15 نوفمبر، 2024 10:26 ص
Search
Close this search box.

كذبة عدالة كل الصحابة, وان جميعهم رواة احاديث النبي ص

كذبة عدالة كل الصحابة, وان جميعهم رواة احاديث النبي ص

الصحبة لغة : تعني الملازمة والمخالطة والمعاشرة، ولكن قد تطلق الصحبة من حيث اللغة مجازاً على من لم يلازم، بل وتطلق على العدو, ويجوز لغة إطلاق صحبة الكافر للمؤمن كقوله تعالى (قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا  – الكهف – الآية 37)  

ولا تفيد كلمة (صاحب) مدحاً دائماً كما يظن كثير من الناس كما لا تفيد ذما فهي من الناحية اللغوية كلمة محايدة ويجوز لغة إطلاق الصاحب على من لم يعرفه صاحبه ويجوز لغة القول بصحبة المنافقين للنبي كما في قوله (ص) في أصحابي اثني عشر منافقاً , وهذا مربط الفرس الذي نحن بصدد التوقف عنده , ولكن لدوافع سياسية أخرجوا المنافقين والكفار من الصحبة بالشرع لا باللغة فتأمل!!!

الصحبة اصطلاحا : اختلف اصحاب المذاهب في تعريف الصحبة اصطلاحا , بعضهم قال الرؤيا واللقاء مع النبي ص وبعضهم قال هم الانصار والمهاجرين ,اي ما يسمى بالصحبة الشرعية حيث يدخل في حكمهم نساء المهاجرين اللاتي هاجرن معهم، وكذلك مواليهم الذين شاركوهم في الإسلام والهجرة .

اذن كل الطلقاء والأعراب ليسوا من الصحابة بالمعنى الشرعي, أن (الصحبة الشرعية) تقتضي والحاجة إليهم، وليس أيام الاستغناء عنهم، ، فالصحبة الشرعية هجرة وجهاد وإيواء وإنفاق وخوف ورجاء، وليست بالتمني ولا بالتحلي (أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ  – العنكبوت – الآية – 2)

فالنصوص الدينية هي التي تحدد معنى الصحبة الشرعية، وليس اللغة حيث  دخول الكفار والمنافقين في جملة الصحابة إن اعتمدنا على اللغة وحدها في تعريف الصحابي والصحبة

المقدمة

موضوع الصحابة من الموضوعات ذات الأهمية القصوى عند المسلمين في القديم والحديث؛ لأن

تم عن طريقهم نقل الدين الإسلامي، وللاختلاف الكبير فيهم سواء على مستوى العدالة أو

التعريف أو الفضل، وما يترتب على ذلك من رؤى ونظريات وأحكام شرعية ثم استمرار الاختلاف فيهما إلى يومنا هذا، باعتبار (الصحابة) قضية كبرى على المستوى الفكري والسياسي

والمذهبي والشرعي, فالبعض يعتبرهم عدول بمستوى العصمة والتعرض لاي منهم من الامور المكفرة والتي تخرج عن الملة , وطرف اخر يرى يجب مناقشة سيرة كل منهم ومدى التزامهم بصحبة النبي ص في حياته وبعد مماته هل بقوا على نفس الخط ام تبدل نهجهم .

ان من يرى عدالة الصحابة جميعا يتهم الطرف الاخر لا يعترف الا بخمسة من الصحابة (عمار , سلمان , ابو ذر , المقداد , جابر) , في حين الحقيقة اكثر من 500 صحابي سيرتهم ممدوحة وليس هناك مصلحة لاتهام احد منهم بقدر ما سنعرضه من الوقائع التاريخية ونستدل بالكتب المعتمدة عند الفريق الذي يرى عدالة جميع الصحابة لنبين الحقيقة , كاشفين بان السياسة لعبت الدور الأكبر في توسيع الفجوة بين علماء المسلمين، وبين مذاهبهم وعوامهم، وكانت للسلطة مصالح في تأييد هذا الطرف على الطرف الاخر , فلا زالت قضية الصحابة من القضايا المستثمرة في تصفية الخصوم، أو كبتهم، أو التضييق عليهم، أو التشكيك في عقائدهم، وتنفير الناس عنهم، وعن علمهم، دون النظر إلى حججهم وأدلتهم , فالطوائف الاسلامية إلى اليوم خلافهم في الصحابة من أكبر أسباب تفرقهم نتيجة تشنج الحوار بين الطائفتين, لذا الامر يحتاج باحث منصف غير ملوث عقله بالطائفية والتحيز ليبرز حقيقية الصحبة بالرجوع الى صحاح اهل السنه انفسهم كمصادر تطرح على الطاولة ويستعان بها في اقامة الحجية وبيان وجهة النظر اتجاه الصحابة وسيرتهم وهذا ما قمنا به واستعرضنا سير بعض الصحابة (معاوية , عمرو بن العاص , المغيرة بن شعبة , خالد بن الوليد , الوليد بن عقبه , الاشعث بن قيس ) لنرى هل لهؤلاء استحقاق ان يكونوا اصحابا لرسول الله ورواة لنقل سنته المطهرة .

اننا إذا قلنا إن كل صحابة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في الجنة، وإذا باركنا لهم أعمالهم الخاطئة، وجعلنا لهم أجرا ، فقد خرجنا عن قانون الله وسنته في خلقه. فالصحابة يوزنون بتقواهم وليس بصحبتهم

فحين قلنا يجب أن يقام الحد على الزناة منهم كخالد والمغيرة، لم نأت بهذا الحكم من بنات أذهاننا، بل من كتاب الله وسنة نبيه ص

مراجعة للدراسات السابقة  

أخرج البخاري في صحيحه ١١٠/٤ حديثا للنبي (ص) وفيه (ان

اناسا من اصحابي يؤخذ بهم ذات الشمال , فأقول اصحابي اصحابي  فيقال انهم مرتدين على اعقابهم منذ فارقتهم , وهذا يدل على انهم كانوا صالحين في حياة النبي ثم ارتدوا

لقد ثبت في الصحيحين وغيرهما: إن من الصحابة من يدخل النار. ولهذا لا نستطيع أن نجعل الصحابة قناة تربطنا بالنبي (ص) إذ كيف نأخذ ديننا عن أهل النار؟

فلابد من تمييز الصحابة المساقين إلى النار من الناجين،

يقول ابن خلدون: ” إن الصحابة كلهم لم يكونوا أهل فتيا ولا كان الدين يؤخذ عن جميعهم، وإنما كان ذلك مختصا بالحاملين للقرآن، العارفين بناسخه ومنسوخه، ومتشابهةومحكمه وسائر دلالته، بما تلقوه من النبي (ص ) أو ممن سمعه، منهم ومن عليتهم، وكانوا يسمون لذلك ” القراء ” أي: الذين يقرأون الكتاب، لأن العرب كانوا أمة أمية، فاختص من كان منهم قارئا للكتاب بهذا الاسم لغرابته يومئذ وبقي الأمركذلك صدر الملة ثم عظمت أمصار الاسلام وذهبت الأمية من العرب بممارسة الكتاب وتمكن الاستنباط وكمل الفقه وأصبح صناعة وعلما فبدلوا باسم الفقهاء والعلماء من القراء وانقسم الفقه فيهم إلى طريقتين طريقة أهل الرأي والقياس وهم أهل العراق وطريقة أهل الحديث وهم أهل الحجاز(تاريخ ابن خلدون – ابن خلدون – ج ١ – ص٤٤٦ )

هذه شهادة من ابن خلدون تؤكد لنا ” إن الصحابة لم يكونوا كلهم أهل فتيا ولا كان الدين يؤخذ عن جميعهم.. فلماذا نعدلهم جميعا إذا كان الدين لا يؤخذ عن جميعهم؟! وكيف نعدلهم ونحن نجهل أكثرهم؟! وهل يليق بالعاقل أن يحكم على ما يجهله؟!

