عشر سنوات والعراقي يمني نفسه بالسعادة والامن والامان بعد ان فز من حلم بغيض جثم على صدره اربعة عقود من الزمن اذ كانت بصيرته ولب عقله يؤمله بان لحظة التغيير قادمة لا محال كون ادعياء العدل والانصاف والحرية بعد ان ذاقوا مرارة التشرد والموت والاعتقال جاءوا ليحققوا احلام الشعب قبل ان يحققوا احلامهم وامانيهم وهذه حقيقة تأصلت لحقبة من الزمن في نفوسنا نحن مساكين الله ومضطهدي النظام الفاشي ورويداً رويداً وبعد ان حملناهم على اكتافنا وباركنا لهم وبعد ان اقنعوا الجميع وبالذات هرم المجتمع (المرجعيات الدينية والعشائرية) بانهم ولدوا لاجل الشعب ويعيشون لاجل الشعب.
وما هي الا خلجات وحسرات وتنهدات حتى انكشفت بواطن الامور وغاب حلمنا وتاهت التصورات ومرت الاهات ….كلها سدا وفي مهب الريح حيث ضاعت في المنطقة الخضراء.
نعم لقد سرقوها الكرادلة (المعممين والمقوطين والمدشدشين) في غفلة من الزمن سرقوا امانينا الوردية ليتاجر بنا في ظل عملتهم النتنة عملة الطائفة والمحاصصة والعمالة وفقدان الوازع الاخلاقي والانساني والوطني ليرموا شباكهم كي يصطادوا من يحلوا لهم ويتركوا معمورة العراق خربة هشة تأكلهم الارضية التي تنفذ من اجسامهم وملابسهم.
الكرادلة يقفون على التل فوق المنطقة الخضراء , ذات الماء المصفى والغذاء المنقى والدواء المحلى والرصيد (المزكى والمصدق والمخمس) من قوت الشعب من تعب الشعب من اهاته وصبره وي ليتهم سكتوا ولم يفضحوا اسرار تناحرهم وتجاذبهم وسرقاتهم لكن ضمير الشعب هو الهاجس الذي يستفز منهم نداء المعدمين فيأخذوا من ركام خلافاتهم سبباً كي يدلوا بها في الفضائيات المأجورة وبالسنة ابالسة اعداء العراق ضانين ان السفينة التي تحملهم اكبر سعة من سفينة نوح او تايتنك لقد اوهموا انفسهم بانهم وحدهم المؤذنين في العراق ووحدهم من يقرع نواقيس الكنائس (الا تبت يد ابي لهب) خسئوا هؤلاء المجانين عشاق الكرسي بحفنه من الخطابات العنصرية البربرية وتبت الايادي والالسن المنافقة التي تدعم خطابكم , لقد بانت الشمس وها انتم تكشفون عن رؤوسكم المغطاة بالوحل تكشفوا صراعاتكم الهمجية اعلموا ان مطارق الشعب ستدق اعناق كل من يزايد على حب العراق.تحت اوهام شعارات البعث او الطائفية التي تثار في اي منطقة من مناطق العراق وان لا بديل لدولة مدنية ديمقرطية .