شدّني كثيرًا ما نقلته جموع المؤمنين من خارج العراق في منشوراتهم بأعدادها الهائلة وهي تشيد بدور قواتنا الأمنية البطلة بجميع صنوفها أثناء الزيارة الأربعينية التي شهدت توافد قرابة 21 مليون زائر دخلوا كربلاء المقدسة معزّزين مكرّمين بحفظ الله وغادروها آمنين .
مئات الكيلومترات طُويت تحت أقدامهم من شمال العراق إلى جنوبه وغايتهم الأجر والثواب بزيارة مثوى سيد الشهداء الإمام الحسين وشهداء الطف صلوات الله عليهم أجمعين .
وما زاد من راحة ضيوف عراق الحسين تلك الخدمة والتعامل الإنساني لأبناء شعبنا بصورة عامة وقواتنا الأمنية بصورة خاصة التي أظهرت أروع وأجمل صور البطولة والإيثار في سباق لأجل الفوز العظيم الذي نالوه باقتدار كبير جدًا .
هناك من أنقذ طفلًا من الغرق وآخر هرع بكل قوته لنجدة عائلة تعرضت لحادث سير وآخر تبرع بالدم حتى لكأنك تنظر إلى بانوراما صُنعت من إيمان الأبطال الذين نذروا أنفسهم لنجاح الزيارة المليونية وتأمينها والتفاعل مع أدق تفاصيلها الإنسانية .
أقسم أن حالة من الفرح العظيم والفخر قد انتابتني وأنا أرى جميع المكرمات يسطرها أبناء بلدي بعيون العالم ومسمعه عنوانها الكرم والشجاعة وإقدام الفرسان حتى لتظن أنك في زمن الأنبياء والأوصياء وورثتهم وإلا فمن في الأرض يتكفل بطيب خاطر إكرام وتضييف كل هذه الملايين الهادرة كأنها الموج صوب كربلاء المقدسة؟
أجزم أن الزيارة الأربعينية هي الحدث العالمي الأكبر والأكثر تأثيرًا وقد أصبحت اليوم بصمة إيمانية من الناحية المعنوية الزيارة الأربعينية مناسبة باتت تمثل للعراقيين أيامًا وطنية تعكس حالة الاستقرار الأمني وتكشف للعالم لا سيما الزائرين من خارج العراق كرم وضيافة العراقيين ونلاحظ تطور عمل المواكب الحسينية سنويًا وتنوع نشاطاتها الخدمية والصحية والثقافية والدينية .
ويقابل ذلك قوة هائلة في الدعم الحكومي الذي يتجسد واقعًا ملموسًا من مختلف المؤسسات الحكومية في النقل والصحة والاتصالات وغيرها .
أما من الناحية الروحية فإن طريق الإمام الحسين (عليه السلام) والسير إلى كربلاء المقدسة لأداء الزيارة الأربعينية هو رسالة لكل العالم بأن كربلاء المقدسة الآمنة الطيبة هي منارة الأحرار وقبلة الثوار .