7 أبريل، 2024 12:42 م
Search
Close this search box.

كرامة المواطن أوجب من منع الخمر

Facebook
Twitter
LinkedIn

في مقالنا الأخير (أهل العركَ وصولة الفرسان ) إتصل بنا أحد المشايخ  معاتبا ً على كل ماجاء بالمقال ، وعندما أوضحنا له وجهة نظرنا التي أردنا أن نوصلها للمتلقي من هذا المقال تفهم موقفنا لكنه في نفس الوقت قال عليكم دفع هذه الشبهة عنكم ، وتوضيح مقاصدكم بصورة أكثر وضوحا ً ، ومن ثم عليكم تأكيد حرمة تعاطي الخمر كونكم تعرفون ذلك ، ولم تتطرقوا له في المقال ، وكذلك لكي نوضح ونرد على بعض الرسائل التي يقول فحواها  🙁 ان الله  سبحانه لم يحرم الخمر !  وامامكم كتاب الله الكريم الذي لم يترك صغيرة ولا كبيرة الا و اوردها واضحة بينة، حيث لم يرد التحريم في اي من المواضع الخمسة التي ورد فيها ذكر الخمر ، والمقصود أن النص الصريح لم يرد في القرآن ، على سبيل ( وحرمنا عليكم الخمر).
فنقول : لا نريد أن نحلل شرب الخمر ، بل غايتنا ومرادنا من المقال هو صون كرامة المواطن العراقي لأن حرمتها أوجب من حرمة منع شرب الخمر ! فحقوق الإنسان لايجوز التعامل معها بإنتقائية من قبل الحكومة العراقية ، فالله سبحانه وتعالى منع الإكراه في الدين  ، حيث يقول (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ) ، فنحن وكل العراقيين يسمعون ويشاهدون يوميا ً التعامل اللطيف مع الإرهابيين في السجون العراقية ، علما ً أن الكثير منهم من سفك دماء الأبرياء بدم بارد ، وحز رقاب المئات منهم ، بحيث وصلت أعداد الشهداء على يد أحدهم أكثر من 100 مواطن بريء ، وهكذا مع مزوري الشهادات وهم لايزالون في مناصبهم العليا ويقبضون ملايين الدنانير العراقية شهريا ً كرواتب وإمتيازات أخرى القانونية منها وغير القانونية ،وهكذا مع معظم المسؤولين في الدولة العراقية المتهمين بقضايا فساد مالي كبير ، وفساد إداري وأخلاقي ، لكنهم يعاملون بكل إحترام وتقدير ولايزال أغلبهم يمارس مسؤولياته في دائرته ،وله تأثير على مجريات التحقيق في الدعاوي المقامة ضده ، وهذا مخالف للقوانين العراقية التي ترفع يد الموظف عن دائرته في حال الشكوى منه أمام القضاء العراقي ، ويستمر بأخذ نصف راتب لحين إنتهاء التحقيق في الدعوى , فالأولى مع هذا الذي يجري أن نتعامل برفق مع هؤلاء الذين لربما يتسببون بمضايقة الآخرين ، ونقول لربما ، أي أننا نحكم  بالظن وهذا لايجوز عرفا ً وشرعا ً وقانونا ً ، وإلا َ فحرمة الخمر عندنا ثابته ولاغبار عليها ، وهناك الكثير من الحرمات المنتهكة من قبل الكثير الكثير من رجلاتنا في الدولة العراقية والحكومة العراقية والبرلمان ، فلابد من العدالة في التعامل مع كل هذه الإنتهاكات ، وتحريم الخمر لاوجود لنص عليه في القرآن الكريم على سبيل ( وحرمنا عليكم الخمر ، أو شرب الخمر ، أو صناعة الخمر ) لكن هذه الحرمة أتت من أوجه عديدة ونوجز بعضها وهي باعتقادنا كافية لنحصل على اليقين وهي :
 قوله تعالى : ( يَسئَلُونَكَ عَن الخَمرِ وَالمَيسَرِ قُلْ فِيهِمَا إِثمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثمُهُمَا أَكبَرُ مِن نَّفعِهِمَا ) وهنا قال جل وعلا وإثمهما أكبر ولم يقل أكثر ، فالعقل لابد أن يمتنع عن الإثم الأكبر ، والإثم حرام حيث قال تعالى في آية أخرى وهي: ( إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ آلفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثمَ وَالبَغىَ بِغَيرِ الحَقِّ ) . وآخر ما نزل بتحريم الخمر قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِنَّمَا الخَمرَ وَالمَيسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزلاَمُ رِجسٌ مِّن عَمَلِ الشَّيطَنِ فَاجتَنِبُوهُ لَعَلَّكُم تُفلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيطَنُ أَن يُوقِعَ بَينَكُمُ العَدَوَةَ وَالبَغضَاءَ فِي الخَمْرِ وَالمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَعَنْ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُمْ مُّنتَهُونَ * ).
والحرمة في هذه الآيه الكريمة متأتية من جملة  (إِنَّمَا الخَمرَ وَالمَيسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزلاَمُ رِجسٌ مِّن عَمَلِ الشَّيطَنِ فَاجتَنِبُوهُ ) فالنتصور أن صديق لنا وفي وصادق وأمين أو مثله أخ كبير أو أب يقول لنا إجتنبوا الطريق الفلاني فأكيد سنستجيب لهذا النصح فكيف بنا والناصح والآمر هو الله تعالى الذي خلقنا ولم نكن شيئا ، وكذلك نستدل من هذه الآية الكريمة على حرمة الخمر بقوله تعالى 🙁 إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيطَنُ أَن يُوقِعَ بَينَكُمُ العَدَوَةَ وَالبَغضَاءَ فِي الخَمْرِ وَالمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَعَنْ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُمْ مُّنتَهُونَ * ) ، أي أن الله سبحانه يقول لنا هل أنتم منتهون عن الخمر والميسر ، فهل يوجد مؤمن عاقل يرد على الله فيقول له نحن لاننتهي من الخمر والميسر . قدمنا كل ذلك لكي لايضن أحد إننا نروج لشرب الخمر ، ونحلل ماحرمه الله والرسول ، ولكن عندنا صون كرامة المواطن أوجب من كل الحرمات مادام لايخالف القوانين التي أقرها دستور جمهورية العراق الفدرالي الإتحادي الديمقراطي ، وليس جمهورية دولة العراق الإسلامية ! والله صاحب الشريعة والقوانين سبحانه وتعالى يقول ((ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن)، ثم يقول: (ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعاً أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين) .
[email protected]

 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب