18 ديسمبر، 2024 9:05 م
الصفة الابرز التي ميزت المالكي عن غيره من سياسيي الصدفه بعد عام ٢٠٠٣ هي الكذب والمراوغة بالاضافة الى  الطائفية والعدوانية والحقد والكراهية  ، وذلك ليس بغريب على المالكي وجوقة العملاء لان هذه صفة الذيول التابعين الصغار ، وقد أدركت الجماهير العراقية كذب ودجل المالكي مبكرا” عندما صدحت حناجرهم في تظاهرات ساحة التحرير عام ٢٠١٠ ( كذاب .. كذاب نوري المالكي ).
     والكذب حالة مرضية ، فهي أما أختلاق روايات وأحداث وبطولات ينسبها الكذاب لنفسه أو تزييف الأحداث والحقائق لغرض نفسي أو مادي . وتميزت الطبقة السياسية التي تصدرت السلطة واتباعهم بذلك لشعورهم بالنقص والدونية وانحطاط السلوك .
     في المقابلة التلفزيونية التي أجرتها معه الفضائية الحكومية العراقية مؤخرا” فرش المالكي ( بسطية )  الاكاذيب وصال وجال في الأدعاء والتزييف . فقد أدعى أنه هو من يقف خلف قرار الولايات المتحدة الامريكية بسحب جنودها من العراق في العام ٢٠١١ ، كونه هدد الامريكان خلال لقأئه إحد القادة العسكريين الأمريكيين بالانسحاب وسيكون  ( رئيس ) المقاومة ( حسب زعمه ) في حال بقاء القوات الامريكية دقيقة واحدة بعد توقيتات الخروج . وهذه لاتحتاج الى تفنيد أو أيضاح لأن العراقيين والعالم كله يعلم أن المنطقة الخضراء التي يقيم فيها المالكي وعائلته وحكومته وزبانيته بحماية القوات الامريكية التي تعد عليهم حتى الانفاس ، وأن المقاومة العراقية الباسلة في المنطقة الغربية من العراق هي من ركعت الامريكان وألحقت بهم الخسائر الكبيرة في الأرواح والمعدات وبأثر ذلك رفع أوباما شعار سحب القوات العسكرية من العراق في حملته الانتخابية وفاز بانتخابات الرئاسة ، وعمل (أوباما ) بما وعد ناخبيه وسحب القوات الامريكية . وهذه لاتحتاج الى أدلة وبراهين كونها لازالت في ذاكرة العراقيين . لكن حقا ينطبق على المالكي قول الشاعر (( نسي الطين ساعة أنه طين  حقير فصال تيها وعربد )).
       وأشار في ذات المقابلة  الى ( أن السلاح الامريكي سلاح سياسي ) وأنه خلال زيارته للكويت التقى رئيس الوزراء الكويتي السابق وسأله الاخير عن نية العراق شراء مقاتلات أمريكية ( أف 16 ) ونصحه بالقول ( لاتتورطون في شرائها نحن أشترينا مقاتلات ولم نستخدمها وكل شهر يطلبون منا مليون وأكثر لصيانتها ، وان الامريكان لايدعمونكم ولايعطوكم سلاح ولاصواريخ ) . ولا أحد يعلم هل صفقة الطائرات الامريكية كانت مفروضة على الكويت أم خيار كويتي مستقل .
     أرادالمالكي أن يزيف الحقائق ويخفي دوره الخبيث في الخطة التي وضعتها أيران ( خلق المشكلة وردة الفعل ثم تقديم الحلول ) لإرباك الوضع في العراق وبالتالي بسط نفوذها عليه ، بأدخال عناصر داعش وسيطرتها على عدة محافظات عراقية ، والقى اللوم على عدم تعاون الامريكان في تجهيز الجيش العراقي بالعتاد والمعدات . وواقع الحال يؤكد ومن خلال تقارير اللجان الحكومية أن قرار أنسحاب الجيش والشرطة جاء من القائد العام للقوات المسلحة .
      أن تعاطي المالكي في ملف تسليح الجيش العراقي مع الامريكان كان وفق تعامل ( البقالين ) ، ولم تكن وفق الضوابط المعمول بها في الاتفاقيات التي تبرم بين الدول ، فكيف يتم أَبْرَام  عقد شراء طائرات دون أن تكون هنالك أتفاقيات حول صيانتها وعتادها وتدريب الطيارين على قيادتها وغير ذلك من الامور الاخرى .
     أما تصديق المالكي لكلام رئيس الوزراء الكويتي والاستشهاد به ، فأنه يؤكد جهالته ومستواه المتدني وعقليته السطحية في التعاملات  السياسة ،   فكيف يأخذ بكلام مسؤول رسمي لدولة مجاورة في موضوع مهم يؤثر في ميزان القوى بين الدولتين بالاضافة الى هاجس الخوف من العراق والعداء الموجود لدى الكويتيين . لكن هذا ما ابتلى به العراق والعراقيون .