23 ديسمبر، 2024 3:11 م

كذبة نيسان و الدعايات الانتخابية

كذبة نيسان و الدعايات الانتخابية

استيقظ العراقيين صباح الاول من نيسان , الشهر المعروف بكذبته الشهيرة , ليجدوا انفسهم امام احتلالاً جديد , انه احتلال الدعايات الانتخابية , التي انطلقت في اول يوم لشهر الكذب , و خداع الاخرين , بأموراً وهمية لا وجود لها او اساس مطلقاً , كتلك التي نراها في الكثير من لافتات الدعاية الانتخابية , فلو جمعنا المرشحين بما يطلقونه من دعايات و وعوداً انتخابية و احلاماً ورديه ,  في مجلس النواب لاستطعنا ان نبني بلداً لا تقهره قوة على وجه الارض , و لكن ال(لو) زرعوهه ما خضرت , مع العلم ان كلا الطرفين يتمسك بهذه ال(لو) فالشعب لا زال يكرر كلمة لو بس يشتغلون المسؤولين , و المسؤولين يكررون عبارة لو بس ينطونه فرصة , و لا نعرف كم من فرصه جائت للشعب ليغير و لم يتسغلها؟ و كم فرصة جاءت للمسؤولين  ليحققوا فيها ما وعدوا الشعب به و اقسموا عليه؟.

ان وجود لافتات الدعاية الانتخابية ليست امراً غريباً , خصوصاً بعد العديد من الانتخابات البرلمانية و المحلية , لكن الغريب انها تحمل ذات الشعارات و الوعود التي لا نرى منها شيئاً بعد فوز المرشح بعضوية المجلس النيابي , و الاغرب ان الكتل التي انتعش بوجودها الفساد و الارهاب , هي التي تحمل شعار محاربة الفساد و الارهاب و المحاصصة , التي جعلت العراق بلد الفساد الاول في العالم و الاول في عدد ضحايا الارهاب و غيرها من الفضائح , التي انتجتها العملية السياسية في العراق بعد العام 2003 , و لكن الغرابة التي صادفتها هذه الانتخابات هي ان بدء الحملة الانتخابية تزامن مع شهر نيسان التي يعرف على مستوى العالم بأنه شهراً للكذب , الذي يضيف نوعاً من المرح في نفوس الشعوب فقط , و الذي لا يتشابه بأي حال من الاحوال مع كذب الدعايات الانتخابية للمرشحين , الذي يستخدم للوصول الى منافع السلطة و امتيازاتها و حصانتها التي تجعل من المرشح فوق القانون , اذا ما تكللت حملته الانتخابية بالنجاح , و استطاع ان يحقق احلامه , و في الوقت نفسه و كي لا نكون متشائمين الى حداً كبير , فعلى الرغم من وجود من يستخدم الكذب وسيلة للوصول الى المنصب , فهناك وطنيين يسعون حقيقة الى بناء العراق , من خلال العمل الحقيقي الجاد خدمة للعراق و شعبه.

ان كذبة نيسان لا تستمر بأي حال من الاحول سوى شهرا واحداً , و لكن النوع الاخر من الكذب سيستمر لاربعة اعوام من عمر العراق و الشعب , و ستصرف الاموال بلا رقيب و لا حسيب , و سيستمر الفقر الذي يعاني منه العراقيون عموماً , اذا ما فشل الشعب في اختيار الاكفأ و الاصلح لتمثيله في البرلمان القادم , و تصديق الشعارات الكاذبة التي رفعت فيما مضى , و اتضح انها خدعة جعلت العراقيين يدفعون الثمن غالياً لمنحه الثقة لمن لا يستحقها , و يجب ان يستفيد العراقيون من هذه التجارب , و من الاوضاع التعيسة التي مروا بها , و ان لا يكررها اذا ما اراد الدولة التي يحلم بها هو ,  لتحقق احلامه , و قبلها تعطيه حقوقه الاساسية كانسان.