من استلهامه لمباديء الثورة الحسينية، فاطلق مقولته الشهيره التي صكت مسامع الظالمين حين قال ” تعلمت من الحسين اكون مظلوماً فانتصر”.