20 مايو، 2024 2:20 ص
Search
Close this search box.

كحاب الكلجية وكوك نزر وريمه أم العظام وشرفاء روما من سياسي العراق

Facebook
Twitter
LinkedIn

لن أعتذر عن استخدامي كلمات وأوصاف ومعاني قد يعتبرها البعض بذيئة أو خادشة للحياء لأني لم أجد ما هو أكثر بذاءة من حالنا الذي نعيشه . (والي ميعجبه لا يقرا ويتفذلك براسي) .
أصل تسمية الكلجية جاء من كلمة تركية من مقطعين الأول كله وتعني الرؤؤس والثانية جيه وتعني تل ومجموعها كلجية أي تل الرؤؤس حيث إن المنطقة قديما كانت مكانا ينفذ فيه حكم الإعدام في الإيرانيين في وقت السلطان مراد الرابع أثناء فتح بغداد وكان الإعدام ينفذ بقطع الرؤؤس ونتيجة الإعدامات أن تشكل تل كبير من رؤؤس الجنود الإيرانيين فسميت المنطقة تل الرؤؤس وبالتركية (كله جيه ) وبما إن المنطقة معزولة ولا تصلح للسكن لذلك تحولت عمليات ممارسة البغاء والرذيلة لاحقا إلى هذه المنطقة التي هي الآن منطقة الميدان وأصبح مصطلح الكلجية يشير إلى ممارسة الرذيلة والبغاء عند العراقيين .

أما بالنسبة لمنطقة كوك نزر فأصل التسمية جاءت من اسم قائد مدفعية السلطان مراد الرابع الذي احتل بغداد في ليلة 24 كانون الأول ( عيد الميلاد الكاثوليكي ) في عام 1638 م وقائد المدفعية اسمه كيفورك نزار وعندما استعصت عليه أسوار بغداد صنع مدفعا ضخما دك به الأسوار فدخل السلطان منتصرا فأراد مكافئته , تطرق إلى سمع قائد المدفعية عن الأرمن المهجرين الذين هجرهم شاه عباس ألصفوي عام 1604 م والذين لا يملكون كنيسة يمارسون فيها طقوسهم العبادية فطلب قائد المدفعية أن تكون مكافئته بناء كنيسة للأرمن , وطلب منه السلطان أن يرمي قذيفة بالمدفع ويبني الكنيسة مكان سقوط القذيفة , وهكذا بنيت كنيسة مريم العذراء في منطقة الميدان الحالية وسميت المنطقة باسم كيفورك نزار , ولصعوبة النطق باسمه من قبل البغادة , تم تحوير الاسم إلى كوك نزر مع الأيام وهذه المعلومات موجودة وموثقة في أرشيف كنيسة مريم العذراء المذكورة أعلاه وفي وثائق وأرشيف مطرانيه الأرمن في ساحة الطيران , كما وثقها السيد عبد الكريم الحسيني في بحثه المعنون تراثيات وبغداديات المنشور في مجلة كاردينيا الثقافية .

أما كلمة كحبة( قحبة ) فمعناها : ورد في لسان العرب أن القحب بمعنى السعال فيقال رجل قحب أو امرأة قحبة أي كثيرة السعال وهي لا تخرج عن هذا المعنى في باقي القواميس , إلا أن ابن سيده أتى بمعنى ذهب فيه إلى أن ( القحبة هي الفاجرة لأنها تسعل وتتنحنح أي ترمز به ) وهو هنا ربط بين الفاجرة والسعال واكتفى بذلك دون أن يبين الرابطة بينهما , وبالرجوع إلى تاريخ البغي في العصر الجاهلي يتبين أن البغايا كانت لهن خيام خاصة يرفع عليها أعلام حمراء للدلالة عليهن وكان الزبون يقف أمام الخيمة حتى تأذن له البغي بالدخول عن طريق رمز يتميز في قحابها أي سعالها أي التنحنح لذا أخذت الكلمة تتحور واستقرت إلى المعنى الذي نعرفه الآن .

أما بالنسبة لمنطقة ريمه أم العظام فيعرفها البغادة بوجه خاص وسميت أم العظام لوجود تل كانت الناس تدفن موتاها في نهاية القرن التاسع عشر حيث ظهرت عظام الموتى نتيجة الأمطار وعوامل التعرية فسميت بهذا الاسم والأرض تعود ملكيتها إلى شخص ارمني جاء مع السلطان مراد الرابع في فتح بغداد وقد سكن المنطقة بعض المزارعين والوافدين من خارج بغداد في بيوت طينية كما سكنت فيها امرأة اسمها ( ريمه ) قصتها مشابهة لقصة رابعة العدوية في قصر عامر وأصبحت الأرض يشار لها باسم ( ريمه أم العظام ) ,

منطقة ريمه أم العظام ألان تقع داخل المنطقة الخضراء وحدودها من جهة يسار الجسر المعلق بمحاذاة نهر دجلة والى الحارثية وامتداد إلى الشاكرية وتجاورها صرائف الشاكرية ( القصر الجمهوري الحالي وكرادة مريم ) وقد استملكتها الدولة لصالحها على مراحل وقد انشات بها الدولة بنايات ومنشآت وفتحت فيها طريق موازي لنهر دجلة يصل بين الجسر المعلق والحارثية

وقد كانت المنطقة مزروعة بالنخيل والبعض منها تعود ملكيتها إلى الأهالي وقد تم استملاكها في نهاية القرن العشرين .

