مرت احدى عشر عاما على صدمة احتلال العراق بمشاهد لم يألفها شعبه بحجم الدمار والخراب بكل مكان.هذه الفاجعة انطلقت منها الحرب الصليبية التي اعلنه المجرم بوش عليه وعلى امتنا العربية. مدججين باحدث انواع الاسلحة والمعدات ,ويحتمي خلف دباباتهم العملاء الاراذل وادلاء الخيانة. يتافخرون ويشكرون ولي نعمتهم بوش بغزوه ارض العروبة ومعقل البناء والتحرر والنظام الوطني والتقدمي والتحرري والمستقل.يقول المفكر الامريكي نعوم تشومسكي(لقد دمروا العراق الذي كان يمتلك كل امكانيات المؤهلة للاضطلاع بدور حضاري)!!.فماذا كانت انجازاتهم على الارض, دولة فاقدة الامن والامان والسلم الاجتماعي نتيجة لسوء ادارتها .وتعميق للطائفية المقيتة وسرقة ونهب مقدراتها..فكانت ولا زالت سنوات رصاص واستبداد وقهر وقمع وتظليل وظلام وفيه تسود الخفافيش وما اكثرها بالعراق الجديد بظل الديموقراطية الامريكية الدموية.حين يدافعون عنها ويختزلونها بصناديق الاقتراع, وهي تهتم بصيانة وتحصين الحريات وتوفير المسكن اللائق والامن وفرص واحترام العمل, وتعميق روح المواطنة الصالحة والشعور بالمسؤولية الوطنية والاعتناء بكرامة الانسان!!!. فصار الدستور الجديد المأزوم ينتصب قائما بايدي الطائفيين والوصوليون والتقسيميين ليحمل ارجلهم العرجاء ليسوقوا مشاريعهم واباطيلهم وعمالتهم.و وتنوعت الديموقراطية الجديدة بربوعه, عبر ثقافة الايمو والاراكيل والمخدرات واجهزة الموبايل والمولات والسيارات الحديثة واشباه القنوات الفضائية التي تسوق الجهل والضلالة والكذب والخداع والطائفية. والمسيرات اليومية والاسبوعية والشهرية لمحافظتي كربلاء والنجف ومدينة الكاظمية للزيارات والتعارف وزواج المتعة !! وتمرد الشباب على اهلهم للسفر والهروب لدول اوربا بطريقة زج اسمائهم ضمن ايفادات منتسبي الدولة مقابل الاف$ او بطرق غير مشروعة عن طريق اربيل-تركيا!!.يقول الكسي دوتوكفيل(ان الديموقراطية مثل اولاد الشوارع والازقة تربي نفسها بنفسها)!. حتى زادت نسبة الارامل ليصل عددهن قرابة 3 مليون واكثر من 6 مليون يتيم حسب احصاءات منظمة اليونسيف.وصار تشغيلهم والاساءة اليهم من المظاهر الدارجة بالقطر مما اثر على سلوكهم وصحتهم واخلاقهم ومواجهتهم لمخاطر العمل مثل السقوط والحروق والكدمات.ان تزكية الشخصيات الحكومية والحزبية للعمل بمواقع المسؤولية والنيابية يتم عبر مكتب المالكي ووفق العلاقات الشخصية والارتباط المناطقي والطائفي والحزبي والعائلي .وصارت هذه الدكاكين الطائفية, دوائر مغلقة تتبع نظاما وسلوكا يغلب عليه لعبة الكواليس. وهم الان يدعون بأن العراق الحالي دولة مؤسسات!! لكن الحريات تفتقد مثل حرية التنقل والتظاهر والتنظيم النقابي والسياسي والتجمع وسرية المراسلات وحرمة المساكن واحترام الحياة الخاصة.وعدم وجود استرتيجية وطنية لمنع ظاهرة الافلات من العقاب.فصارت البلاد قاعة انتظار كبيرة ينتظر فيها المواطن طويلا قبل الدخول لمستقبله لانهم جعلوه يتنفس برئة واحدة لا يستطيع المكوث بحمام موبوء تلقى فيه القمامة عمدا والهدف منه في نفس يعقوب!!. بلاد الرافدين فيها قامات ووجوه عالية يحاول المالكي واسياده وسلطته برمجتهم أو تعليبهم وفق منطق القبيلة والعشيرة والطائفة.حتى صار ( بعض اهلنا الشيعة)!! يرددون نحن الاقوى والاكثر في العراق في الدنيا وفي العالم الاخر. وليس وفق منطق الدولة. لايحملون ثقافة المشاركة والاختلاف واصلاح العقليات.فجاءت احاديثهم مجرد شعارات ومسكنات واشارات..ان الشعب العراقي ماعدا المغرر بيهم, قرر العزوف عن المشاركة بمهزلة الانتخابات لانهم لمسوا ظواهر خطيرة لم يألفوها طيلة 30 عاما من حكم نظام الشهيد صدام حسين نور الله ضريحه مثل سرقة المصارف ومؤسسات الدولة والنهب والتزوير والبطالة والتسول والغش وانعدام روح المواطنة والشعور بالمسؤولية والافتخار بالعمالة للاجنبي وغيرها من الظواهر المدانة التي طفت على سطح وقيم ومقومات المجتمع.هذه الزعانف التي حملها زبد الاحتلال الغاشم يعملون على تسويق مايسمى العدالة والشفافية والنزاهة وركوب الموجة الدستورية التي يعرفها العالم تزلفا لامريكا واوربا. رغم علمهم بممارسات حكومة الخفاش الاسود من الاقصاء والابعاد والتهجير والاحتواء والتفرقة والاعتقال والاغراء والاغتيال بكل خصومها الرافضين عمليتهم السياسية المشبوهة صنيعة المحتلين.بواسطة احزاب ومليشيات تعمل بحرية تنظيمية رغم جو الفوضى الذي يكتنف هياكلها الداخلية .فانها تمتلك كل وسائل الدعم والاسناد الغير مشروعة لحل منازعاتها السياسية بوجه اعدائها وهم(رجالات البعث واهل السنة والقاعدة)!!.هؤلاء الاقزام جراد عشق السلطة والمناصب بتزوير شهاداتهم ووثائقهم الدراسية بواسطة الاموال.فماذا ينتظر الشعب العراقي من البرلماني الامي والجاهل والكذاب والمخادع والطائفي والمرتشي والمزور.ليس بالدفاع عن حقوقهم ومكتسباتهم ,بل للحصول على الحصانة البرلمانية ليعملوا مايشاؤن وفي بر الامان!!.فالدورة الانتخابية الحالية تعتبر اسوا مجلس تشريعي منذ عام 2003 لانها شرعت 51% من القوانين لمصالح فئوية سياسية تمثل مصالحهم الشخصية وعقاراتهم بالخارج وارصدتهم بالمصارف الاجنبية.وغيابهم المستمر عن جلساته. فالذي يشتري الاصوات والمقعد البرلماني وبطاقات الناخب, بتوزيع البطانيات والصوبات ومكائن الخياطة وكارتات شحن الموبايلات وزيارة الكليات والمعاهد وارتداء الملابس السوداء ,لايهمه الحضور. لانه ضمن الاوكي!!!.