20 مايو، 2024 4:58 م
Search
Close this search box.

كرامة .. التجربة والمستقبل

Facebook
Twitter
LinkedIn

مر النظام السياسي في عراق مابعد 2003 بعدة مراحل شابها الكثير من الاخطاء والخطايا ،الجزء الاكبر من تلك الخطايا يتحملها الاحتلال الاميركي والطريقة التي حاول فيها فرض مصالحه من خلال مجموعة مقررات مستعجلة .
ثم غادر المحتلون وسلموا البلد الى حكومة طائفية ظلمت العباد وسرقت البلاد ، وحولت العراق الى ساحة مستباحة للعنف والجريمة والفساد حتى صنف البلد على أنه الاكثر فسادا وخرابا بين بلدان العالم بالمساواة  مع الصومال وغيرها من البلاد الفقيرة .
وبعد انطلاق الحراك الشعبي في  المحافظات السنية  ضد ظلم حكومة المالكي واضطهادها لمكون كامل وتهميش اهله ؛ انبثقت فكرة مشروع سياسي يتبنى مطالب الحراك الشعبي من خلال قبة البرلمان ويسعى الى تحويلها الى قرارات يمكن لها ان تنصف سنة العراق وتعيد لهم مكانتهم كشركاء متساوين مع باقي اطياف الشعب .
فكانت كتلة كرامة التي اسسها عدد من قادة الحراك الشعبي في مقدمتهم الشيخ احمد العلواني ورعاها الشيخ خميس الخنجر رجل الاعمال المعروف والداعم الفعلي لساحات التظاهر .  لكن ماكنة الظلم التي وقفت  بوجه المطالب المشروعه  للحراك الشعبي  وقفت بشراسة اكبر بوجه كتلة كرامه واتخذت بحقها سلسلة اجراءات تعسفية ابتدأت بأختطاف رئيس الهيئة السياسية للكتلة الشيخ احمد العلواني ثم منعه من المشاركة في الانتخابات دون مسوغ قانوني , مرورا بأعتقال عدد من المرشحين ومضايقات عمل الكتلة في كل مكان وانتهاءا بتزوير وغلق الاف الصناديق التي تحتوي على بطاقات مؤيدة لكرامة قدرها احد المراقبين الاجانب بحدود ربع مليون صوت في المحافظات الست واهم اصوات الكتلة في حزام بغداد والتي حولت الى  دولة القانون , ورغم انها دخلت بتسعين مرشحا فقط في ستة محافظات من اصل ثلاثمائة تقريبا ( يحق للكتلة ترشيحهم ), الا انها استطاعت الحصول على مايقارب المائة والاربعين الف صوت ومقعدين برلمانيين , رغم كل الحواجز التي وضعت في طريقها ، وهو رقم قريب من ارقام حصلت عليها كتل مضى على مشاركتها في العملية السياسية عدة سنوات كتجمع المستقبل وغيره . لتؤسس نواة لمشروع سياسي جديد يعتمد على وجوه اكاديمية جديدة لم تتلطخ اياديهم بملفات الفساد ولم تخضع لأجندات مشبوهة .ولتمثل بديلا مستقبليا لوجوه لم تقدم شيئا يذكر لهذه المحافظات .
ان البنية التحتية لكرامة وما تملكه من قنوات فضائية ومؤسسات علمية ومراكز دراسات اضافة للخبرة التي اكتسبتها من خلال هذه التجربة , كفيل بصناعة مشروع جديد يمكن له ان يمثل طوق النجاة لهذا المكون واهله .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب