29 ديسمبر، 2024 7:07 م

قديما حينما كان العبور بين الدول بلا حدود … كان كل انتماء الانسان الى مسقط رأسه ومربع ايامه وهو يكبر،،، حتى اذا ما مضت به الايام واشتد ساعده، بدأ بالبحث عن مكان اخر يستوطنه،، الا اللهم المزارعين والفلاحين فارتباطهم مرهون برزقهم مرهون بارضهم … البقية الباقية كانت لا تعرف مستقرا …. سقطت امم وجاءت امم واستمرت الحياة تسير وفق هذه النظرة … وطنك حيث توطن نفسك وتعيش بكرامتك وترتاح لانسانك … علت اقوام ونزلت اقوام …جاءت دولة الاسلام …واستمر نفس المفهوم في عقول الناس … ليس هناك دول ولا حدود …كل ما يمنعك من التنقل هو اللغة والعمل … استمرت الحياة … كانت هناك جوازات سفر عربية بالمناسبة وربما في دول اخرى لا اعلم حقيقة وكان الغرض منها معرفة معلومات عن المسافر من هو من اين جاء اين يقصد … علت اقوام ونزلت اخرى … انتهت الدولة العثمانية … رسمت الحدود صارت دول وجوازات سفر … صارت لنا اوطان يحاصرها محبس ممتد على طول ارضها اسمه حدود …صارت دولنا اوطانا … صرت مواطنين … صرنا نعتاش على المواطنة صرنا ناكل ونشرب وطنية صرنا نصبح ونمسي على الوطنية صرنا نحب ونكره لاجل الوطنية صرنا نعشق كل انتماء للوطن … لكن الحقيقة التي ننكرها هي هل هناك حقا شئ اسمه وطن ؟؟ ام هي كذبة اخترعها احدهم وصدقناها ؟؟ كذبة اراد بها تقييد حرية الانسان حرية الفكر والرأي والحركة والترحل والسفر والتنقل وحصر الموارد بيد ناس محدودين يعتصرون اوطاننا رحيقا لينسكب خالصا في جيب ذلك المخترع الكاذب …. احساس المواطنة حصرا ينشأ عند شعورنا بان هنام خطرا محدقا في نطاق المكان الذي نعيش فيه،،،، عدا ذلك ..قل لي ما هو الوطن ؟!
تحضرني دوما مقولة ترن في مسمع فكري قالها الامام علي (ع) «ليس بلد أحق بك من بلد، خير البلاد ما حملك» …. عسى ان تجدوا يوما شعورا صادقا بالانتماء للمكان الذي تعيشون فيه، ليس فيه كذبة اسمها وطن! مكان يحترم انسانكم وقيمتكم، حينها اسموه ما شئتم!؟!