29 ديسمبر، 2024 8:52 ص

كذبة استفتاء واستقلال كردستان والدعاية الانتخابية

كذبة استفتاء واستقلال كردستان والدعاية الانتخابية

كثر الحديث هذه الايام عن اجراء الاستفتاء على الاستقلال في مناطق اقليم كردستان ,وقد خصصت مساحات واسعة على المستوى الخبري والصحفي حتى وصل الامر بالبعض الى اعتبار ان الامر حسم وان اعلان الدولة الكردية الحلم اصبح يحتاج فقط الى ساعة اعلانه ,واخرين بدؤوا منذ الان بترتيب اوضاعهم لعقد اتفاقات مع الدولة الكردية المزعومة وان خياراتهم تصب في هذا الجانب ,اما في كردستان المحتلة من سياسيي الفتنة والعنصرية فان الدنيا قامت ولم تقعد الكل يبدي رايه ويساند ويساعد على ضوء الصورة السوداء التي رسمتها قيادة الاقليم عن العرب والعراق طيلة فترة حكمهم الممتدة منذ عام 1992 ولحد الان حيث اشاعوا مفاهيما غريبة عجيبة عن علاقة مكونات الشعب العراقي مع الاكراد ,هذا كله يجري والحكومة في نوم وسبات عميق لاتقوى حتى على النهوض لمواجهة هذه المؤامرة المشينة بحق العراق وتاريخه المجيد ,والغريب ان قنوات تلفزيونية محلية وعالمية تعرض هذه الفئة الكردية السياسية وهم يتبجحون بما سيحصل بعد الاستفتاء ولايطرحون اي فكر سوى الاصرارا بحسب زعيمهم البارزاني على الاستقلال والانفصال حتى انهم يكثرون القول عن مفردة دولة العراق الجارة وكأنهم انفصلوا واستقلوا فعلا .

مااود قوله ومناقشته هنا هو امران الاول متمثل بالغطاء القانوني للاستفتاء والاستقلال وهذا مفقود لان الدستور الذي شرع عام 2005 وكان الاكراد جزءا فاعلا فيه يقول من حق الاقاليم العيش تحت مظلة الحكومة الفدرالية الاتحادية , ومن حق اي منطقة تشعر بظلم يقع عليها ان تطلب الانفصال بالاتفاق مع الحكومة المركزية وليس بقرارات فردية كما يفعل البارزاني الذي لم    ياخذ السياقات الادبية في التعامل مع الحكومة الاتحادية في بغداد ولايحترم سلطاتها ,كذلك ان الغطاء الزمني غير ممنوح للاقليم لانه يحتاج لفترة طويلة للعمل بموجب هذه الفقرة وتعتمد طول الفترة على تهيئة الاجواء الملائمة لطلب الاستقلال ونحن الان في ظرف عصيب حرب مع الارهاب شديدة جدا ووضع اقتصادي لايسمح لنا بالتحرك لاجراء هذه الخطوة ,ايضا هناك العائق الاقليمي الذي لايسمح لان تكون في العراق دولة كردية باي شكل من الاشكال لان هذا الامر سيحرك الاكراد في تلك الدول على المطالبة بامر مماثل مما يتسبب بمشاكل اقتصادية وامنية كبيرة ,الامر الاخر وهو هل هناك حدود معروفة يمكن مناقشتها مع قيادة الاقليم التي يوميا تدعي حدودا جديدة واستغلت ظرف الحرب مع الارهاب وسيطرة على مناطق خارج مساحتها واعتبرتها عنوة وبلا اخلاق لها وضمن دولتها المفترضة ,اذن لابد ان تكون هناك اراضي يناقش وضعها ضمن العراق الموحد ثم يقرر اذا تبعت للاقليم ام لا وليس عنوة وبالقوة التي يتحدث بها ابن صدام مسعود البرزاني وجوقته . لقد مللنا من صراخ القيادة الكردية التي تستغل اي ظرف ومشكلة يمر بها العراق لتطالب بمزايا ومصالح جديدة لها تحاول بها كسر ظهر العراق واليوم نقولها بصراحة وبلا مجاملة لان الامر زاد عن حده مع انفصاليي كردستان الوقحين انه لابد ان يوضع لهم حد على استهتارهم بالعراق واهله وان يلجموا على افواههم وان يحاسبوا على ارصدتهم  الخارجة عن المعقول والتي هي من خزينة العراق وشعبه وان لايسمح لهم وحسب تشريع القانون ان يتكلموا عن العراق بهذه اللغة الوقحة وان عليهم احترام سيادة البلد الذي آواهم بعد تشريدهم وحماهم عندما كانوا ضعفاء وان تتخذ الاجراءات اللازمة على كل من يتعامل معهم على اساس انهم دولة مفترضة ,اخيرا اود الاشارة ان هذه الخطوات التصعيدية والتي يستخدمها بعض السياسيين وبضمنهم الاكراد تاتي قبل موعد الانتخابات بقليل والسبب جلي وهو كسب تعاطف الناس معهم للاستفادة من اصواتهم في الانتخابات والضحك عليهم من جديد اذكر كلامي وانا متاكد ان هناك اكثر من خمسين بالمئة مع رايي وان هناك انتهازيين سيعلقون ويعترضون لانهم اصلا فاقدي للغيرة والعقل  والتفكير .