17 نوفمبر، 2024 7:40 م
Search
Close this search box.

كراسي بلا أحزمة أمان!

كراسي بلا أحزمة أمان!

للكراسي أحزمة أمان , سواء في السيارة أو الطائرة وغيرهما من وسائط الحركة والإنتقال , وعندما تكون في الباخرة أو الطائرة لا بد لك من التعرف على طوق النجاة الذي سيحميك من الغرق , ولا يمنع عنك أسماك القرش وغيرها من الآفات الشرسة.

وكراسي السياسة ذات خطورة عالية ومفاجئة , تستدعي شدّ أكثر من حزام أمان وتحضير عدد من أطواق النجاة , لأنها تقف على ما هو متحرك ومحلّق , ومبحر في ميادين المصالح والأهداف المرسومة في العلن أو الخفاء.

ومن الواضح أن الكثير من الكراسي تجهل تماما أحزمتها , وتتوهم بأن ربان مركبتها كفيل بتوفير الأمان , وتنسى بأنه يتحرك وفقا لبوصلة مصالحه , التي قد تستدعي رميها في الماء بلا طوق نجاة , أو رميها تحت عجلات قطار المصالح المتسارع المسير.

ولا يوجد كرسي يتمتع ببعض ذكاء وبديهية , لا يدرك بأن حزام الأمان الأقوى والأوثق هو الشعب.

نعم إن الشعب هو حزام الأمان الأسلم , ولا يمكن لأي كرسي أن يمضي في مسيرته برفعة وعزة وكرامة , إذا توهم بأنه يمتلك حزاما يوقيه الويلات غير الشعب.
فالعلاقة الصحيحة الصافية الواضحة ما بين الكرسي والشعب هي طوق النجاة وقواربها التي لا تُغرق الذين على متنها.

أما الذين يتصورون بأن أصحاب المصالح هم أحزمة أمانهم وأطواق نجاتهم , فأنهم سيلاقون أسوأ المصير , والأمثلة على ذلك لا تعد ولا تحصى , لكن الناس لا تتعظ من الآخرين , وتكرر ما تسبب في نهاياتهم القاسية.

ومن مآسينا السياسية المتواصلة , أن الخصام يتحقق ما بين الكراسي والشعب , ومن الصعب التصديق بأن معاني وآليات أي حكم عندنا تشذ عن هذه القاعدة المريرة القاسية.
فالشعب هو الخصم دائما , وكل المؤازين للكراسي (إلى حين) , هم الأعوان والأصدقاء.

ولهذا ترانا ندور في دائرة الوهم المفرغة التي تنتج ذات الأساليب والتداعيات , وما تعلمنا كيف نستيقظ ونسترشد ونستفيق من غثيان الكراسي , وهوس السلطة والحكم , وكأننا لا ندري , أن عقب الهوس يأتي التحجر والجمود والإنكماش في طي النسيان.

فهل سنعرف أحزمة آماننا الحقيقية , وأطواق نجاتنا الوفية؟!!

أحدث المقالات