بادئَ ذي بدئٍ , ولترطيب الأجواء , نقولُ أنّ العلاقة اللغوية والصوتية ما برحت مجهولة بين ” الكُحل ” و ” الكحول ” و الأمر يكاد ينطبق على ” ذات ” العلاقة المبهمة بين المشروبات الروحية , وبين الأمور الروحية او الروحانية في المعتقدات الفقهية .!وفي رأيي المتواضع المسكين , ومن زاويةٍ ضيقةٍ ” لا تكادُ ترى بالعين المجردة ! ” , فلربما ما يجمع بين الكحلِ والكحول هو الشأن الكمالي والترفيهي الذاتي للمرء , وبما يتعلّق به شخصيا دونما ايّ تأثيرٍ على الآخرين , أما عن الثانية او الروحية وبأزدواجية المعنى , فيمكنني أن اجتهد < ليس فقهيا بالطبع > بأن ما يجمع بين المعنيين هو مراعاة ومداراة الروح سواءً بالجانب الترفيهي او العبادي وبكل ما يتعلق بالحرية الذاتية والخصوصية للمرء في اختياراته .
وَ ولوجاً الى قلب الحدث حول قرار منع استيراد وبيع وتصنيع المشروبات الكحولية والذي يواجه موجةً نقديّةً عارمة في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي , وبأحتمال اشتداد هذه الموجة الأحتجاجية من فئات وقطاعات جماهيرية مختلفة , فسنتعرّضُ هنا وبأختصار الى نقطتين ذات مغزيين : -في اواسط سبعينيات القرن الماضي , طلب بعض السياسيين والوجهاء في دولة الإمارات العربية المتحدة من الرئيس الراحل الشيخ زايد آل نهيان أن يصدر أمراً بغلق امكنة بيع المشروبات الكحولية , لكنّ الشيخ زايد المعروف بحكمته ردَّ عليهم بالقول < وهل الذي لا يخشى الله سيخشى منّي ! > , ومن الواضح أنّ كلمات الرئيس الأماراتي قد اختزلت الكثير من الجوانب المتعددة المتعلقة بهذا الأمر وبصورة معبّرة .
النقطة الأخرى , وبفرضِ أنّ قرار منع تداول الكحول كان صائبا ولو او حتى عبر اضيق زاوية ممكنة , فهل أنّ ” توقيت ” إصدار هكذا قرار كان مناسباً .!؟ , إنه الجهل والسذاجة السياسية بأمتياز .! فهل الوضع النفسي البائس والمتردي للشعب ومعاناته التي لم يسبقها مثيل في الخطف والإغتيالات والتفجيرات والقدرة الشرائية التي يجري تضييق الخناق عليها , هل هو وضعٌ او اوضاعٌ تساعد وتناسب قي حرمان شرائح اجتماعية واسعة من الناس من التنفيس عن العناء والمعاناة .! ولماذا اختارا مجلس النواب والحكومة توقيت اصدار هذا القرار ومزامنته مع معركة الموصل وبعشيقة والجبهات الأخرى التي تنفتح على حين غرّه سواءً في كركوك او الرطبة ولربما غيرها .! واين كانت هذه السلطات والرئاسات طوال السنين الماضية .!