مدن تضج، بأهلها، تزحف صوب أرض الكرامات، من كل أنحاء المعمورة، ترفع رايات الحق، لتبايع ارض السواد، وصوت ينادي، من كل بقاع العالم، لبيك يا سيد الشهداء، أرواح تطير بين الأرض والسماء، تعد الخطوات، وشعور قلب ملتهب، بلوعة الفراق، يشكو فقد الأحبة، أرواح تسير، وأخرى تقدم الخدمة، وأخرى تضحي بالأرواح، وعيون ساهرة، تأبى المنام، حبا وكرامة لأل المصطفى، ارض الغاضرية تحتضن مدن العالم بشوق وحنين، لترحب بهم وتفتح ذراعيها، أنها ارض الحياة الكريمة.
منذ أن خُلق أبينا آدم (عليه السلام)، والحياة صراع بين الحق والباطل، وهذا الأمر حصل عندما قتل قابيل أخوه هابيل، حيث كانت أول جريمة في تاريخ البشرية، ومنها بدأ الشر يأخذ مساحات، وكان هناك من يتصدى له، على مر العصور، وكان رب العزة، يرسل الأنبياء، والرسُل، ليصلحوا أمور الأمم، ويقدموا النصح، ولهداية الإلهية، ويعرفون الناس بالتوحيد، وأن الخالق هو الذي فاطر الأرضيين السبع والسماوات السبع وما فيهن وما بينهن.
كثير من الأقوام كانوا لا يسمعون كلام الأنبياء، بل ويحاربونهم، ويقتلوهم، علما إن كل امة لها ميزة خاصة بها، لذا كان رب العزة، يرسل الأنبياء، رحمة لهم، ورأفة منه، فمنهم يحيي الموتى بأذنه ربه، ومنهم من يشفي المرضى، ومنهم من يريد تحقيق العدالة الألهية، لكي يسود الحق في المجتمع، ويندحر الباطل، ولكي يعبدوا الخالق الواحد الذي لا شريك له، ورغم كل الأدلة والشواهد، التي يضعها بين أيديهم، يتنكرون لها، ويطلبون بأكثر، ومنهم من يستهزؤن بالأنبياء والرسُل، فيسلط الجبار عليهم عذابه، ويرسل أليهم الصواعق، والأهوال، ومنهم من خسف الأرض بهم، نتيجة أعمالهم.
أستمر الصراع، بين المؤمنين والطغاة، على مر العصور، حتى وصل التمادي إلى رب العزة، فكيف بأولاد الأنبياء، وهذا ما حصل مع يحيى بن زكريا (عليهم السلام)، حيث ذبحوه مظلوما، وكذلك الحال مع سيد الشهداء الحسين بن علي( عليهم السلام)، لكن حجم التضحية هنا أختلف، من حيث الزمان والمكان، والأجواء التي مر بها سبط النبي، مع عائلته، وأصحابه، قدم كل ما لديه، قربانا لربه، لم يبخل بأي شيء، فكلما أعطيت أكثر كسبك يكون مضاعف، وهذا ما حصل عليه أبن سيد الأوصياء(عليهم السلام).
في الختام؛ الحسين( عليه السلام) خلاصة(124) إلف نبي ورسول، لذلك كل الأرض تدين له، وكل الأقوام تطلب شفاعته، ورضا ربه.
[email protected]