23 ديسمبر، 2024 10:08 م

كرامة الكهرباء!! كرامة الكهرباء!!

كرامة الكهرباء!! كرامة الكهرباء!!

وسائل إذلال البشر من قبل الحكومات متنوعة , ومن أهمها قهره بالحاجات , التي تتخذها بعض أنظمة الحكم كوسيلة للقبض على مصير الشعب , والإمساك بأعناق الناس وإجبارهم على الإذعان والخنوع والإنكسار والتوسل إليها , وغض النظر عن مفاسدها وسرقاتها ومآثمها.

فعندما يُقهر الشعب بالحاجات اليومية الأساسية , يتم إستنزاف طاقاته وتدمير حياته.

وهذا الأسلوب في الحكم يرقى إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية , لأنه يتسبب بأضرار نفسية وبدنية ومادية متواصلة وكثيرة , تستهدف إنهاك الإنسان وإهلاكه بوسائل غير مباشرة.

ومن الحاجات الأساسية المعروفة الماء والدواء والغذاء والنقل والتعليم والأمن والكهرباء والهواء , الذي ربما تحول في بعض مجتمعاتنا إلى وسيلة أخرى لقتل البشر.

وبخصوص الكهرباء , فأنها ذات علاقة اساسية بالكرامة الإنسانية , ذلك أن البشر صار يعتمد عليها تماما في جميع نشاطاته اليومية , فلا يمكنه أن يتفاعل مع يومه بسهولة إذا إنعدمت الكهرباء.

وفي جميع مجتمعات الدنيا لا يمكن للكهرباء أن تتوقف ولو لبضعة دقائق أو ساعات , لأنها ستعطل الحياة بالكامل , ولا يوجد مجتمع في الدنيا يحتمل الحياة بدون الكهرباء لأيام , ولهذا فأن إدامة الكهرباء من أولويات حكومات الدنيا.

ولو أن مجتمعا واحدا في الأرض قد عانى ما عاناه العراقيون لبضعة أيام لإنقلبت الدينا على رأس الحكومة , والعجيب في أمر العراقيين أنهم إستلطفوا الضيم والقهر والظلم , وإستكانوا لأنظمة الحكم التي لا تفكر بمصالح الشعب والوطن , وإنما تؤدي خدمات للآخرين , وتسعى جاهدة لإرضائهم وتأمين مصالحهم على حساب الشعب والوطن.

فكيف بربك شعب يعاني من القهر بالحرمان من الكهرباء على مدى أكثر من عقد , وما إستطاع أن يثور ويطالب بحقه , بل راح يوفر آليات الإستثمار بالقهر , بلعبة المولدات التي صارت لها إمتيازات ودعاة ومستفيدين في السلطة حتى أصبح عددها بالملايين , مما يساهم في تلويث الهواء وإزعاج البشر بأصواتها لتجد نفسك وكأنك في جحيم.

ولكي يسترد الشعب كرامته لا بد له من ثورة الكهرباء , وأن يطالب بحقوقه الإنسانية المشروعة و التي يضمنها له القانون الدولي الشرعي الإنساني , وتتضمنها لوائح حقوق الإنسان المعمول بها في دول الأرض كافة.

فهل أن العراقي ليس من بني البشر لكي يُقهر بالكهرباء ويتكبل بها , فتستنزف أحلامه وقدراته بهذا الأسلوب العدواني اللئيم.

أين الوطنية في حكومات لا تتحسس معاناة الشعب و ولا يستصرخها هذاذ العناء الوطني الشديد , وهي منهمكة في تبديد الثروات والإمعان في مشاريع الفساد ونهب حقوق الشعب والوطن.

فهل أن ما يدور في البلاد ثورة كرامة وطنية حقيقية أم آلية تغطية وتمويه على ما هو أعظم؟!!