23 ديسمبر، 2024 5:35 ص

كراسي وانعياذ بالله !

كراسي وانعياذ بالله !

لا اخفي عليكم ابدا بأني قد اصبت بفوبيا الكراسي بشكل عام كلما اتذكر اي مسؤول حكومي سواء كان صغيرا او كبيرا ، حتى انني بت اخشى من الجلوس على الكرسي في المقهى لفترة طويلة جدا واحيانا احاول الوقوف او التحرك من مكان لاخر خشية من ان يصيبني شيء ما،لكنها بكل الاحوال كانت هواجس ولا اظن بأنها حقيقية في الوقت الحالي ، لكنها بلا شك تكبر هكذا مع المسؤولين الذين يعشقون الجلوس عليه حتى الممات .
يمثل الكرسي بدلالته السياسية والحزبية والدينية اليوم في العراق اختبارا حقيقيا لمن يجلس عليه ويمارس سلطته بشكلها الطبيعي ، فخلال عشر سنوات من سقوط نظام صدام لم نشعر ابدا مايحصل ابدا حتى ظهرت نتائجها اليوم ، وكيف ان التمسك بالكرسي (السلطة) كيف اثر على حياتنا ، وكيف ندفع الثمن اليوم بالارواح .
مضت عشر سنوات ولم نشعر بالخراب الا حينما وصل لبيوتنا واهلنا واصدقائنا ، لم نشعر به حتى قدمنا المئات من الشهداء على قارعة الوطن ال”خطية” ، للاسف مايحدث كان نتيجة لمن جلس على الكرسي فتحول الى غول كبير حرق الاخضر واليابس ، احرق كل شيء كنا نتعتقد بأنه نعيم يمكننا ان نمضي نحوه ، جلسوا على الكرسي ، فظهرت اشكالهم الحقيقية ، كانوا ينادون بالحرية حينما لم يروا الكرسي ، والان تحولوا الى وحوش بلا معنى عندما جلسوا الى الابد .
لا توجد اي فرصة لنا على سبيل المثال لو تحدثنا عن احلامنا ومشاريعنا في خدمة هذا البلد ، على اعتبار اننا جزء من القاطنين فيه ، على سبيل المثال ايضا ، ذي قار احدى المحافظات التي ابتلاها الله بشخصيات تربعت على الكرسي لسنوات طويلة ، حتى ظن البعض بأنهم قد اتوا بنصوص وآيات قرآنية لاتزيلهم ابدا ، وازالتهم تحتاج لنص قرآني اخر ، للاسف هكذا حصل مع اغلب المسؤولين في ذي قار .
اكثر من عشر سنوات ولايزال بعض اولئك المسؤولين انهم اصحاب الرايات التي تخدم الوطن بالصفقات المشبوهة والتعيينات التي تجري بالواسطة والمال حتى تكرشوا ، عجبي على اولئك الذين تشبثوا بالكرسي ، كانت خلفهم احزاب كبيرة ، هذه الاحزاب هدفها حماية الفاسد حتى يأخذ مايريد او حتى يشبع ، ومحاربة النزيه حتى يُقتل او يُهلك، والعمل على جعل الحياة لاتسير الا بالواسطة .
هولاء الذين جلسوا عل الكرسي وانعياذ بالله ! كانوا من انصار المظلومين والدفاع عن الفقراء والمساكين والذهاب لحج بيت الله كل عام ، وسرقة اموال الناس واقامة العزاء المستمر لسيد الشهداء الحسين ، لا اظن الناس تهتم لهم ماداموا يقيمون شرع الله بالليل ويسرقونه بالنهار .