18 ديسمبر، 2024 8:19 م

كرامة ومنزلة وجاه النبي حياً وميّتاً..رداً على الكاتب زيد بن الحسين/ج1

كرامة ومنزلة وجاه النبي حياً وميّتاً..رداً على الكاتب زيد بن الحسين/ج1

في البداية التحية والسلام على الاخ الكاتب زيد بن الحسين و على كادر موقع الكادر الموقر وأرجو أن تسعنا صدورهم ويتقبلنا منبر موقعكم للرد والنقاش ونعتذر للكاتب بسبب ظروفه وضيق وقته وبنفس الوقت لا نلزمه بالرد ولا نرتب نتيجة لصالحنا اذا لم يرد فهو حر ومعذور مسبقاً , اطلعت على رد الاخ الكاتب على ردنا الاول , وقد تشعب الكاتب وتفرع الى قضايا اخرى وقد أطال جداً في رده لذا ارتأيت أن أجزء الرد عليه مقتبساً ما طرحه الكاتب مع الرد :: قال الكاتب(.. اذكر آراء العلماء من اهل السنة في التوسل بالأنبياء والصالحين قبل ابن تيمية ، واقول : إن الله تعالى قريب من عباده ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ) البقرة: 186 فليس بين الله وبين عباده ما يمنع من مناجاته واللجوء إليه وطلب الحاجة منه مباشرة حتى يلجأ الإنسان إلى قبور الموتى يتوسل بهم ويدعوهم ليشفعوا له عند الله ويسألهم مالا يملكون ويطلب منهم ما لا يقدرون عليه) اقول/ الاستدلال بهذه الآية المباركة خارج المورد , لأن القرب الإلهي لا ينفي الواسطة بالدعاء كما أن الواسطة بالدعاء وبجاه أحد الانبياء والأولياء لم يُقيد بالبعد الإلهي لإنتفاء هذا البعد أصلاً كما جاء في الآية المباركة , وكما أنها لا علاقة ولا دلالة لها بنفي التوسل والتوسط بالدعاء بجاه الأحياء أو الموتى من الأولياء الصالحين ! وأطرح هنا دليلاً من القرآن الكريم من آياته وكلام المولى تعالى , قوله جل وعلا (..وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا) فلماذا لم يتوجهوا الى الله مباشرة دون اللجوء الى الرسول (صلى الله عليه واله على حسب قولك) , وها هو كلام الله تعالى يبين بوضوح أن قربه لا ينفي ولا يتعارض مع اللجوء الى الواسطة كما الآية الأخيرة , والمسّلم أن القرآن ليس فيه نافي وتعارض واختلاف ! وعقلاً واصولاً اثبات الشيء لا ينفي ما عداه..
فاثبات أن الله قريب يجيب دعوة الداعي لا يعني عدم وحرمة التوسط بالدعاء عن طريق أحد الأولياء فهذه من مقدمات الدعاء ووسيلة للدعاء لا دخل لها في القرب الإلهي فهو ثابت أصلاً وقبلاً !! ثم عجباً هذا الخلط والتشويه للأذهان عن قصد أو من دون قصد ؟! يقول الكاتب زيد (حتى يلجأ الإنسان إلى قبور الموتى يتوسل بهم ويدعوهم ليشفعوا له عند الله ويسألهم مالا يملكون ويطلب منهم ما لا يقدرون عليه) ؟! اقول …نحن نتوجه بالدعاء لله تعالى بجاه الولي الصالح صاحب القبر وبحقه وكرامته عند الله تعالى أن يستجيب الدعاء , وليس كما تدعي وترمي الكلام باننا نطلب من صاحب القبر كجسد ؟! وهنا الفرق شاسع وواضح فان كان ظناً منكم فبعض الظن إثم !! وهنا اسأل الكاتب هل عندما يموت العبد الصالح تموت وتنتفي وتنتهي كرامته ومنزلته وجاهه عند الله تعالى !؟ فمثلاً منزلة وجاه وكرامة وحق النبي (صلى الله عليه واله) تنتهي وتنتفي وتزول عند الله بعد موته ؟!! واطرح هنا دليلاً من السنة الشريفة .. ( فقد روى الطبراني والبيهقي وغيرهما أن رجلاً كان يختلف الى عثمان بن عفان زمن خلافته في حاجة، فكان لا يلتفت إليه ولا ينظر في حاجته، فشكى ذلك لعثمان بن حنيف، فقال له أتت الميضاة (محل الوضوء) فتوضأ، ثم أت المسجد فصل ثم قل اللهم اني اسألك وأتوجه اليك بنبينا محمد نبي الرحمة، يا محمد إني أتوجه بك الى ربي لتقضي حاجتي، وتذكر حاجتك، فانطلق الرجل، فصنع ذلك ثم أتى باب عثمان فجاءه البواب فأخذه بيده فأدخله على عثمان، فاجلسه معه، وقال أذكر حاجتك، فذكر حاجته فقضاها. وهذه الرواية قد صححها الطبراني في معجمه الصغير 1: 307، والمنذري في الترغيب والترهيب 1: 476. والهيثمي في مجمع الزوائد 2: 279)..

وأعرف ردكم مسبقاً بتضعيف هذه الرواية ؟! فلو سلمنا معكم جدلاً وسقطت هذه الرواية هنا نرجع للأصل العملي الذي يقول بإباحة الشيء إبتداءاً ما لم يرد فيه نص للحرمة وهذا غير موجود ! قال الكاتب (وكل معبود من دون الله فعبادته باطلة، قال تعالى( وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِنْ الظَّالِمِينَ * وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ )) اقول / إتهام باطل ولا تحسبناً نجهل في كتاب الله تعالى ومحكم آياته ولا تحسبناً نتبع الجهّال بل نتبع العلماء لهم بحوث عالية في الفقه والأصول ورسائل عملية فقهية فيها مسائل الحلال والحرام (عبادات ومعاملات ) ولا نعبد إلاّ الله تعالى ونبتغي اليه الوسيلة بمفهومها العام ومصاديقها المتعددة التي منها علو مقام وكرامة ومنزلة الصالحين عند الله تعالى في حياتهم وبعد مماتهم , فمصداق الآية لا ينطبق علينا وإن حاولت جاهداً ذلك للفارق في الموضوع وعدم وحدته ! فالآية تنهى الدعاء لغير الله والتعّبد بغيره لعدم إيمانه بالله اصلاً أو لأشراكه بالله تعالى أي يتعبد ويعبد غير الله من صنمية الأشخاص وصنمية الحجر والخشب وغيرها ؟! لكن المسلم الذي يتشهد الشهادتين ويؤمن بالله تعالى ويُوحده ويدعوه ويتوسل إليه بحق ولي صالح أو بعمل صالح خارج دائرة هذه الآية المباركة ولا تشملها وليس موضوعاً لها ! وهذه من فكر الخوارج وتطبيقاتهم حيث يحملون الآيات لغير وجهها ومصاديقها ! و لأبن عمر قول بحقهم كما ورد في البخاري (قول عبد الله بن عمر رضي الله عنه في الخوارج ذكره البخاري :” وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَرَاهُمْ شِرَارَ خَلْقِ اللَّهِ ، وَقَالَ : إِنَّهُمُ انْطَلَقُوا إِلَى آيَاتٍ نَزَلَتْ فِي الكُفَّارِ ، فَجَعَلُوهَا عَلَى المُؤْمِنِينَ ” انتهى من ” فتح الباري ” ( 12 / 282 ( !