إذن كيف يصح القول: بأن كل الصحابة عدول، وفيهم المنافقون؟! أما عدد المنافقين فلا نستطيع إحرازه بالدقة، ولكننا سنقترب من الحقيقة إذا رجعنا إلى غزوة أحد، فقد كان عدد جيش المسلمين في هذه الغزوة ألفا (الجميلى غزوات النبي، ص 45-46 ) وأثناء مسير المسلمين تخلف ثلث الجيش بقيادة عبد الله بن أبي زعيم المنافقين أي قرابة ٣٠٠ كل هذا العدد كان بين الألف ذاك!! وليس في هذا الأمر غرابة، فكلما قوي المسلمون ازدادت شوكة النفاق وانتشار المنافقين بينهم ومن ذلك يمكن أن نستنتج حجم عدد المنافقين بين الصحابة بعد أن اكتسح الإسلام جزيرة العرب؟! فإذا كان بين الألف صحابي قرابة ثلاثمائة منافق.

أخرج البيهقي عن ابن مسعود قال: خطبنا رسول الله (ص) فقال: فمن سميت فليقم، قم يا فلان، ثم يا فلان حتى عد ستا وثلاثين منافقا

(معالم الفتن، سعيد أيوب: ص ،٦٧ عن الخصائص الكبرى، السيوطي: 2 / 17)

وليت أهل السنة يبينون لنا أسماء هؤلاء الستة وثلاثين صحابيا حتى نتجنب أخذ الأحاديث عنهم! وإذا لم يستطيعوا بيان أسمائهم , فكيف يقبل المسلم العاقل أن يأخذ السنة عن جميع الصحابة ما دام فيهم ستة وثلاثون منافقا؟!

في غزوة تبوك تخلف اثنا عشر رجلا من الصحابة عن الرسول وبنوا مسجدا كفرا وتفريقا بين المسلمين. قال تعالى:

(وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفَنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ  – التوبة – الآية – 107)

وجدنا القرآن ينقض نظرية ” عدالة الصحابة (ابن كثير . البداية والنهاية ج 5)

وهكذا قال القرآن في الصحابة، فأي القولين أولى أن يتبع قول أهل السنة في صحة عدالتهم أم قول الله عز وجل في نفي العدالة ؟!

وكما هو معلوم يعتمد اصحاب هذا الراي التأويل والتبرير للخداع ولوي عنق الحقيقية ,لكن التأويل غير مجد هنا، بل يوقع صاحبه في مطبات لا تحمد عقباها, فمن فسر الذين ورد ذكرهم في الحديث بالمنافقين والمرتدين، فهو كالذي اختبأ من المطر، ولكنه وقف تحت الميزاب

وفي غزوة حنين، فر الصحابة ، ونزل القرآن يوبخهم.

(صحيح البخاري – كتاب المغازي: 5 / 101 )

روى البخاري بسنده عن العلاء بن المسيب عن أبيه، قال: لقيت البراء بن عازب

فقلت طوبى لك صحبت النبي صلى الله عليه وسلم  وبايعته تحت الشجرة فقال يا ابن أخي إنك لا تدري ما أحدثنا بعده (صحيح البخاريص1530)

وأخرج الحاكم أن عائشة قالت: ” إني قد أحدثت بعد رسول الله  صلى الله عليه وسلم حدثا ادفنوني مع أزواجه فدفنت بالبقيع (المستدرك – الحاكم النيسابوري – ج ٤ – الصفحة ٦)

وروى مالك في الموطأ عن مولى عمر بن عبيد الله: انه بلغه أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لشهداء أحد: (هؤلاء أشهد عليهم). فقال أبو بكر الصديق: ألسنا يا رسول الله إخوانهم، أسلمنا كما أسلموا وجاهدنا كما جاهدوا؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (بلى، ولكن لا أدري ما تحدثون بعدي) فبكى أبو بكر،)

ابن عبد البر في التمهيد (21/228 ) (الموطا-.2|461 ,

فإذا جاز ارتداد الصحابي بعد صحبته للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فلا عبرة بالصحبة ولا قيمة لها!

انظر كيف بعض الصحابة يعصون امر النبي ص , عن جابر ” إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خرج إلى مكة عام الفتح في رمضان وصام حتى بلغ كراع الغميم يعني وصمنا معه، فقيل: إن الناس قد شق عليهم الصيام وإنما ينتظرون ما تفعل، فدعا بقدح من ماء بعد العصر فشرب والناس ينظرون فأفطر والبعض بقي صائما) فقال هم العصاة، ولكن أهل السنة يقولون: أولئك هم العدول (السنن الكبرى، البيهقي: ٤ / ،٢٤٦ )

عن ابن عباس، قال: ” مر نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على رجل من بني سليم، معه غنم له، فسلم عليهم، فقالوا: ما سلم عليكم إلا تعوذا منكم، فعمدوا إليه فقتلوه، وأخذوا غنمه، فأتوا بها النبي صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله تبارك وتعالى: {ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا} إلى آخر الآية(انظر مسند احمد 2986)

الصحابة يقتلون رجلاً في الحرم عن أبي شريح بن عمر: إن أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قتلوا رجُلاً من هذيل كانوا يطلبونه بذحل في الجاهلية في الحرم – وهو – يؤم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ليبايعه على الإسلام فقتلوه، فلما بلغ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قتله، غضب أشد الغضب، سنن البيهقي: 8 / 71 و 9 / 123

هؤلاء بعض الصحابة، لم يصغوا لنداء السماء الذي حرم هذا النوع من القتل، بل تعدوا ذلك وقتلوا رجلاً داخل الحرم، فأين عدالة هؤلاء وأمثالهم الذين كانوا يُغضبون الله ورسوُله؟

اما بيعة الشجرة التي ذكرها القران الكريم فيجب الانتباه للاية الثانية وليس الاستدلال بالاية الاولى فقط حيث قال الله تعالى إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم ، ثم عقب بقوله: (فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن وهذا يدل على أن هناك من سوف ينكث بيعته، فالله يرضى عن عبده ويغضب عليه: حسب عمله، والصحابة لا يخرجون من هذا القانون , اما حديث اصحابي كالنجوم بمن اقتديم اهتديتمفهو لا يصح عند أهل السنة أنفسهم. يقول ابن تيمية: ، فلا حجة فيه وقال الألباني فيه: ” موضوع “، وقال ابن عبد البر عن إسناده ” هذا إسناد لا تقوم به حجة “، وقال ابن حزم: ” هذه رواية ساقطة، وقال أحمد: ” لا يصح هذا الحديث ” كما في المنتخب لابن قدامة ١٠ / ١٩٩ ح ٢  وقال الألباني في موضع آخر عنه: ” بل هو حديث باطل ”  ويقول ابن حزم أيضا: ” فقد ظهر أن هذه الرواية لا تثبت أصلا، بلا شك إنها مكذوبة

سنستعرض سير بعض من الشخصيات بما يسمى صحابة ونضعهم في الميزان لنرى هل حقا يستحقون ان يكونوا صحابة للنبي ص

1 – معاوية بني ابي سفيان

أنّ معاوية نسب إلى أربعة أشخاص هم: مسافر وعمارة وعبّاس وصباح الذي كان مغنّي عمارة بن الوليد وكان لهند أمّ معاوية علاقة شديدة بصباح الذي كان شابّاً جميلاً وكان عاملاً عند أبي سفيان لكن نسب معاوية في الظاهر إلى أبي سفيان وكان أبو سفيان قبيح المنظر قصيراً، عميت إحدى عينيه في الطائف والثانية في اليرموك (أسد الغابة:13٫3-12)

( تاريخ دمشق:437/23.) وكان ابو سفيان من زُناة مكّة (تذكرة الخواص:186) وكان شديد العداوة لرسول الله (ص) وله يد في كلّ حرب أحيكت ضدّ الرسول (ص) وقد أسلم في الظاهر عام الفتح خوفاً من القتل وعاش منافقاً إلى سنة 30هـ فهلك عن 82 سنة

ولا يخفى أن حمامة وهي إحدى جدّات معاوية وكانت من ذوات الأعلام في سوق المجاز(شرح نهج البلاغة 2: 125) ومن هنا يتّضح نسب أبي سفيان، وكانت أمّ معاوية هند أيضاً من ذوات الأعلام وكانت تحبّ الغلمان السود كثيراً وكانت إذا ولدت أسود دفنته (الزمخشري ج4 ص275).

ثبت بالسند الصحيح عند البلاذري في أنساب الأشراف ج 2 / ص 12 عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال: كنت جالساً عند النبي(ص) فقال: يطلع عليكم من هذا الفج رجل يموت يوم يموت علي غير ملتي! قال: وتركت أبي يلبس ثيابه فخشيت أن يطلع فطلع معاوية, وهذا إسناد صحيح في غاية من الصحة

– عن طريق عبد الله بن بريدة أنه قال: دخلت أنا وأبي على معاوية , فأجلسنا على الفراش ثم أكلنا ثم شرب معاوية فناول أبي ثم قال ما شربته منذ حرمه رسول الله (مسند أحمد، ج 6 ص 476) في حين أن النبي (ص) قد قال: شَارِبُ الْخَمْرِ كَعَابِدِ وثَن(الترغيب والترهيب، ابن منذر، ج 3 ص 102)

عباد بن يعقوب ، حدثنا : الحكم بن ظهير ، عن عاصم ، عن ذر ، عن عبد الله – مرفوعا : إذا رأيتم معاوية على منبري فأقلتوه (الذهبي في ميزان الاعتدال ج1 ص572)

ارتكب معاوية أعمالاً مخالفةً لكتاب الله وسنّة رسوله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، ووجد في ذلك اعتراضاً من قِبَل الصحابة ومن أعماله ادعاؤه زياد بن سمية واستلحاقه بأبي سفيان خلافاً لسُنّة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)

(سِيَر أعلام النبلاء ٣: ٤٩٥) والنبي ص يقول الولد للفراش وللعاهر الحجر أخرجه البخاري 6818، ومسلم 1458)

– قال : دخل معاوية على عائشة ، فقالت : ما حملك على قتل أهل عذراء حجرا وأصحابه ، فقال : يا أم المؤمنين ، إني رأيت قتلهم اصلاحا للامة ، وأن بقاءهم فسادا ، فقالت : سمعت رسول الله (ص) يقول : سيقتل بعذراء ناس يغصب الله لهم وأهل السماء (ابن كثي – البداية والنهاية الجزء : 11  – رقم الصفحة241 )

كان حجر رضي الله عنه- من خيرة الصحابة، وكان مُجاب الدعاء، حريصاً على العبادة، وقد شهِد معركة القادسية(الطيب بامخرمة 2008، قلادة النحر في وفيات أعيان الدهر الطبعة 1 جدة ودار المنهاج، صفحة 359، ج1 )

– قطع رأس عمرو بن حمق الخزاعي وبعث به إلى معاوية، فطيف به في الشام ، فكان أوّل رأس طيف به. ثمّ بعث معاوية برأسه إلى زوجته (ابن كثير , البداية والنهاية 8 / 39)

وعمرو من صحابة النبي (ص) ومن أصحاب الإمام علي والإمام الحسن عليهما السلام، وكان في معسكر أمير المؤمنين (ع) في معركة الجمل وصفين ونهروان , كان عمرو من رواة الحديث من رسول الله (ص)، ومما رواه حديث الغدير, وذكر أنّ عمرو بن الحمق سقى يوماً رسول الله (ص)، فدعا له قائلا: «اَللّهُمَّ مَتِّعهُ بِشَبابِه» فعاش ثمانين عاما ولم تبيض شعرة في وجهه , ابن الأثير، أسد الغابة، ج 3، ص 367

وعن كيفية مقتله هناك خلاف في المصادر، فقال البعض قتله معاويه بعد أن أعطاه الأمان، ويؤيد هذا القول ما ورد في رسالة احتجاجية كتبها الإمام الحسين (ع) لمعاوية، حيث قال فيها

«أو لست بقاتل عمرو بن الحمق، الذي أخلقت، وأبلت وجهه العبادة، فقتلته من بعدما أعطيته من العهود ما لو فهمته العصم الدينوري، الإمامة والسياسة، ص 156

– معاوية يقتل مالك الأشتر بالسم , لما رجع علي ع من موقعة صفين ، جهز الأشتر واليا علي ديار مصر ، فمات في الطريق مسموما ، فقيل : إن عبدا لعثمان عارضه ، فسم له عسلا ، وقد كان علي يتبرم به ، لأنه كان صعب المراس ، فلما بلغه نعيه ، قال : إنا لله ، مالك ، وما مالك وهل موجود مثل ذلك ، لو كان حديدا ، لكان قيدا ، ولو كان حجرا ، لكان صلدا ، على مثله فلتبك البواكي ، وقال بعضهم : قال علي : للمنخرين والفم ، وسر بهلاكه عمرو بن العاص ، وقال : إن لله جنودا من عسل (الذهبي – سير أعلام النبلاء ج4 ص34)

دس معاوية السم للحسن بن علي (تاريخ ابن عساكر: ٤ / ٢٢٩ ابن سعد، الطبقات الكبرى، 1418 هـ، ج 10، ص335 و352 )، والحسن سبط الرسول، وسيدا شباب أهل الجنة. ” ولما بلغ معاوية موت الحسن خر ساجدا لله (العقد الفريد: ٢ / .٢٩٨)

ان قضية الخلافة من بعد معاوية وسعيه لتوطيد ولاية العهد ليزيد، تؤيد أن الإمام الحسن سم على يد جعدة وبتحفيز من معاوية, البلاذري، أنساب الأشراف، 1417 ج 3 ص55 , شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 16 / 11

– دور معاوية في قتل محمد واخاه عبد الرحمن بن ابي بكر  قال الواقدي : ولم يزل عبد الله بن سعد والياً حتى غلب محمد بن أبى حذيفة على مصر ، وهو كان أنغلها على عثمان ، ثم إن علياً (ع) ولى قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري مصر ، ثم عزله واستعمل عليها محمد بن أبى بكر، ثم عزله وولى مالكاً الأشتر ، فإعتل بالقلزم ، ثم ولى محمد بن أبى بكر ثانية ورده عليها ، فقتله معاوية بن حديج وأحرقه في جوف حمار ، وكان الوالى عمرو بن العاص من قبل معاوية بن أبى سفيان (لبلاذري – فتوح البلدان – ج 1  ص269 ) )

وقتل عبد الرحمن بعد أن رد رشوة معاوية له ليبايع يزيد، ومقدارها مائة ألف درهم قائلا: لا أبيع ديني بدنياي، أهرقلية، كلما مات هرقل جاء هرقل، فقال مروان هذا الذي أنزل الله تعالى فيه: { والذي قال لوالديه أف لكما }. عائشة: كذبت والله ما هو به، ولكن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعن أبا مروان ومروان في صلبه (تاريخ ابن الأثير 3 / 199، البداية والنهاية، ابن كثير 8 / 96)

هذه حياة معاوية لا دينية بل هي سياسية وحيل وخداع تحت يافطة الدين , لذا قال الامام علي ما معاوية بأدهى مني ولكنه يغدر ويفجر. ولولا كراهية الغدر لكنت من أدهى الناس، ولكن كل غدرة فجرة، وكل فجرة كفرة. ولكل غادر لواء يعرف به يوم القيامة. والله ما أستغفل (نهج البلاغة – خطب الإمام علي (ع) – ج ٢ص ١٨٠)

ولما مات الحسن بن علي (عليهما السلام) حج معاوية فدخل المدينة وأراد أن يلعن عليا على منبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقيل له: إن ههنا سعد بن أبي وقاص ولا نراه يرضى بهذا) ، فأرسل إليه وذكر ذلك فقال: إن فعلت لأخرجن من المسجد ثم لا أعود إليه، فأمسك معاوية عن لعنه حتى مات سعد، فلما مات، لعنه على المنبر، وكتب إلى عماله أن يلعنوه على المنابر، ففعلوا (العقد الفريد: ٢ / ٣٠١ و ٢ / ١٤٤ المستطرف: ١ / ٥٤)

كان معاوية يلبس الذهب والحرير، ضاربا بذلك أقوال الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في تحريمهما عرض الجدار. ولما مات علي (عليه السلام) قال معاوية: ” الحمد لله الذي أمات عليا (البداية والنهاية)

وكأن معاوية لم يسمع قول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق (الترمذي ج5 ص305)

بعد هذا العرض الموجز هل هذه الصفات تصلح لشخص ان يكون صحابيا لرسول الله وينقل سنته , فالأمام النسائي صاحب احد الكتب الستة قد كتب كتابا اسمه خصائص الإمـام علـي واهل البيت ع ورفض أن يكتب كتابا في معاوية واحتج بالحديث المذكور وقال ألا ترضون إلا رأسا برأس , فقتله انصار معاوية سنة 303 هجرية

معاوية وما أكثر اجتهاداته أمام النصوص وخروجه عليها. فهو أول من ترك التلبية في الحج.. أخرج النسائي والبيهقي من طريق سعيد بن جبير قال: كنت مع ابن عباس بعرفات فقال: ما لي لا أسمع الناس يلبون؟ قلت: يخافون معاوية فخرج ابن عباس من فسطاطه فقال: لبيك اللهم لبيك لبيك، فإنهم قد تركوا السنة من بغض علي “

(سنن النسائي بشرح السيوطي: ٥ / ٢٥٣ البيهقي: ٥ / ١١٣ مسند أحمد: ١ / .٢ قال السندي في تعليقه على سنن النسائي: ” من بغض علي أي لأجل بغضه أي هو كان يتقيد بالسنن فهؤلاء تركوها بغضا له .

إن معاوية قد خرج على النص دون مسوغ، وخالف سنة النبي في التلبية وحمل الناس على مخالفتها حتى اضطر ابن عباس إلى لعنهم. وقال ابن حزم: ” كان معاوية ينهى عن ذلك ” أي التلبية ابن حزم: لا يقطع التلبية إلا مع آخر حصاة من جمرة العقبة هذه ، فما هو حكم من يترك سنة الرسول؟

عن أبي هريرة: إن أول من ترك التكبير معاوية ” (فتح الباري: ٢ / ٢). وكان معاوية يتم الصلاة في السفر خلافا للسننالحق إنني أعجب من هذه الاجتهادات المتعمدة. ويزداد عجبي ممن يصر على اعتقاده بعدالة معاوية, فما هو الإسلام عند معاوية؟ أهو دين أم طين يقلبه كيف يشاء؟ وكيف يمكن عد معاوية من أتباع النص، وقد ضرب به عرض الجدار كما ورد ذكره في هذه القضايا

معاوية معاوية عجل النواصب – في عهد الإمام علي يدفع الجزية للروم ويحارب علياً، فأين (أشداء على الكفار رحماء بينهم)؟!، فالقضية عند معاوية هنا معكوسة؛ يقاتل السابقين، ويدفع العطاء للروم، وكذلك بسر بن أبي أرطأة ومسرف بن عقبة  ولهما صحبة على منهج القوم- فقد أذلا أهل المدينة المنورة ومن فيهم من المهاجرين والأنصار إذلالاً كبيراً في غزوتين من غزوات أهل الشام للمدينة، الأولى سنة ٣٩هـ في عهد معاوية، والثانية سنة ٦٣ هـ في عهد ابنه يزيد

عن عائشة : إنّ النبيّ صلى الله عليه واله كان يتختّم في يمينه ، وقبض صلى الله عليه واله والخاتم في يمينه » وذكر السلامي : « أنّ رسول الله صلى الله عليه واله كان يتختّم في يمينه والخلفاء الأربعة بعده ، فنقله معاوية إلى اليسار ، فأخذ المروانية بذلك (مجمع الزوائد 5 / 153. ربيع الأبرار 4 / 24)

ونحن عادينا معاوية، لأن الله أمرنا بذلك قال تعالى: (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ إلى أمر الله) ومعاوية قاتل عليا (ع)، ووسمه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وحزبه بالفئة الباغية، قال (صلى الله عليه وآله وسلم) ” ويحك يا عمار تقتله الفئة الباغية عمار يدعوهم إلى الله ويدعونه إلى النار اجعل نفسك – أخي المسلم – تعيش في عهد الصحابة وطلب منك الالتحاق بعلي، أو معاوية، في صفين فأيهما تختار؟!

إن قلت معاوية فقد خالفت أمر الله ورسوله في وجوب قتال الفئة الباغية. فلا بد أنك ستذهب مع علي امتثالا لأمر الله ورسوله، عندئذ، ولو بدأ القتال وبرز لك معاوية فهل كنت ستقتله؟!! إن قلت: لا، فقد خالفت أمر الله ورسوله في وجوب نصرة علي (ع)، وقتال الفئة الباغية، فيبقى الوجه الآخر! فإذا أجزت لنفسك قتله في ذلك الموقف، فكيف تترضى عنه الآن وتدافع عنه؟! وهكذا اجعل موقفك في موقعة الجمل، فموقفك هناك هو الذي يجب أن يكون الآن، تماما كموقفك الآن من فرعون، فلو كنت مع موسى لحاربت فرعون ببدنك وقلبك

2 – عمر بن العاص

اشتهر عمرو بن العاص بالدهاء والحيلة ، حيث كانت العرب تقول: “معاوية للمعضلة وعمرو للبديهة، والمغيرة بن شعبة لكل صغيرة وكبيرة , اما نسبه , فالنابغة أم عمرو بن العاص أمة رجل من عنزة فسبيت ، فاشتراها عبد الله بن جدعان ، فكانت بغيا ثم عتقت ، ووقع عليها أبو لهب ، وأمية بن خلف ، وهشام بن المغيرة ، وأبو سفيان بن حرب ، والعاص بن وائل ، في طهر واحد ، فولدت عمرا ، فادعاه كلهم ، فحكمت فيه أمه ، فقالت : هو للعاص لأن العاص كان ينفق عليها ، وقالوا : كان أشبه بأبي سفيان (الزمخشري ج4 ص275)

.قالوا عن عمرو ابن العاص كانت امة ليلي العنزية اشهر بغايا مكة ارخصهن اجرة , ولما ولدتة ادعاها خمسة رجال قالوا ان عمرو ابن احد منهم . غير ان ليلي الحقتة بالعاص لانة اقرب الشبة بة راجع. العقد الفريد 1 – 164 , المسعودي  السيرة الحلبية 312

ويؤكد هذا النسب قول الامام الحسن ع لعمرو أما أنت فقد اختلف فيك رجلان رجل من قريش وجزار أهل المدينة فادعياك فلا أدري أيهما أبوك!(الذهبي , تاريخ الإسلام 4/39)

قبل اسلامه كان‌ عمرو يعلّم‌ صبيان‌ مكّة‌ شعراً في‌ هجاء النبيّ، فينشدونه‌ ويصيحون‌ برسول‌ الله‌ إذا مرّبهم‌. وكان‌ نفسه‌ يهجو رسول‌ الله‌. فقال‌ النبي : وهو يصلّي‌ بحجر إسماعيل‌: اللَهُمَّ إنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ هَجَانِي‌ وَلَسْتُ بِشَاعِرٍ فَالْعَنْهُ بِعَدَدِ مَا هَجَانِي(شرح‌ نهج البلاغة ج‌ 6 ص‌ 282.)

ابوه‌ العاص‌ بن‌ وائل‌ أَحَدُ الْمُسْتَهزِئِينَ بِرَسُولِ اللَهِ وَالْمُكَاشِفِينَ لَهُ بِالْعَدَاوَةِ وفيه‌ أنزل‌ قوله‌ تعالي‌:( إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ  – الحجر – الآية – 95) ويلقّب‌ العاص‌ بن‌ وائل‌ في‌ الإسلام‌ بالأبتر، لأنه‌ كان‌ يقول‌: سيموت‌ هذا الابتر غداً، فينقطع‌ ذكره‌، يعني‌ رسول‌ الله‌، فأنزل‌ الله‌ سبحانه‌ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ  – الكوثر – الآية – 3

روي‌ أهل‌ الحديث‌ أنّ النضر بن‌ الحارث‌، وعُقبة‌ بن‌ أبي‌ مُعَيْط‌ وعمرو بن‌ العاص‌ عهدوا إلی سلا جمل‌  فرفعوه‌ بينهم‌، ووضعوه‌ علی رأس‌ رسول‌ الله‌ وهو ساجد بفناء الكعبة‌

وبعد اسلامه وفي معركة صفين بمكيده منه نصح معاوية بن أبي سفيان أن يأمر جنده برفع المصاحف على أسنة الرماح لإيقاف القتال والاحتكام إلى ما جاء في القرآن الكريم، وقد نجم عن ذلك انقسام في صفوف أنصار علي بين مؤيد ومعارض, كما خدع أبا موسى الأشعري ممثل علي بن أبي طالب في أمر التحكيم، إذ ثبت عمر وصاحبه في الخلافة، مخالفاً للاتفاق الذي تم بين الممثلين اللذين قررا خلع الطرفين معاوية وعلي ودعوة المسلمين إلى اختيار خليفة بدلاً عنهما

أحرق عمرو بن العاص مكتبة الاسكندرية (أكبر مكتبة في العالم) عندما احتل مصر؟

ومن جبنه حين حمل عليه الامام علي ع في صفين، أبدى عن عورته، فرجع علي (انظر السيرة لابن هشام 2|73) يعنيانصرف الامام ولم يجهز عليه. فقال له بعض أصحابه: أفلا أجهزت عليه؟ فقال: إنه استقبلني بعورته، فعطفتني عليه الرحم وعرفت أن الله قد قتله. وقد فعل ذلك علي ع يوم صفين مع بسر بن أبي أرطاة لما حمل عليه ليقتله أبدى له عورته فرجع عنهالبداية والنهاية – ابن كثير – ج ٤ – الصفحة ٢٣

قد تسمع ماثر مصطنعة لابن العاص فتح مصر وزاد من الخراج , وهذه سياسية لا دين فيها , فحقيقته شخصية حقيرة في التاريخ لا يحكمها مبدا ولا دين

3 – المغيرة بن شعبة

المُغيرة بن شعبة بن أبي عامر من مسعود الثقفي ، ولد في الطائف في السنة الثانية للبعثة ، ومات في الكوفة سنة خمسين للهجرة ، وهو أحد الصحابة المتأخرين جداً في إسلامهم ، ومعلومٌ أنّ من شهد ربوع الإسلام ولم يُسلم لله من البداية يكون من الطلقاء ، فإسلامه كان لغاية حفظ نفسه بعد أن غدر بأصحابه فقتلهم وسرقهم كما يروي الشيخ البخاري في صحيحه – ج 3 ص194وَكَانَ ‌المُغِيرَةُ ‌صَحِبَ ‌قَوْمًا ‌فِي ‌الجَاهِلِيَّةِ ‌فَقَتَلَهُمْ، ‌وَأَخَذَ ‌أَمْوَالَهُمْ، ‌ثُمَّ ‌جَاءَ ‌فَأَسْلَمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم أَمَّا الإِسْلَامَ فَأَقْبَلُ، وَأَمَّا المَالَ فَلَسْتُ مِنْهُ فِي شيء

وكان المغيرة بن شعبة أعوراً وكان صاحب مكرٍ ودهاء ٌومن الأشخاص الذين شاركوا في واقعة الهجوم على دار فاطمة الزهراء (ع ) ، وقد عُيّن من قِبَلِ عَمُر بن الخطاب حاكماً على البحرين فكرهه الناس لسوء خلقه وتصرّفاته ، فعزله ثمّ جعله على البصرة والياً فبقي عليها ثلاث سنين ، ثمّ غضب عليه فعزله ثمّ جعله على الكوفة واليا.

كان أول من وضع ديوان البصرة وجمع الناس ليعطَوا عليه، ثم عزل عن البصرة لتهمة لم تثبت، وولاه عمر بعدها الكوفة، فكان الرجل يقول للآخر: ((غضب الله عليك كما غضب أمير المؤمنين على المغيرة عزله عن البصرة وولاه الكوفة )

وفي مسند أحمد: ” نال المغيرة بن شعبة من علي، فقال زيد بن أرقم: قد علمت أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان ينهى عن سب الموتى فلم تسب عليا وقد مات (المستدرك: ١ / ٣٨٥) وقد أوصى المغيرة أن لا يترك شتم علي بن أبي طالب والترحم لعثمان، فكان كلما صعد المنبر شتم عليا وترحم على عثمان  فكيف نعتمد على المغيرة الزاني الساب لله ولرسوله في نقل السنة؟,

لما آل الأمر إلى معاوية بن أبي سفيان قدم عليه، فاستشاره معاوية في أن يولي عمرو بن العاص على الكوفة، وابنه عبد الله على مصر، فقال المغيرة: يا أمير المؤمنين تؤمر عمراً على الكوفة وابنه على مصر وتكون كالقاعد بين فكي الأسد، قال: ما ترى ؟ قال : أنا أكفيك الكوفة فولي الكوفة لمعاوية إلى وفاته. وكان رجلاً طوالاً مهيباً ، ضخم الهامة، أصيبت عينه في اليرموك وقيل: في القادسية، وقيل: بل نظر إلى الشمس وهي مكسوفة فذهب ضوء عينه.

وكان واحداً من دهاة العرب المشهورين حتى قيل له: مغيرة الرأي

حدث عنه بعض أصحابه قال: صحبت المغيرة فلو أن مدينة لها ثمانية أبواب لا يخرج من باب منها إلا بمكر لخرج من أبوابها كله.

وكان المغيرة بن شعبة رجلاً زانياً شديد الفحش والفجور ، السيرة النبوية لابن كثير ج 4 ص665

قصته مع ام جميل: وملخصها: أن امرأة كان يقال لها أم جميل بنت الأفقم، من نساء بني عامر بن صعصعة، ويقال من نساء بني هلال. وكان زوجها  من ثقيف قد توفي عنها، وكانت تغشى نساء الامراء والأشراف، وكانت تدخل على بيت المغيرة بن شعبة وهو أمير البصرة، وكانت دار المغيرة تجاه دار أبي بكرة، وكان بينهما الطريق، وفي دار أبي بكرة كوة تشرف على كوة في دار المغيرة، وكان لا يزال بين المغيرة وبين أبي بكرة شنآن. فبينما أبو بكرة في داره وعنده جماعة يتحدثون في العلية، إذ فتحت الريح باب الكوة، فقام أبو بكرة ليغلقها، فإذا كوة المغيرة مفتوحة، وإذا هو على صدر امرأة وبين رجليها، وهو يجامعها، فقال أبو بكرة لأصحابه: تعالوا فانظروا إلى أميركم يزني بأم جميل. فقاموا فنظروا إليه وهو يجامع تلك المرأة، فقالوا لأبي بكرة. ومن أين قلت إنها أم جميل؟ – وكان رأساهما من الجانب الآخر -. فقال: انتظروا، فلما فرغا قامت المرأة فقال أبو بكرة: هذه أم جميل. فعرفوها فيما يظنون. فلما خرج المغيرة – وقد اغتسل – ليصلي بالناس منعه أبو بكرة أن يتقدم. وكتبوا إلى عمر في ذلك، فولى عمر أبا موسى الأشعري أميرا على البصرة. وعزل المغيرة، فسار إلى البصرة فنزل البرد. فقال المغيرة: والله ما جاء أبو موسى تاجرا ولا زائرا ولا جاء إلا أميرا. ثم قدم أبو موسى على الناس وناول المغيرة كتابا من عمر هو أوجز كتاب فيه ” أما بعد فإنه بلغني نبأ عظيم فبعثت أبا موسى أميرا فسلم ما في يديك والعجل ” وكتب إلى أهل البصرة: إني قد وليت عليكم أبا موسى ليأخذ من قويكم لضعيفكم، وليقاتل بكم عدوكم، وليدفع عن دينكم وليجبي لكم فيأكم ثم ليقسمه بينكم. وأهدى المغيرة لأبي موسى جارية من مولدات الطائف تسمى عقيلة وقال: إني رضيتها لك، وكانت فارهة. وارتحل المغيرة والذين شهدوا عليه وهم أبو بكرة، ونافع بن كلدة، وزياد بن أمية، وشبل بن معبد البجلي. فلما قدموا على عمر جمع بينهم وبين المغيرة. فقال المغيرة: سئل هؤلاء الأعبد كيف رأوني؟ مستقبلهم أو مستدبرهم؟ وكيف رأوا المرأة وعرفوها، فإن كانوا مستقبلي فكيف لم يستتروا؟ أو مستدبري فكيف استحلوا النظر في منزلي على امرأتي؟ والله ما أتيت إلا امرأتي وكانت تشبهها. فبدأ عمر بأبي بكرة فشهد عليه أنه رآه بين رجلي أم جميل وهو يدخله ويخرجه كالميل في المكحلة، قال: كيف رأيتهما؟ قال: مستدبرهما. قال: فكيف استبنت رأسها قال: تحاملت. ثم دعا شبل بن معبد فشهد بمثل ذلك، فقال استقبلتهما أم استدبرتهما؟ قال: استقبلتهما. وشهد نافع بمثل شهادة أبي بكرة ولم يشهد زياد بمثل شهادتهم. قال: رأيته جالسا بين رجلي امرأة فرأيت قدمين مخضوبتين يخفقان واستين مكشوفتين، وسمعت حفزانا شديدا. قال: هل رأيت كالميل في المكحلة؟ قال: لا فهل تعرف المرأة؟ قال: لا ولكن أشبهها. قال: فتنح. وروي أن عمر كبر عند ذلك ثم أمر بالثلاثة فجلدوا الحد وهو يقرأ قوله تعالى * (فإذا لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون) * [النور: 13] فقال المغيرة: اشفني من الأعبد. قال: اسكت أسكت الله فاك، والله لو تمت الشهادة لرجمناك بأحجارك (لبداية والنهاية – ابن كثير – ج ٧ – الصفحة ٩٤)

رى أهل السنة يعدلون المغيرة ويعتمدونه في نقل السنة النبوية. وينسبون الحكم بعدالته إلى الله ” عدالة الصحابة معلومة بتعديل الله لهم حاشا لله أن يعدل الزاني الذي يأمر برجمه. ولا أدري ما هي القرابة بين الزنا والعدالة؟! اللهم متعنا بعقولنا!

هل اختار الله المغيرة ليحمل سنة نبيه إلى الناس ؟! إن الجواب بسيط وبسيط للغاية. فالله لا يختار الزناة لتبليغ دينه! ومن يزني يهون عليه الكذب على رسول الله

أحاديث المغيرة منتشرة في كتب السنن ويؤخذ بها, ومما لاشك فيه، إن الصحابة والتابعين أخذوا عن فليتفكر العقلاء

كذلك كان المغيرة بن شعبة كذّاباً ، وقد كذّبه أمير المؤمنين علي (ع) عندما حاول إدعاء كونه آخر الناس عهداً برسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ، فادّعى أنّه شارك في دفن الرسول وأنّه قام برمي خاتمه في حفرة قبره الشريف فنزل ليأخذه ليكون له لقب “آخر الناس عهداً برسول الله” ! فكذّبه الإمام علي بن أبي طالب (ع) :  (جامع بيان العلم لابن عبد البر بن عاصم القرطبي : ج2، ص155

وقد شهد بيعة الشجرة عبد االله بن أبي بن سلول والمغيرة بن شعبة وأمثالهم، وهؤلاء المتحمسون المتأثرون بالنواصب يخرجون عبد االله بن أبي من هذا العموم ولكنهم ينكرون على من يخرج المغيرة بن شعبة، وهذا تحكُّم أيضاً، فإما أن يدخلوا كل المبايعين ويجعل م مؤمنين وإما أن يبيحوا لغيرهم ما يبيحونه لأنفسهم، وعندما نقول يجب إخراج عبد االله بن أبي والمغيرة بن شعبة لا يعني هذا أننا نحكم عليهم بالنار فامرهم الى الله وانما لا ياتي احد ليحتج على فضلهما بهذه الاية الكريمة.

4 – خالد بن الوليد

ان خالد بن الوليد ادعى أن مالك بن نويرة ارتد بكلام بلغه عنه، فأنكر مالك ذلك، وقال: أنا على الإسلام ما غيرت ولا بدلت، وشهد له أبو قتادة وعبد الله بن عمر، فقدمه خالد وأمر ضرار بن الأزور الأسدي فضرب عنقه، وقبض خالد امرأته أم تميم فتزوجها

تاريخ الطبري: ٢ / ٥٠٢ , الكامل في التاريخ: ٢ / ٣

قال عبد الرحمن بن عوف: ” والله، لقد قتل خالد القوم وهم مسلمون،

وتكفي شهادة عبد الله بن عمر وعبد الرحمن بن عوف وأبو قتادة في إسلامه فهم أدرى منا بملابسات الحادثة ,ولما علم عمر بما حدث قال لأبي بكر: إن خالدا قد زنى فارجمه!! قال: ما كنت أرجمه فإنه تأول فأخطأ , ولما التقى عمر خالدا، قال له: ” قتلت امرأ مسلما ثم نزوت على امرأته، والله لأرجمنك بأحجارك، ولا يكلمه خالد بن الوليد

تاريخ الطبري: ٢ / ٥٠٤ أسد الغابة: ٤ / ٢٩٥

يقول ابن الأثير: ويدل على أنه لم يرتد، قول عمر لخالد: قتلت امرأ مسلما، وأبو قتادة يشهد انهم أذنوا وصلوا، وأبو بكر يرد السبي ويعطي دية مالك من بيت المال، فهذا جميعه يدل على أنه مسلم!! فرحمه الله تعالى

أسد الغابة: ٤ / ٢٩٥  إن هذا المنطق سيؤدي بنا إلى إباحة كل الجرائم والمحرمات لمن يرتكبها ونباركها له، ونعطي لمن يفعلها.

؟!! أتى أسامة بن زيد ليشفع في امرأة مخزومية سرقت فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (أتشفع في حد من حدود الله) ثم قام فخطب، قال: (يا أيها الناس إنما ضل من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق الشريف تركوه وإذا سرق الضعيف فيهم أقاموا عليه الحد، وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها كما جاء في صحيح البخاري حاشا لله  أن يختار الزناة وقتلة الأبرياء لحمل سنة نبيه ص

حديث أبي سعيد الخدري في تخاصم خالد بن الوليد وعبد الرحمن بن عوف وهو قول النبي “صلى االله عليه وآله وسلم”: (لا تسبوا أحداً من أصحابي فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهباً ما أدرك م ، والحديث مشهور بلفظ تسبوا أصحابي..)، وهو يخاطب خالد بن الوليد عندما تخاصم مع عبد الرحمن بن عوف، في قضية بني جذيمة (بعد فتح مكة)، وهذا دليل واضح على إخراج النبي “صلى االله عليه وآله وسلم” لخالد بن الوليد وطبقته من الصحبة الشرعية فضلاً عن من بعدهم لأكثر من دلالة (صحيح مسلم , فضائل الصحابة ):

الدلالة الثانية:ان خالد اقر بهذا ولم يقل (يا رسول االله: أولست من أصحابك؟) لأن خالداً يعرف الفرق بين الصحبة الشرعية التي قام عليها الإسلام وبين الصحبة العامة أو اللاحقة ا (التابعين) من الناحية الشرعية

الدلالة الثالثة: أن قصة الحديث وقعت بعد فتح مكة، وبعد أن صحب خالد بن الوليد النبي “صلى االله عليه وآله وسلم” مدة من الزمن (ثمانية أشهر تقريباً) ، لكن لم تشفع له في الحصول على فضيلة (الصحبة الشرعية)، فكيف بمن بعده؟ إذن فالمسلمون بعد فتح الحديبية لا يدخلون في الصحبة الشرعية وإنما يدخلون في الصحبة العامة التي هي الاتباع ويطلق على أصحا تسميتهم (صحابة) لكن صحبة عامة لا شرعية

عندما أقول: ليسوا صحابة، أقصد نفي الصحبة الشرعية فقط لا الصحبة العامة التي يدخل فيها المنافقون

5 – الوليد بن عقبه

كان شاعرا سكّيرا معروفا بالمجون واللهو ، فكان يشرب الخمر مع ندمائه ومغنّياته من أوّل الليل إلى الصباح وفي عهد عثمان بن عفّان – وهو أخوه لأمّه – أبقاه عليها ، ثمّ ولّاه الكوفة بعد سعد بن أبي  وقّاص يقال : إنّه أسلم يوم فتح مكّة سنة 8 هـ

لمّا بايع المسلمون الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام للخلافة امتنع هو وسعيد بن العاص ومروان بن الحكم عن البيعة ، وكان مشاكسا ومعاديا للإمام عليه السّلام ؛ لأنّ الإمام عليه السّلام قتل أباه المشرك في يوم بدر, هذا صحابي محكوم بعدالته عند أهل السنة ومعتمد عليه في نقل الشريعة

قال تعالى: (أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون * أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نزلا بما كانوا يعملون * وأما الذين فسقوا فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون))

المؤمن في هذه الآية هو علي بن أبي طالب (ع)

والفاسق الذي حكم الله عليه بالنار هو الوليد بن عقبة الكشاف، الزمخشري: ٣ / ٢٤٥ وبالرغم من أن الله حكم عليه بالنار لفسقه فإن أهل السنة بشروه بالجنة وحكموا بعدالته وقد أكد الله على فسقه بقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين قال ابن عبد البر: ” لا خلاف بين أهل العلم بتأويل القرآن فيما علمت أن قوله (٤): (إن جاءكم فاسق بنبأ) نزلت في الوليد (تفسير ابن كثير: ٤ / ٢٠٨) ) !!

وكان الوليد يشرب الخمر. يروى أنه صلى بأهل الكوفة صلاة الصبح أربع ركعات، ثم قاء بالمحراب، ثم سلم وقال: هل أزيدكم؟ فقال له ابن مسعود (رضي الله عنه) لا زادك

وقد شهد الشهود لدى عثمان بأنه سكر، لكن عثمان توعد الشهود وتهددهم! ولما سمعت عائشة بذلك نادت: إن عثمان أبطل الحدود! وتوعد الشهود. ونفذ عثمان الحد، لكن للأسف كان بصورة معكوسة، فقد قام بضرب بعض الشهود!! فجاءه علي فقال عطلت الحدود، وضربت قوما شهدوا على أخيك، فقلبت الحكم  أهل السنة مع علمهم بحال الوليد وفسقه قد جعلوه جسرا يربطهم بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم)؟!!

هل يعقل: ان الله اختار الوليد ليحمل رسالة الإسلام ويبلغها للناس؟! هل يختاره الله وقد نعته بالفسق في آيتين وتوعده بالنار؟! هل يختار الله من يكذب على رسوله؟! هل يختار الله من يشرب الخمر ويقئ في المحراب؟! من قال بالإيجاب فلا كلام لنا معه

6- الاشعث بن قيس

الاشعث بن قيس الكندي راس المنافقين اسلم في عهد النبي (صلى) ثم ارتد بعد وفاته فعفى عنه الخليفة الاول وزوجه اخته ام فروه … لعب الاشعث دورا في تمرير مؤامرة التحكيم وكان سببا لنشوء فرقة الخوارج وكان له ضلع في قتل مولانا أمير المؤمنين (ع) وابنته جعدة بن الاشعث سمّت الإمام الحسـن (ع)  

ابناه محمّـد وقيس شاركا في قتل سيّدنا مسلم بن عقيل ومولانا سـيّد الشهداء الإمام الحسـين (ع)

اما اخت الاشعث قتيلية … فقد روي أنّ النبيّ صَلَّى توفّي وقد ملك امرأة من كندة يقال لها: قتُيلة فارتدّت مع قومها عن الاسلام فتزوّجها بعد ذلك عِكْرِمة بن أبي جهل.

هلك الأشعث بن قيس بالموت على الفراش سنة 40 للهجرة بعد استشهاد الامام علي (ع) باربعين يوما , وهلك ولده محمد بدعاء الامام الحسين (ع) يوم عاشورا فقد روي أنّ الحسين (ع) دعا : (( اللّهم إنّا أهل بيت نبيّك , و ذرّيته وقرابته ، فاقصم مَن ظلمنا وغصبنا حقّنا ، إنّك سميع قريب ))  فقال محمّد بن الأشعث : و أيُّ قرابة بينك وبين محمد ؟ فقرأ الحسين (ع) : ( إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَ نُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَ آلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ  ثمّ قال (ع) : (( اللّهم أرني فيه في هذا اليوم ذلاً عاجلاً )) فبرز محمد ابن الأشعث إلى الحاجة ، فلسعته عقرب في ذكره , فسقط وهو يستغيث ويتقلّب على حدثه.

اما اخوه قيس فقد قتل من قبل المختار الثقفي بحادثة نوجز تفاصيلها فقد روي إنّ قيسا بن الأشعث أنف من أن يأتي البصرة فيشمت به أهلها ، فانصرف إلى الكوفة مستجيراً بعبد الله بن كامل ، وكان من أخص الناس عند المختار , فأقبل عبد الله إلى المختار فقال : أيُّها الأمير ، إنّ قيس بن الأشعث قد استجار بي وأجرته ، فأنفذ جواري إيّاه .

فسكت عنه المختار مليّاً ، وشغله بالحديث ، ثمَّ قال : أرني خاتمك .فناوله إيّاه ، فجعله في إصبعه طويلاً , ثمَّ دعا أبا عمرة فدفع إليه الخاتم ، وقال له سرّاً : انطلق إلى امرأة عبد الله بن كامل فقل لها : هذا خاتم بعلك علامة لتدخليني إلى قيس بن الأشعث ؛ فإني اُريد مناظرته في بعض الاُمور التي فيها خلاصه من المختار .

