23 ديسمبر، 2024 9:28 ص

كذبة أمريكية اسمها جنيف – 2

كذبة أمريكية اسمها جنيف – 2

تجري التحضيرات الأمريكية لعقد مؤتمر تصالحي لحل الأزمة السورية في جنيف بين المعارضة والحكومة السورية ،وقد جندت ادارة اوباما حكومات ودولا لإنجاح هذا المؤتمر الذي يعد مؤتمرا مصيريا لإدارة اوباما لإنجاح مخططها في الشرق الأوسط ،وتحقيق أهداف إيران في المنطقة في إطلاق يدها في الهيمنة والتوسع ومد  التشيع ألصفوي الديني ،بعد ضمان هدفين أساسيين استراتيجيين في الشرق الأوسط وهما تدفق النفط وضمان امن إسرائيل الى الأبد، وتصريحات ملالي طهران مؤخرا حيث اخذوا يتحدثون عن السلام مع إسرائيل ،بعد أن كان الرئيس الإيراني المهزوم احمدي نجاد الذي كان يقول سنمسح إسرائيل من الوجود، وغيرها من التصريحات النارية الفارغة التضليلية الخادعة لحكام وملالي طهران، صرنا الآن نسمع  منهم تصريحات مثل  (ضمان السلام مع إسرائيل)،ماذا يعني هذا يعني أن ادارة اوباما خضعت وركعت أمام إيران في سوريا واستطاعت إيران أن تحتوي السياسة الأمريكية في المنطقة من خلال تخادم للمصالح  وعقد صفقات على حساب العرب والمنطقة ،لذلك نرى التقارب السريع بين أمريكا –إيران  تحقق بين ليلة وضحاها(كأن لم يكن بين الحجون الى الصفا …….أنيس ولم يسمر بمكة سامر ؟) هكذا بدون مقدمات تستقتل ادارة اوباما على إشراك إيران في مؤتمر ليست لها فيه لا ناقة ولاجمل فما دخل إيران في الأزمة بين المعارضة السورية والنظام السوري ،لو لم يكن هناك صفقة أمريكية إيرانية ضحيتها المعارضة والنظام معا ،بمعنى الضحية هم العرب ،والدليل أن ادارة اوباما الآن أدخلت على الخط الأمريكي دويلة قطر، وأعطت لها دورا ملفتا في المنطقة من التأثير السلبي على مستقبلها، مثل وقوفها مع مرسي ضد السيسي ،وجندت قناة الجزيرة لإضعاف ثورة مصر والجيش المصري  انتصارا لمرسي والأخوان المسلمين،والحال مع تونس وليبيا ،اذن مؤتمر جنيف لم يكن هدفه اصلاح ذات البين بين متحاربين ،وانما له ادهدافا اخرى هي  لانهاء الملف النووي الايراني بما يتلائم مع اهدافه الحقيقيه وهي ارهاب وتخويف العرب وجعلهم تحت رحمة حكام طهران الى مستقبل غير منظور وهيمنتها على المنطقة عسكريا ودينيا واقتصاديا وإعلاميا ،مقابل النفط العربي وتدفقه الى الغرب وأمريكا بأبخس الأثمان مع إقامة سلام دائم لإسرائيل  وعدم تهديها مستقبلا من قبل إيران ،ودليلنا على أن مؤتمر جنيف2 أكذوبة أمريكية –إيرانية بامتياز هو ،التوتر والتجاهل للدور السعودي بوصفها المحور العربي الهام الذي يمثل العرب ،والرد السعودي وصفعته لإدارة اوباما والغرب برفض عضوية مجلس الأمن ،وهذا التغيير بموقف ادارة اوباما للسعودية كان استرضاءا لحكام وملالي طهران بصفقة سياسية لتقاسم النفوذ في المنطقة ،وبهذا السياق نفسه أرسلت ادارة اوباما لمقابلة نوري المالكي رئيس وزراء سلطة العراق لإبلاغه التوجهات الأمريكية الجديدة في المنطقة والأزمة السورية ،وهنا ومن حقنا أن نسأل لماذا رفضت المعارضة السورية بكل فصائلها حضور مؤتمر جنيف2 ،لو لم تكشف حجم المؤتمرة الأمريكية –الإيرانية على مستقبل الثورة السورية وتأجيل إسقاط نظام الأسد الدموي ،فهي لا تريد أن تنتصر الثورة السورية ولا تريد إسقاط الأسد وإنما إضعاف الأطراف كلها بوقت واحد وابتزاز الجميع لتحقيق أهدافها بلا قتال ولا حرب مع احد خوفا من السيناريو العراق كما صرح اوباما نفسه عندما قال لا نريد تكرار السيناريو العراقي في سوريا ،إذن مؤتمر جنيف هو فخ أمريكي –إيراني للمعارضة وتصفية الثورة السورية البطلة ،وطريقة ماكرة لإبقاء الأسد حتى يحين موعد الانتخابات السورية القادمة ،فهو،أكذوبة وخدعة أمريكية وتضليل ودجل إيراني  تجاه العالم ،الهدف  الأساسي من مؤتمر جنيف2 هو إيهام العالم والرأي العام بجدية ادارة اوباما بحل الأزمة السورية وفرض النموذج الديمقراطي الأمريكي في سوريا على غرار النموذج العراقي الفاشل وإبقاء أنظمة سوريا وإيران والعراق في الحكم ،لذلك نقول أن المؤتمر سيعقد لكن بالتهديد والترغيب لكل الأطراف، وعلى حساب الجميع وسيرضخ الجميع ،وسينجح جنيف2 أمريكيا وايرانيا ،وسيفشل عربيا وعالميا ،لعدم توفر النية الصادقة والهدف النبيل ….