18 ديسمبر، 2024 9:52 م

التكوين الذاتي للإنسان عبارة عن مجموعة من الأحاسيس والإنفعالات, تتصارع فيما بينها داخل نفس الإنسان, فينتصر الحق أو الباطل, ويتمثلان بالخير أوالشر, عندما تطغي صفة أحدهم على الأخرى يتصف الإنسان بها, ويسعى أما للخير أو الشر وكما أصاب عصابة يزيد بن معاوية, وحرملة وأعوانهم, حيث تجردت قلوبهم وتجلدت, من كل معاني الإنسانية, ورفعت الرحمة من قلوبهم .   إنتصار الحق على الباطل, والدم على السيف, في العاشر من شهر محرم,  تعلمنا منها أعظم الدروس, في الإنسانية والإخوة والتماسك والثبات ضد الباطل, ورفض الظلم والتي هي تطبيق مبادئ الدين الإسلامي.   جسدها المرجع الشيعي الكبير الآية العظمى السيد محسن الحكيم (قدس), رفض الظلم وأعداء الدين, وشارك في التصدي للإحتلال البريطاني, وكان قائد مجموعة المجاهدين في منطقة الشعيبة جنوب العراق, سعى في كل ما يستطيع لجمع شمل المسلمين من المذاهب المختلفة بطرق شتى, ومنها شارك بالفعاليات التي يقيمها أهل السنة, وشجعهم للحضور في المناسبات الشيعية لجمع شمل العراقيين وتوحيد صفوفهم .   قاوم قدس سره الشريف كل أشكال التعصب والتمييز الطائفي في العراق, وأصدر فتوى حرم فيها قتال الأكراد في الشمال, لأنهم مسلمون تجمعهم مع العرب روابط الأخوة والدين, حارب التسمم الفكري, والتيارات التي تغير العقيدة الإسلامية, ومنها الفكر الشيوعي, وأصدر فتوى (الشيوعية كفر وإلحاد), وأجبر عبد الكريم قاسم لإبعاد أفرادها .
   تخيل ووسوس الشيطان لأعوان الصهيونية والوهابية وعصابات الكفر والإرهاب, التي يرعاها آل سعود, أعداء الإسلام والمسلمين في حقدهم وجهلهم, أنهم سيخمدون شعلة العقيدة والفكر الإسلامي, ويعيدون الأمة الإسلامية إلى سابق عهدها في الجهل والضلالة, متجاهلين أن هناك من ترعرع وغرست في ضمائرهم ووجدانهم وعقولهم, نهج شهيد كربلاء, ومن سار على خطاه من السلف الطاهر و مراجعنا أتباع آل بيت الرسول( عليهم الصلاة والسلام) .
    العراق مر خلال الفترة السابقة  بظروف و مصائب عصيبة, وحروب وإرهاب وحملات إعلامية, وحرب نفسية, سبحانه ألهمنا القوة والشجاعة, ولتكون الشفاعة لمن يدافع عن أرض العراق ومقدساته,  أن الدور الفاعل, لسماحة الآية العظمى السيد السيستاني (دام ظله الشريف), في إنقاذ البلاد, بعدما كان صمام الأمان, لتوخي شر الحرب الأهلية, و إنهيار العراق, الذي كان على شفا الهاوية, لكن الشعب العراقي لن يغادر ثقافته وفكره, رغم صعوبة ومرارة الأيام .
    ثقافتنا وتطورات العصر الحديث, تحتم علينا الإهتمام بالشعائر الحسينية, التي تخدم الدين الإسلامي وجميعنا يعلم الإمام الحسين ضحى بكل ما يملك, وحتى نفسه الزكية الشريفة, من أجل تقويم الدين, وإصلاح شأن الأمة الإسلامية, ولم يكن طالب للمنصب أو متشبث .
    نستشف من معركة الطف, وتضحيات سيد الشهداء, إقامة الصلاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, والإبتعاد عن النميمة, وربط الأقوال الكاذبة, بذوي الشأن وأصحاب الرأي, لتخدعوا قلوب البسطاء, ويزين لهم أعمالهم الشيطان الرجيم .. أن نقل الخبر الغير صحيح والمزوق, للنيل من شخص ما أو جماعة, يحقق للعدو مآربه .. سبحانه يهدي الجميع, لنصرة الحق على الباطل .