23 ديسمبر، 2024 1:15 م

كذب “المرشحون” ولو صدقوا

كذب “المرشحون” ولو صدقوا

حسنا فعلا المفوضية العليا المستقلة للانتخابات عندما جعلت اليوم الاول من نيسان المعروف عالميا بانه يوم للكذب الابيض بداية للحملة الدعائية لمرشحي الانتخابات البرلمانية. المفوضية ضربت عدة عصافير و”زرازير البراري” بحجر واحد. فهي   انهت قصة  “كذبة نيسان” للابد عندما سمحت لتسعة الاف مرشح ومرشحة في نشر   صورهم وشعاراتهم ولافتاتهم في مثل هذا اليوم حتى يميز العراقيون بين وعود نيسان البيضاء وبين مصائب مرشحينا السوداء و”الكشراء”. وطبقا للافتات والصور فان  الغالبية العظمى من المرشحين هم ممن يمسك بزمام امور البلاد والعباد منذ 11 سنة بالتمام والكمال. التوقيت الذي اعلنته المفوضية سمح للشعب في ان  يقارن بين وعود جديدة لنفس الوجوه القديمة واخرى لمرشحين يريدون ان يتعلموا “حجامة برؤوس اليتامى” للسنوات الاربع المقبلة.
 واذا كان المرشحون الجدد يسعون الى تجريب حظهم في إحداث التغيير المنشود بعد فشل اصحاب التجربة الماضية فالسؤال الذي يبدو انه بحاجة الى  اجابة من المواطن العراقي الكريم هو .. مالذي منع الطبقة السياسية الحالية طوال السنوات الماضية من تحقيق ما كانت قد وعدت به الناس خلال الدورتين الماضيتين؟ ليس هذا فقط فان ما طرحته الان من شعارات ولافتات ووعود هو نفس ما جاءت به سابقا وغالبا دون ادنى تغيير حتى باللغة والمفردات والمفاهيم. بل حتى الالوان هي ذات الالوان والتصاميم ذات التصاميم. وازيدكم من الشعر “مو بس” بيت بل معلقة كاملة انها لصقت شعاراتها وصورتها ووعودها في نفس الاماكن والزوايا والمناطق والاحياء من بغداد.
 اذن نحن حيال ازمة اخلاق رهيبة فضلا عن سلسلة ازماتنا المجتمعية الكارثية. هذه الازمات التي باتت تشجع نوابا ونائبات ممن لم يصونوا السنتهم على البحث عن اسلوب جديد للتوازن الاجتماعي في البلاد لكن ليس عبر تشجيع الباحثين والمخترعين والمستثمرين من اجل تطوير البلاد وتقدمها حتى تتخلص من تقاير الشفاقية الدولية وهيومان رايتش ووتج وما خلفته من عقدة الفشل التي تلاحق العملية السياسية بل في تشجيع القتلة في ان يقتلوا سبعة من السنة في حال تم قتل سبعة من الشيعة. اخيرا .. المنطق يقول ان الكرة في ملعب الشعب. وطالما الامر كذلك وهو صحيح فان على الشعب ان يطلب ممن جرب حظه خلال السنوات الماضية واخفق في كل ما عهد اليه من مهام وملفات ان يترك الساحة “من غير مطرود” لكي يفسح المجال لغيره في ان  يجرب حظه. اما اذا بقي مصرا في معاودة التجربة ثانية  فان ابسط ما يمكن له عمله هو ان يغير على الاقل من اهدافه وشعاراته ولافتاته ووعوده وياتي باخرى جديدة ولو من باب اللف والدوران؟ المشكلة ان لا احد من كل الذين هم الان جزء من العملية السياسية فعل شيئا من ذلك. ماذا يعني ذلك؟ لا يعني سوى شئ واحد وهو الاستخفاف بارادة الناس ومصادرتها بالكامل كما لو لم يكن هناك شعب يمكن ان يحاسب ويقلب المعادلة في الثلاثين من نيسان القادم وذلك بان يتوجه الى صناديق الاقتراع وفي ذهنه شعاره ووعده الخاص وهو .. كذب “المرشحون” ولو صدقوا.