فأدخلته إليه , فانتضى سيفه فضرب عنقه , وأخذ رأسه فأتى به المختار ، فألقاه بين يديه , فقال المختار : هذا سلب بقَطِيفَةُ الحسين (ع) ؛ وذلك أن قيس بن الأشعث سلب قطيفة كانت للحسين (ع) حين قُتل  فكان يسمى قيس قطيفة

7 سمره بن جندب

ولي زياد حين شخص من البصرة إلى الكوفة سمرة بن جندب  حدثني : إسحاق بن ادريس ، قالحدثني : محمد بن سليم ، قال : سألت أنس بن سيرين هل كان سمرة قتل أحدا ، قال : وهل يحصى من قتل سمرة بن جندب استخلفه زياد على البصرة وأتى الكوفة فجاء وقد قتل ثمانية الآف من الناس ، فقال له : هل تخاف أن تكون قد قتلت أحدا بريئا ، قال : لو قتلت اليهم مثلهم ما خشيت

حدثني عمر ، قال : حدثني : موسى بن اسماعيل ، قال : حدثنا : نوح بن قيس ، عن أشعث الحداني ، عن أبي سوار العدوى ، قال : قتل سمرة من قومي في غداة سبعة وأربعين رجلا قد جمع القرآن

(الطبري ج5 ص237)

وجاء رجل إلى سمرة فأدي زكاة ماله ، ثم دخل المسجد فصلي ، فأمر سمرة بقتله ، فقتل ، فمر به أبو بكرة ، فقال : يقول الله تعالى : { قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى @ وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فصلى } بن الأثير – الكامل في التاريخ ج3 ص89

حدثني عباس بن هشام الكلبي ، عن أبيه ، عن عوانة وغيره ، قالوا : لما جمع معاوية لزياد الكوفة والبصرة في سنة خمسين ، كان يخلف سمرة بن جندب الفزاري حليف الأنصار بالبصرة إذا خرج إلى الكوفة ، ويخلفه بالكوفة إذا خرج إلى البصرة عمرو بن حريث ، وكان يقيم بالبصرة ستة أشهر وبالكوفة ستة أشهر ، وكان سمرة يحدث أحداثا عظيمة من قتل الناس وظلمهم ، أعطى رجل زكاة ماله ثم صلى رَكعتين فأمر به سمرة فقتل ، فقال أبو بكرة : ما شأن هذا فأخبروه ، فقال : قتله سمرة عند أحسن عمله فاشهدوا أنه مني وأنا منه  ثم قال لسمرة : ويلك لم قتلت رجلا عند أحسن عمله ، فقال: هذا عمل أخيك زياد هو يأمرني بهذا ، فقال : أنت وأخي في النار ، أنت وأخي في النار وتلا أبو بكرة قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى @ وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى ( الأعلى : 14 – 15 } ويزعمون أن زيادا نهاه بعد ذلك عن القتل (البلاذي انساب الاشراف ج5 ص 210)

وعن أبي يونس ، قال : كنت تاجرا بالمدينة فإذا قدمت المدينة سألني أبو هريرة عن سمرة بن جندب ، وإذا قدمت البصرة سألني سمرة عن أبي هريرة ، فقال أبو هريرة : كنا سبعة في بيت فدخل علينا رسول الله (ص) ، فقال : آخركم موتا في النار ، فلم يبق إلا أنا وسمرة ، قلت : لعله أراد نار الدنيا فان سمرة مات كذلك ، والله أعلم ، رواه الطبراني في الأوسط ، وفيه علي بن زيد بن جدعان وقد وثق وفيه ضعف ، وبقية رجاله رجال الصحيح (الهيثمي مجمع  الزوائد ج8 ص290)

الخلاصة

ذهب البعض إلى عدالة جميع الصحابة إلى حين وقوع الاختلاف والفتن فيما بينهم ، فلا بدَّ من البحث في العدالة عن الصحابي إذا لم يكن ظاهر العدالة ، وذهب المعتزلة إلى عدالة الجميع باستثناء من قاتل الإمام عليّ بن أبي طالب ع فهو فاسق مردود الشهادة

وغيره هل يعقل: ان الله اختار الوليد والمغيرة ليحمل رسائله ويبلغها للناس؟! هل يختاره الله من نعته بالفسق في آيتين وتوعده بالنار؟! هل يختار الله من يكذب على رسوله؟! هل يختار الله من يشرب الخمر ويقئ في المحراب؟!

فالسنة التي تركهم عليها الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، واضحة لا مجال للاجتهاد فيها، ولكن الصحابة لم يلتزموا بالسنة التي تركهم عليها النبي، بل غيروها.

فالصحابة إذن ليسوا من أتباع النص، إذ لم يكونوا يسلمون له، خلافا لما يطبل له السلفية، فقول أهل السنة: نحن نتبع الكتاب والسنة ولا نخرج عن ظواهرهما، تبعا للسلف الصالح، قول خاطئ، فالسلف الصالح كانوا يخرجون على ظواهر النصوص دون دليل. ولذلك، يصدق القول على السلفية بأنهم أهل التأويل والاجتهاد، تبعا للسلف الصالح لا أهل الكتاب والسنة، فأهل الكتاب والسنة لا يقدمون عليهما أقوال غيرهما، والسلفية قدموا قول الصحابة على قول الله ورسوله،!

لقد خلق الله الإنسان واختبره في هذه الدنيا. وجعل الدنيا دار ابتلاء قال تعالى: (ونحن إذا قلنا إن كل صحابة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في الجنة، وإذا باركنا لهم أعمالهم الخاطئة، وجعلنا لهم أجرا عليها، فقد خرجنا عن قانون الله وسنته في خلقه. فالصحابة يوزنون بتقواهم وليس بصحبتهم! قال تعالى: (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) ولم يقل أصحبكم. والعاقبة بحسنها وسوئها هي التي تحدد مصير الإنسان وليس الصحبة ولا الصداقة ولا البنوة… فالأعمال بخواتيمها

لرضا، فهذا الرضا عنهم مشروط على الاستقامة والوفاء بالبيعة. فحين قال الله تعالى: (إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم) عقب بقوله: (فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما) وهذا يدل على أن هناك من سوف ينكث بيعته، فالله يرضى عن عبده ويغضب عليه: حسب عمله، والصحابة لا يخرجون من هذا القانون

لقد خلق الله الإنسان واختبره في هذه الدنيا وجعل الدنيا دار ابتلاء قال تعالى الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا) ونحن إذا قلنا إن كل صحابة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في الجنة، وإذا باركنا لهم أعمالهم الخاطئة، وجعلنا لهم أجرا عليها، فقد خرجنا عن قانون الله وسنته في خلقه. بتقواهم وليس بصحبتهم! قال تعالى: (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) ولم يقل أصحبكم بخواتيمها فالأعمال

حين قلنا يجب أن يقام الحد على الزناة منهم كخالد والمغيرة، لم نأت بهذا الحكم من بنات أذهاننا، بل الله قال ذلك في كتابه والرسول طبق الحكم، فرجم ماعز الأسلمي والمرأة الغامديةوحين تجنبنا

فهل يعقل ان الامام على الذي هو لسان الرسول منذ صغره وكان ملاصقا له على مدى 23 سنه لم يصلنا منه منه سوى 423 حديثا؟ اتفق البخاري ومسلم على 20 حديثاً منها، وان اما فاطمة الزهراء (ع) التي عاشت مع أبيها ما يقرب من 18 عاما، وكان رسول الله (ص) إذا قدم من غزو أو سفر بدء بالمسجد، فصلى فيه ركعتين، ثم يأتي فاطمة، ثم يأتي أزواجه انظر(الاستيعاب ٤ / ١٨٩٥ومستدرك الحاكم ٣ / ١٥٥ إن ما روي عنها (18) حديثا صح منها حديثان فقط لا غير, كيف يعقل هذا؟ مقارنة بروايات ابو هريرة  5373حديثا والتي لم يصحب النبي ص سوى سنتان وروايات عبد الله بن عمر2630 حديثا والاحاديث المنقولة عن السيدة عائشة 2210 حديثا!!

فعقلا لا يمكن اخذ الدين من الزاني والقاتل وشارب الخمر , النماذج الذين ذكرتهم في الدراسة والذي يعتبرهم البعض الطبقة الاولى من الصحابة ..

أحدث المقالات

أحدث المقالات