استوقفتني اكثر من مرة زيارة وارث في مدخل ضريح الامام الحسين (ع) والتي تبدا ب السّلام عـليـك يا وارث آدم صـفـوة الله السّلام عـليك يا وارث نـوح نبــي الله السّلام عـليـك يـا وارث إبـراهيـم خـليـل الله السّلام عـليـك يا وارث موســى كـليم الله السّلام عـليـك يـا وارث عـيـسى روح الله السّلام عـليك يا وارث مـحـمـّد حـبـيب الله… لم افهم من هذه الوراثة سابقا الا مسالة واحدة وهي وراثة الامام الحسين (ع) لابراهيم الخليل (ع) في موضوع الابتلاء والامتحان فالمقارنة بين مصيبة ابراهيم الخليل ومصيبة الامام الحسين تتبين لنا بوضوح ان المساة الثانية اوقع الما واثرا في النفس من المصيبة الاولى التي كانت اختبارا لمدى طاعة النبيي ابراهيم وابنه اسماعيل لله في اطاعة امر الله وقد نجحوا فيها دون تصبهم مصيبة واذى , اما الامام الحسين وولديه فقد اجتازوا الامتحان بنجاح مع التضحية فقد كان علي الاكبر يقول لابيه لا نبالي بالموت ان وقع علينا ام وقعنا عليه ما دمنا على الحق وقد حصل هذا فقد اصابهم الاذي والالم وقتلوا شر قتله قطعت رؤوسهم وطحنت الخيل صدورهم وذبح عبد الله الرضيع من الوريد الى الوريد وهو بين يدي ابيه… من هنا اعتقد جاءت هذه العبارة في الزيارة فحقا الامام الحسين وارث النبي ابراهيم الخليل في موضوع الابتلاء والصبرعليه استجابة لارادة الله ولكن تفوق الامام الحسين (ع) على النبي ابراهيم بالتضحية والقرابين …باقي الوراثة للانبياء لم افهمها الا في هذا العام وفي الزيارة الاربعينية الا وهي حصول الكرامات للانبياء التي ظهرت في كربلاء والا كيف يستوعب عقل بشري ان مدينة صغيرة ك كربلاءتستوعب اكثر من 20 مليون شخص بتامن منامهم وغذاءهم ومشربهم وعلاجهم حتى ان 1000 زائرة ولدت في هذه المناسبة ؟ نعم لقد استوعب هؤلاء حب الحسين وليس المكان … وحتى الطبيعة تناغمت مع موعد زيارة اربعينية الامام الحسين (ع) فالامطار سقطت في منطقة وسط وجنوب العراق ولم تسقط قطرة واحدة في كربلاء ودرجات الحارة انخفظت بشكل كبير بمجرد انتهاء مراسيم الزيارة المليونية …توقعوا حال الزائرين لو سقطت الامطار وانخفظت درجة الحرارة اثناء الزيارة ؟ والارض سهلت للسائرين عليها مسير الزائرين والا كيف يقطع زوار من ايران وباستان وافغانستان مسافة (2260) كم مشيا على الاقدام بمدة (50) يوما للوصول الى كربلاء المقدسة ؟ وقد شاركوا بمراسم زيارة الأربعين…مواكب وزوار انطلقت من السعودية واليمن وهي تتحدى الطغاة اتباع فكر يزيد اللعين , هؤلاء تحدوا الظلم ولم ترهبهم المخاطر في سبيل الحسين (ع) …الم تكن بركة النبي ابراهيم الخليل (ع) تجسدت في بئر زمزم بتوفر ملايين الجالونات من المياه كل سنة للحجاج منذ حفرت الى الان , والم تكن معجزة النبي محمد (صلى) تجسدت في تكثير الطعام يوم الخندق باطعام 1000 شخص من لحم شاة صغيرة وصاع من شعير … اليوم في كربلاء تتكرر هذه المعاجز والكرامات لان الحسين (ع) وارث للنبي ابراهيم الخليل (ع) ولان الحسين وارث جده محمد (صلى) وهو القائل فيه حسين مني وانا من حسين فلا نستغرب ان تظهر هذه الكرامات والمعجزات للحسين (ع) بتكثير الطعام والشراب في اربعينيته بحيث اكتفى منها اكثر من 20 مليون زائر وزاد الطعام عن الحاجة والمعجزة تجسدت في سامراء بان دخلتها خلال أسبوع 328,000 سيارة باص سعة 10-40 راكبا وصالون، وهو ما يعادل عشرة أضعاف نفوس المدينة على الأقل”…عقول البغاة والنواصب لا تحتمل هذا الاعجاز كرامة ففي قناة صفا شككوا في دخول ملايين الزائرين الى كربلاء فهم غير “مصدّقين ذلك ومن حقهم ان لا يصدقوا ذلك لان الحج الى مكة بالنسبة الى (الوهابيين) عبارة عن تجارة وفرصة للتربح لكن زيارة الأمام الحسين (ع) في أربعينيته فرصة للتقرب الى الله والايمان به”.