تاريخ بغداد يذكر إن ريمه كانت امرأة على قدر كبير من الجمال تم تهجيرها من بلدها فقطعت مئات الأميال بحثا عن الأمن والأمان فساقتها الأقدار إلى بغداد التي كانت أوضاعها لا تختلف عن بلد ريمه الأم وكانت الصفة الغالبة على بغداد هي سوء الأوضاع المادية والتخلف والفقر كصفة لمعظم طبقات المجتمع , حيث لم تتمكن ريمه من إيجاد فرصة عمل فاضطرت إلى اللجوء إلى ( القوادات ) أو ( السمسيرات ) كما في لغة البغادة الجميلة في جانب الرصافة حيث المبغى العمومي حيث تستطيع أن تحصل على متطلبات الحياة من مأكل ومشرب مقابل المتعة التي توفرها للرجال مقابل مقومات الحياة البسيطة هذه ولكن هذه المرأة التي يشهد لها بالألمعية والذكاء الذي يفتقر له الآن اغلب الطبقة السياسية الحاكمة في العراق والتي كان من نتاجها انهيار الاقتصاد العراقي وتفشي الفساد والمحسوبية انتبهت إلى عدم وجود مبغى عام في جانب الكرخ كما هو حال الرصافة ومعاناة الرجال في الوصول إلى الكلجية ففكرت بفتح مبغى عام في جانب الكرخ وفعلا قامت بذلك ونجحت في مسعاها وأصبح يشار لها بالبنان كأول قوادة في الكرخ تقوم بإدارة عدة بيوت للدعارة .

المقارنة التي أريد أن أسوقها هنا أن ريمه أم العظام ( الكوادة ) تكيفت مع ظروف حياتها وطورت من عملها بطريقة ذكية وعلمية وعملية يفتقر إليها اغلب ساسة العراق من أصحاب المعالي والسيادة حيث إن وزاراتهم ومؤسساتهم ومحافظاتهم من فشل إلى فشل والواقع المتردي خير شاهد على هذه الحال وفوق كل هذا الفشل ظهور داعش الذي استباح الدماء والأعراض للشعب المسكين الساكت الذي لا يدري ماالذي حدث أو الذي سيحدث فالكل في العراق العظيم ( دايخ ) وخاصة في المحافظات التي تسيطر عليها داعش ومعظم الشعب فيها مقسم بين نازح مهجر, وباق في المدن تحت سيطرة اشر وأسوء خلق الله داعش ويعيش في ظروف الله اعلم بها .

ريمه أم العظام كانت عاهرة وقوادة واستطاعت من لاشيء أن تصنع حياة كريمة لها ولمعيتها كما تتصور هي , أما ساستنا الأفاضل فهم يحكمون أغنى بلد واشرف وأطيب شعب في الأرض ولكنهم دمروه وأحالوا معظمه إلى خراب فالشمال منفصل بيد الكرد , و أجزاء كبيرة من الوسط والغرب تحت سيطرة داعش الاسوء على الكوكب , والجنوب بحلاوته وبطيبة أهله وبخيراته يعاني من فقدان للخدمات والبصرة التي تغذي العراق بخيراتها لحد اللحظة تشرب من ماء مالح . الجدير بالذكر إن التاريخ يذكر أن ريمه في أواخر أيامها تابت إلى الله من أعمالها وأخذت تساعد الناس وكانت ترعى الأيتام وتبني الجوامع وماتت وهي قد أنفقت كل مالها على أعمال البر والإحسان ولم يجدوا عندها إلا خمسة دنانير خصصتها لتكاليف دفنها وعزائها , وساستنا الأفاضل الله يعلم الأرصدة التي يملكوها في الداخل والخارج , وريمه كانت ترعى الأرامل والأيتام وساستنا سبب يُتم الأيتام وتَرمل الأرامل ولكم سادتي أن تقارنوا بين ريمه وساسة الفساد في العراق , نتمنى على ساستنا الفاسدين وهم كُثر الاقتداء بريمة أم العظام وخصوصا أنهم يسكنون في أطلال منطقة ( الكلجية ) أو المبغى العام السابق ارض ( ريمه أم العظام) , حتى لا نسميهم( شرفاء روما ) ولمن لا يعرف معنى شرفاء روما عند العراقيين فإنها تعني الشخص الدوني أو القواد ( الكواد ) باللهجة العراقية الجميلة , والتسمية جاءت من مسرحية سقوط روما التي أخرجها ( يونس بحري ) والتي مثلتها فرقة الممثلة ( دولت ابيض ) حيث جمع القوا ويد من مناطق بغداد المختلفة واسند لهم دور شرفاء روما في المسرحية بسبب خلافات مع المتعهد الذي رفض أن يتكفل بمصاريف الكومبارس , وهنا انساق المثل البغدادي على اثر المسرحية فأصبح يطلق على القواد شريف روما تحببا .

[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب