19 ديسمبر، 2024 1:09 ص

كربلاء العبادي بين حزب الدعوة و حزب المتظاهرين ؟

كربلاء العبادي بين حزب الدعوة و حزب المتظاهرين ؟

لا ادري ماذا كنت تنتظر يا سيادة رئيس الوزراء حيدر العبادي لتكون بطلاً وطنياً و قائداً شعبياً اذا كانت الجماهير المتظاهرة قد فوضتك صوتها  و المرجعية الدينية قد دعمتك لأجراء الاصلاحات الملبيةِ لمطالب العراقيين ؟ .                      
بعد التفويض و الدعم الذي حصل عليه رئيس الوزراء حيدر العبادي من قبل المرجعية الدينية  و الشعب العراقي المُنتفض على السياسيين من سُراق المال العام , نتيجة المحاصصة الحزبية والمحسوبية التي ولدت المفسدين والفساد حتى دبَّ و نخر جسد الدولة و مؤسساتها خلال سنوات التغيير الماضية تحت رعاية ومباركة الحكومات السابقة فوصل واقع الخدمات الى حال مزري من التردي و الاهمال في شتى جوانب ومرافق الحياة .  وفي ذلك سابقة تاريخية للسيد العبادي , أذ لم يحصل أي رئيس جمهورية أو وزراء حكم العراق في تاريخه الحديث على تأييد ودعم الشعب و المرجعية الدينية المُطلقين له معاً للضرب بيد من حديد على صوامع الفساد المستشري .
ومع استغلال السيد العبادي لذلك الدعم و التفويض واعلانه لحزمة الاصلاحات الاولى و الثانية  التي رحب بها وايدها جميع الوطنيين و المخلصين لهذا البلد .
لا يزال الشارع العراقي المتظاهر سلميا ينتظر تطبيق جملة الإصلاحات الأولى و الثانية تلك على أرض الواقع التي أعُلن عنها في الأسابيع الماضية , و لم تطبق حتى الآن ..
و يقينا ان غليان الجماهير الغاضبة على سوء الخدمات وسُراق المال العام تحت رداء العمامة السياسية و الِلحى المُزيفة و المسابح الكاذبة مُستمرٌ و متصاعد في كل جمعة و لا يمكن السيطرة عليه و تهدئته ابداً إلا بتطبيق حزمة أو جملة الإصلاحات الاولى فعلاً لا قولاً , لكي يشعر الشعب العراقي و المرجعية الدينة معهُ بقوة و وطنية الشخص الذي أوكلت له مهمة الدعم و التفويض باسمهما  , وفي مقدمة تلك الاصلاحات التي ينتظرها الشارع العراقي من السيد العبادي بفارغ الصبر :
أولاً:   تقديم المتسببين بالخراب و الدمار الذي حل بالبلاد بعد التغيير للقضاء العام العادل والنزيه .
ثانياً: عدم التفاوض مع أي جهةٍ أو طرفٍ سياسي بشأن الاصلاحات , بل المضي بها دون حرج او خوف من أي مُفسد او متسلط مهما علا شأنهُ و جبروته .
ثالثاً: عدم اطلاق حزمة الاصلاحات الثالثة  دون تطبيق الاولى والثانية بكل فقراتها .
رابعاً: اعادة هيبة الدولة و الروح الوطنية التي فُقدت بعد العام 2003م  بسبب اجندات الاحزاب الخارجية , بتقييد عمل الاحزاب و اخراجها من مقرات ومباني الدولة التي احتلتها بعد التغيير والتي هم ملك الشعب و الجماهير المتظاهرة .
و هذا لن يحصل يا سيادة رئيس الوزراء ما دمت في اسوار و حلقات حزب الدعوة الاسلامية , فالفرصة سانحةً لك الآن لتكون بطلاً عراقياً و قائداً شعبياً , قبل ان يسحب الشعب تفويضهُ منك و تندم المرجعية على دعمها لك .
فبعد أن أجهز السيد نوري المالكي على مشروع الدعوة الاسلامية خلال سنوات حكمه و فوت الفرصة التي كان ينتظرها السيد الشهيد محمد باقر الصدر بفارغ الصبر ليقود الآمة نحو الاصلاح و الخير الحقيقي , بل و ضحى بنفسه و عائلته لأجلها , أعتقد و يعتقد الأغلب معي أنك يا سيد حيدر العبادي بيدك اليوم فرصة تاريخية كبيرة لن تعوض ابداً و هي الالتفاف على الجماهير العراقية المتظاهرة الداعمة و المُحبة  لك و الانبثاق منها بحزب عراقي كبير مؤيد من قبل المرجعية الدينية ليقود المرحلة القادمة من تأريخ العراق تحت خيمة حزب المتظاهرين أو حزب العراقيين أو أي تسمية أخرى تُعيد للعراقيين المتظاهرين حقوقهم التي نهبتها الاحزاب و للعراق هويته و وطنيته التي غابت عنه بعد العام 2003 بسبب الاجندات الخارجية . 

أحدث المقالات

أحدث المقالات