الملاحظ للساحة السياسية العراقية هذه الايام وهي تعيش ايام ماقبل الانتخابات البرلمانية القادمة يلاحظ وبصورة لافتة للنظر الاعداد الكبيرة والهائلة من الصور والملصقات والبوسترات الملونة والعادية وبحجم لم نالفه في الانتخابات الماضية من حيث الكثرة والنوع والامكانية المادية العالية جدا ,واصبحت هذه الوسيلة الاعلانية تزاحم البيوت ومؤسسات الدولة وتعدت على كثير من الممتلكات العامة والخاصة بلا وجه حق ,كذلك يلاحظ المراقب كثرة تواجد المرشحين وعقدهم الندوات العامة والخاصة اي يتكلم امام عموم الناس بالمواطنة والشرف والاثرة بالنفس وتقديم مصالح الناس على مصالحه الخاصة ومرة يتكلم امام عشيرته بانه المنقذ لهم والمنفذ لطلباتهم بمجرد مساعدته بحملته بدون ان يكلف نفسه شرح برنامجه الانتخابي وعمله المستقبلي واصبح الوضع لايطاق جدا نتيجة هذه الموجه من الحركة المستمرة للدعاية الانتخابية ,وهنا اود طرح سؤال بسيط هلن ان كثرة الصور والبوسترات هي من ستنجح المرشح ام ماذا ؟.
اقول ان هذا الاجراء تشوبه ملاحظات عديدة اهمها الاسراف في الصرف وتبذير المال العام والخاص في وقت نحن احوج للادخار خدمة للطبقات الفقيرة الكثيرة في مجتمعنا ثم ان الدعاية الانتخابية لاتكون بهذا الشكل بل هي تقوم اساسا على علاقة المرشح بالناس وتواجده بينهم يشعر بهمومهم ويتنفس معهم كل شيء ويعمل للاصلاح من خلال برنامج يعده من رحم المعاناة والالم وان يخفف عن الناس ماامكن من ويلات وهموم وان يدعو للبساطة في كل شيء وان لايعتبر نفسه المنقذ لوحده وعليه عدم تسقيط الاخرين بالقول والفعل وان لايبني مشروعه على آلام الناس وان يكون مناخه الانتخابي مناخ وطني خالص .
اكتب وانا اتالم للذي يجري فكثير من الناس الذين نلتقي بهم ينبذون هذه الحملات ويتمنون من المرشحين النظر بعين واحدة لجميع العراقيين وان يضعوا العراق نصب اعينهم دائما وان يحاربوا الفساد المالي والاداري ويعملوا على استتباب الامن بتشريع قوانين تقوي قانون الدولة المركزي (الدستور )وان يبذلوا قصارى جهدهم لاعانة الناس وتخليصهم من المعاناة العامة .
لقد ملت الناس الوعود وهي تستهجن قائليها ولاتثق باحد لان التجارب السابقة مريرة وشاقة وهي تريد اليوم من المرشح ان يعتبر ان دعايته الانتخابية للمراحل القادمة هي منذ يوم جلوسه على كرسي البرلمان اي ان عمله هو دعايته وليست الصور وكثرتها المفرطة ,ونحن نشد على طلب المواطن البسيط هذا ونضيف القول ان كثير من السياسيين وفي مختلف دول العالم عاشوا فقراء وماتوا فقراء وكان همهم وعملهم واملهم هو الوطن والنجاح في تادية المهام وليس الغنى وزيادة النفوذ والاموال على حساب الوطن .
ان العراق بلد الجميع بلا استثناء وهو امانة في اعناق الجميع عليهم صيانتها والعمل على رفعتها وجعل العراق قبلة للعالم اجمع وان مهمة القيادة السياسية هي من اصعب المهام لانها تعني ان السياسي خادم لشعبه ياكل بعد ان ياكلون ويلبس بعدهم ويهنا بعده لا العكس ,ولنا في امير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام )الصورة الحسنة في تحمل الامانة وقيادة الناس وفق احكام الشريعة الاسلامية السمحاء ووصايا النبي الاكرم محمد (صلى الله عليه واله وسلم ).