23 ديسمبر، 2024 4:56 م

كربلاء تحتضن أهالي الفلوجة

كربلاء تحتضن أهالي الفلوجة

أستقبلت مدينة كربلاء المقدسة في مدينة الزائرين و بعض دور المواطنين من أبناء المدينة عدد كبير من العوائل المنكوبة التي جاءت نازحة من مدينة الفلوجة هرباً من الإقتتال الدائر في محيط مدينتهم بين الجيش العراقي و العشائر العراقية من جهة و عصابات ما يسمى بداعش و بعض الفصائل المسلحة من بقايا التنظيمات الارهابية التي أنضوت تحت مظلة ما يسمى المقاومة الشريفة و التي غيرت بوصلتها بأتجاه الارهاب الطائفي ضد المكون الشيعي يساندهم أفرازات ساحات الاعتصام الذين تم تجنيدهم و تدريبهم و تسويقهم من قبل العصابات التكفيرية و خلف كل هؤلاء ساتر سياسي يتخبط في البحث عن مصالحه و مكتسباته أينما تكون بغض النظر عن الوسائل و النتائج من جهة أخرى , ليس مستغرباً أن تحتضن كربلاء الحسين (عليه السلام ) أخوتهم من أبناء مدينة الفلوجة و الرمادي و في نفس الأيام تزف كوكبة من شبابها شهداء على مذبح الطائفية لا ذنب لهم الا انهم يبحثون عن لقمة عيش شريفة و يحمون أخوتهم في كل مناطق العراق من شر الإرهاب فعادوا الى أهلهم أشلاء متناثرة , و رغم اقتران أسماء الفلوجة و الرمادي بذكريات مريرة في ذاكرة أبناء كربلاء أبتداءاً من أحداث الإنتفاضة الشعبانية مروراً بمذبحة الحجاج و ليست أحداث النخيب الآمها ببعيدة عنا , ألا أنك لا تجد قلباً لكربلائيٍ يحمل ضغناً أو حقداً أو كرهاً لأخيه المسلم في الرمادي أو الفلوجة أو في أي مدينة أو طائفة أخرى بل تجد أبناء كربلاء يتنافسون في أحتضان هذه العوائل و يتسابقون لخدمتهم و تقديم لهم ما يحتاجونه و يعتبرون أنفسهم مقصرين بخدمتهم مهما قدموا لهم , كيف لا و هم تخرجوا من مدرسة الامام الحسين ( عليه السلام) الذي سقى خيل الكتيبة التي جعجعت به و بأهله من الماء الذي يبقيه حياً كيف لا و هم يحملون رحمة ( الحسين) الذي بكى على أعدائه لأنهم سيدخلون النار بسبب قتله , ليس مستغرباً على من يعرف شيعة (علي ) و ما يحملون من قلوب نَقعت بحُبِ أهل البيت فتسامت عن الآثام و الأحقاد , و ليس غريباً أن لا تجد لهذه المبادرة مساحة تستحقها في فضائيات الفتنة التي تسوّق ما يحدث في محافظة الانبار على أنه حرب طائفية ضد أبناء السنة , لأن هذا الاحتضان الأخوي يهدم مشروعهم الطائفي المقيت و يقوض أركان خططهم في تمزيق العراق و الأنسياق في مشروع بايدن التجزيئي و مشروع كوندليزا رايس في شرق أوسط جديد الذي يريد تفتيت المنطقة لدويلات طائفية متناحرة و لتصبح أسرائيل هي الدولة الأعظم و الأئمن و يذهب غيرها الى الجحيم , عندما تناولت قناة الـ ( BBC ) هذا الموضوع أنهت برنامجها بتعليقين لمشاركين على صفحتها على الفيس بوك قرأهما مقدم البرنامج حيث قال : كتب حسين علي من كربلاء ( أهالي الفلوجة نحملهم على رؤوسنا في كربلاء ) و قال عمر الدليمي من الانبار : ( سنقطع رؤوس مليشيات المالكي في الانبار) و دمتم سالمين .