7 أبريل، 2024 12:43 ص
Search
Close this search box.

كربلاء التغيير بوجه سياسة التخدير

Facebook
Twitter
LinkedIn

لايخفى على الجميع الاهداف السامية والمبادئ النبيلة التي تحرك لاجل تحقيقها او التأسيس لها الامام الحسين عليه السلام لتكون المنطلق لكل الشعوب المضطهدة التي عاشت ولازالت تعيش الحرمان والذل والهوان فلازالت صرخة العاشر من محرم مدوية (ان لم يكن لكم دين كونوا عربا احرارا في دنياكم) لانه رأى ان لغة وخطاب الدين وحده غير كافي لاتمام الحجة في سبيل الاصلاح الذي سعى اليه اصلاح النفوس والضمائر التي فسدت بسبب سياسة الرشى والفسوق والفجور والطغيان وأستعباد الناس واذلالهم ليكونوا دائما في حالة الاستسلام والانقياد لحكام الظلم والطغيان ومن هذا المنطلق اقول لمن يدعي الارتباط بالحسين عليه السلام ونهضته الخالدة نحو التحرر من قيود العبودية للحكام ودنياهم الفانية الزائلة اقول لهذا المرائي وغيره توقف عند حدك وراجع خطابك لانك شوهت المنهج الحسيني الثائر الحر في امة جده المصطفى صلى الله عليه واله  فجعلته خطابا طائفيا كرسته فقط للطائفة من حيث البعد العقائدي والخلاف المذهبي متجاهلا خطاب صاحب النهضة والاصلاح نفسه بل انت بذلك حرفت خطاب الامام الحسين عليه السلام  الشمولي  وكأن الاخرين بمنظورك الاعور ليست لديهم الرغبة و الاراده  نحو السير بطريق الاصلاح ورفض الظلم والفساد والدفاع عن المبادئ والقيم الانسانية من اي ملة وطائفة كانوا وهذا النفس والتوجه هو غاية ما تصبو اليه كربلاء الاصلاح والتحرر والتغييرولايوجد شرط وحكم فقهي او عقائدي حتى يقيد الانسان اذا اراد ان يواجه ظلما او واقعا فاسد مريرا بل يقف الدين وأهل الدين الحقيقيون لمثل اولئك اصحاب الارادة الصلبة في رفض الظلم والاضطهاد وقفة اجلال واحترام وتقديس فيكفي انها تحقق ما اراده الامام الحسين عليه السلام بخلافك انت الذي تدعي الانتماء والولاء لكربلاء الحسين فلم نرى ولم نسمع منك غير الالتزام بالمظاهر والشعائر على نحو العادة فصارت كربلاء بمفهومك الضيق وسلوكك القشري مجرد بكاء ولطم وسيرا على الاقدام ..الخ وجردتها عن محتواها الحقيقي وبعدها الاسمى فلم نرى او نسمع دعوة استنهاض الناس وهم يعيشون اجواءا عاشورائية لرفض الواقع الفاسد المرير الذي يعيشه العراق وشعبه ولم نرى مواكبا رفعت لافتات وهتافات ترفض وتندد بالفساد المالي والاداري المتفشي والمستشري بكافة مؤسسات الحكومة ولم نرى تحركا مشحونا بالارادة الحسينية لغرض اقصاء وتغيير ومحاسبة وزير فاسد او محافظ  او عضو مجلس محافظة او عضو برلمان وغيرهم وما اكثرهم والسبب بهذا الخمول والضعف والتردد هو التضليل والتشويه والتخدير العام للامة من قبل الكثير من رجال الدين الذين جعلوا من الشعائر غاية وليست وسيلة لتحقيق الغاية التي خرج من اجل تحقيقها الامام الحسين عليه السلام كالاصلاح والتحرر من الذل والعبودية والخضوع للمفسدين والظلمة الذين عاثوا بارض العراق فسادا فصار المهم عندك انك تبكي وتلطم محاولة للتخلص من همومك ولكي تريح بالك من خلال استشعارك انك حصلت على الاجر والثواب وانتهى الحال وحتى نقدك احيانا هو لايدعوا لتغييره بل هو يأتي من باب استقطاب الجموع بأعتبار ان شيخ فلان او سيد فلان (خوش ينزل نزله على الجماعة) ومن ثم كل يذهب الى بيته وينام على ماسمع من نقد وانتقاد ليصبح الخطيب والمخاطب وكأن الامور طبيعية والحال مطمئن وعلى هذا الروتين كل مناسبة لكن ابرز ما تدعوا اليه هو يصب في مصاف الشحن الطائفي وكأنما كربلاء الحسين وجدت لاجل الصراعات الطائفية وهنا اسأل سؤال من الافضل هذا الخطيب والمستمع المتفاعل فقط تفاعلا عاطفيا مع عاشورا ام اولئك الذين تحررو من زعمائهم الظلمة كأحرار وثوار مصر وتونس وليبيا الخ؟؟ من منهم حقق غاية كربلاء وأهدافها السامية والنبيلة؟؟ اترك الجواب لك ايها القارئ الكريم .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب