اثارني بيان جامعة الدول العربية ،بعد انتهاء اجتماع وزراء الخارجية العرب حول التدخل التركي في العراق ، والقاضي بإبلاغ تركيا بالانسحاب فورا من الاراضي العراقي ،وهو اجراء في منتهى الجرأة والحمية كنا ننتظره ، وكلنا ضد التدخل تركيا في العراق (بالرغم من التدخل حصل بموافقة وطلب حكومة بغداد)،ولكن ألا يحق لنا ان نسأل امينها العام ،وماذا عن التدخل الايراني وقيادة قاسم سليماني لمعارك مع تنظيم داعش في محافظات عراقية ،وماذا عن تصريحات قادة ايرانيون عن الغاء الحدود بين ايران وسوريا والعراق واندماجها مع طهران وماذا عن اعلان بغداد عاصمة الامبراطورية الفارسية ، وماذا عن حربنا في العراق وسوريا ضد قتلة الحسين ، ألا تستفز هذه التصريحات امين الجامعة العتيد اذا كانت عنده (نخوة عربية ) ، وماذا يفسر امين الجامعة نبيل الغير عربي وجود الحرس الثوري وفيلق القدس الايراني في العراق وأعداد القتلى من القادة الايرانيين من حرسها الثوري في سامراء والانبار وحزام بغداد وديالى دليل على ذلك، وماذا عن احتلال ايران لحقول الفكه وأراض عراقية اخرى فيها حقول نفط وماذا عن اجتياح نصف مليون حرس ثوري ايراني بدون تأشيرة دخول للعراق بحجة ألزيارة وماذا عن دخول 150 الف افغاني دون تأشيرة للعراق من الاراضي الايرانية وترفض ايران اعادتهم لها،وانضمامهم الى الحشد الشعبي في القتال ، ولماذا نخوته وغيرته انتفضت عند دخول فوج من الجندرمة التركي مع مدربين عسكريين الى معسكر في اطراف الموصل ،وبعلم حكومة بغداد وموافقتها ، ووزير الدفاع زار المعسكر قبل انفجار الازمة بايام والتقى بالمدربين العسكريين الاتراك في المعسكر واثنى على جهودهم ، ولكن ما لم يقله( اللامين ) في الجامعة العربية ، ان الموقف هذا جاء من موقف مصر والرئيس السيسي من تركيا واردوغان شخصيا / لان تركيا تدعم الاخوان المسلمين ،وهو موقف شخصي لا موقف قومي من الجامعة العربية وأمينها ضد اردوغان وتركيا ، اي القضية ثارات وليس حرص على الاراضي العراقية كما يزعم ، ثم هذا الموقف المخزي والمشين للجامعة العربية يتناغم ويغازل ايران وحكومتها في العراق ، فالتدخل التركي اكذوبة اثبتتها الوقائع على الارض وتم تسوية عملية الانسحاب خارج حدود الموصل ، ولكن هذا لم شف غليل نبيل العربي وعملاء ايران في العراق وفي مقدمة هؤلاء الامعات وزير الخارجية ابراهيم الجعفري الذي يغض الطرف عن جرائم الميليشيات الايرانية وتصريحات قادة ايران المدنيين منهم والعسكريين ضد العراق وسيادته ، وهذا ايضا يتناغم مع الموقف الروسي المشبوه والكيدي ضد تركيا ،
ونحن هنا لا ندافع عن تركيا ولا عن اردوغان ولكن نضع الاحداث والمواقف في سياقها الصحيح بعيدا عن التضليل والدجل والخنوع وخيانة الامانة لصالح ايران،فالموقف الايراني واضح يتطابق مع موقف روسيا المعادي لتركيا ، والطرفان يريدان جر تركيا وإيران الى حلبة الصراع ،بتأجيج صراعات داخلية وتفجير الاوضاع الداخلية التركية فمرة بالتفجيرات ،ومرة بدعم حزب العمال الكردستاني ايرانيا ، مع دعم روسي لا محدود للمعارضة الكردية في تركيا حزب الشعوب (ديميرطاش)، حتى ان تصريح ديمريطاش اثار رئيس وزراء تركيا السيد داود اوغلوا حينما وصف تصريحاته التي ادان فيها تركيا(وطنه )بإسقاط الطائرة الروسية،بأنها (خيانة عظمى ) حول سقوط الطائرة الروسية من قبل الطيران التركي ،اذن ما نريد قوله هنا بشأن تركيا هو ان هناك سيناريو معادي لها يراد منه النيل منها وإدخالها في حرب قومية وعرقية وإشعال حرب اهلية فيها ،ويقف وراء هذا السيناريو بقوة بوتين-وخامنئي-وبشار الاسد-وحيدر ألعبادي اي التحالف الرباعي ،التي من اهدافه تفجير الاوضاع في المنطقة وإدخالها في اتون حرب طائفية داخلية وخارجية ، تمهيدا لتقسيمها ، وآخر تصريح للمستشار خامنئي علي اكبر ولايتي حين قال (ان حربنا في سوريا والعراق هي حرب ضد قتلة الحسين)، هكذا تنظر ايران وحليفتها روسيا الى الحرب على الارهاب ، انها حرب طائفية بامتياز او هكذا تريدها، وما ادخال تركيا الى الحرب واستفزازها وإجبارها على الدفاع عن نفسها هو نوع من اعلان الحرب عليها، وشاهدنا الهبة التي قام بها امعات خامنئي في سلطة بغداد وأحزابها كيف كشرت انيابها على تركيا ،في حين تصمت صمت القبور عن تدخلات ايران وجرائم ميليشياتها في العراق واعتراف مقتدى الصدر حول جرائم الميليشيات في العراق شهادة للتاريخ وإدانة لسلطة وحكومة وأحزاب ايران في العراق ، وما اكذوبة التدخل التركي الا فرية الهدف منها التصعيد الاعلامي وتشويه الدور التركي في العراق ، لأهداف سياسية مفضوحة ولإرضاء اسيادهم في طهران وموسكو ، هذه هي الحقيقة من وراء التدخل التركي المزعوم في العراق ، ويبقى رأينا ثابتا ان اي تدخل في شؤون العراق مرفوض تماما ، إلا عندما يكون التدخل ايجابيا ، وهذا ما كان وراء التدخل التركي الاخير ، اذن موقف نبيل العربي امين عام الجامعة العربية مبني على (اهداف شخصية مبيتة) وأغراض سياسية مشبوهة لا اساس لها في الواقع ، ما نريد ان يعرفه الاخرون ،ان الجامعة العربية فقدت شرعيتها ووجودها ألرمزي لأنها غضت النظر عن معاناة العراقيين وجرائم ايران في كل من سوريا والعراق وتدخلاتها في اليمن ،حيث لم نسمع ولا تصريحا خجولا يدين ايران وتدخلاتها في الدول العربية ، وهذا يؤكد ما ذهبنا اليه ،ان امين الجامعة العربية لم يعد (امينا) على قضايا الامة المصيرية وتطلعات ابنائها ، بل انحاز الى اعداء الامة العربية ووقف مع أعدائها وهذا يعد (خيانة عظمى) ،لدولة مؤسسة لجامعة الدول العربية وعضوا فاعلا فيها منذ تأسيسها ، نطالب الجماهير العربية ان تدين وتطالب الحكام العرب الذي يمتلكون نخوة عربية ان يتحركوا لإقالة نبيل العربي لأنه اصبح في خانة اعداء الامة وليس صوتها العربي الذي كنا ننتظره، وهذه المواقف المخزية لم تكن مع العراق فقط فقد تخلى عن دوره القومي في فلسطين واليمن ولبنان والعراق وسوريا وليبيا ،وإدانة الغزو والتدخلات فيها ،مما يؤكد على دوره المشبوه من القضايا القومية ، وما التصعيد الغير مبرر والمداهن والخانع للنظام الايراني ضد تركيا التي كانت وما زالت صوتا اسلاميا عاليا لدعم القضايا العربية والإسلامية ، وموقفها الرافض لغزو العراق وفتح قاعدة انجرليك الامريكية اثناء الغزو والاحتلال ، وغيرها من الموقف الرائعة ، وآخرها استقبالها ملايين النازحين العراقيين والسوريين ،في حين رفضت وترفض كل الدول العربية استقبال اي عراقي او سوري يأتيه نازحا او مهاجرا او مسافرا ، ما يحاك ضد اردوغان هو مخطط روسي-ايراني-سوري واضح الاهداف والنوايا الخبيثة والمشبوهة، لتحقيق اهداف ومصالح استراتيجية لها في المنطقة ، وقد نجحت في ايران وروسيا من ادخال نبيل العربي في مشروعها العدواني ضد تركيا ، ولهذا كان بيان الجامعة العربية مباشرا وصادما (حين طالبت تركيا بالانسحاب الفوري من العراق)، علما ان تركيا لها موقفها الشجاع الذي اذل بوتين وتحالفه المشبوه مع ايران ، قبل وبعد اسقاط الطائرة الروسية ،اما بيان الجامعة العربية وكلام نبيل المغربية لا قيمة له اطلاقا ولا صدى له في تركيا ، وعبارة عن صراخ متأخر ، وواقع الحال وعلى لسان اردوغان يقول لها (ولنبيلها العربي ) هذا البين (انقعه واشرب ماءه)، لان الدول لا تبني مواقفها الخارجية على بيان هزيل لا يمثل الجماهير العربية والإسلامية وإنما يمثل الارادة الايرانية –الروسية ، ولا يدخل في مصلحة العراق الذي ينظر الى تركيا كجارة اسلامية ليس لها مصالح وأهداف في العراق ،كما هو الحال مع ايران ومشروعها الديني التوسعي الصفوي وتمدده ألإقليمي وإذا لاحظتم ان كل الذي اعترضوا على التدخل التركي في العراق هم من عملاء ايران وأحزابها وقادة ميليشياتها وحوزاتها ومرجعياتها الايرانية ، في حين رحبت اطراف اخرى مشاركة في العملية السياسية وخارجها وجماهير الموصل بالتدخل التركي لتحرير ألموصل التي سلمته حكومة المالكي وجيشه الجبان لداعش، وتجاهلت تحريرها حكومة العبادي وأحزابها، وقطعت ارزاق اهلها منذ اشهر لتمارس عملية تجويع وإذلال ضد اهل الموصل ….