5 نوفمبر، 2024 12:25 م
Search
Close this search box.

كتلة الإنقاذ الوطني: ماذا تعني؟

كتلة الإنقاذ الوطني: ماذا تعني؟

عندما تتشكل كتلة(الإصلاح)، فهذا يعني أن ثمة خلل يجب إصلاحهُ وتقويمه، ولكن أن تتشكل كتلة تحت إسم(الإنقاذ الوطني) فماذا تعني؟
لنبقى أولاً مع كتلة الإصلاح، وخصوصاً بعد القنبلة التي فجرها وزير الدفاع(خالد العبيدي) أثناء إستجوابهِ في مجلس النواب، والتي لم تصب سوى أبطال الكتلة الفتية(كتلة الإصلاح)، مثل: حنان الفتلاوي وعالية نصيف والكربولي….. النائبتان اللتان لم تسطيعا الدفاع عن نفسيهما، بل ألصقا التهم التي وجهها الوزير لهما وأثبتاها، فيما صمت البقيةُ مدعين اللجوء إلى القضاء…
الفتلاوي تقول: نعم، لقد قمت بتعيين بعض الأشخاص، فعندما يلجئ لي الناس ماذا أفعل؟!
لعل من أبرز مهام النائب التي يعرفها أبسط فرد في المجتمع، هي:
* تشريع القوانين ومراقبة تنفيذها
* مراقبة أداء أعضاء السلطة التنفيذية والقضائية
* الإنتصار للمواطن المظلوم
ولا أعتقد أن من مهام النائب، التعيين أو التنصيب، فهو من واجب السلطة التنفيذية، وأما أن يتحول النائب إلى مكتب تشغيل ومُعقب معاملات، بعنوان خدمة الجمهور، فهذه خيانة لموقعهِ، وتأسيس لمظلومية أغلب الشعب، فأين يذهب من ليس لديه حزب، ينتمي إليه فيدافع عنه، ولا قرابة لهُ بنائب؟!
الظاهر أن الأخوة النواب لا يعرفون مهامهم وتلك مصيبة أو أنهم يعرفونها ولكنهم يتجاوزونها وتلك المصيبة الأكبر، ولنا أن نسألهم: أيَّ إصلاحٍ تطلبون؟!
عودة لمحور مقالنا(كتلة الإنقاذ الوطني)، وهنا يجب الإجابة عن هذه الأسئلة لنتمكن من فهم الموضوع: من يقف وراء تشكيل هذه الكتلة؟ ولماذا في هذا الوقت؟ وإنقاذُ الوطن ممن؟
1. يقف وراء تأسيس هذه الكتلة، النواب المخالفون لرؤية كتلة الأصلاح، التي بدأت الإعتصام داخل قبة البرلمان، مطالبةً بإقالة رئيس المجلس ونوابه.
2. بما أن قادة الكتل هم الذين بيدهم الأمر، فإن إجتماع كربلاء كشف لنا عن قادة هذه الكتلة الحقيقيون؛ الإجتماع الذي لم يحضره المالكي، لكن الأخير وفي لقاءٍ له من على شاشة قناة دجلة، صرح مؤخراً أن كتلة الأنقاذ أو الكتلة العابرة للطائفية(المصطلح الذي أطلقه وعمل عليه السيد عمار الحكيم)، هي الحل الأمثل في هذا الوقت.
3. هذا الوقت مناسب جداً لإنطلاق هذه الكتلة، ذلك أن الخطاب الطائفي والمناطقي قد تلاشى تقريباً، خصوصاً بعد وحدة الجميع في مقاتلة داعش، كذلك كان إنبثاق كتلة الإصلاح، حافزاً مهماً لتشكيل مثل هذه الكتلة الآن…
4. الإنقاذ الوطني، يُراد منهُ إنقاذُ البلدِ سياسياً وإدارياً، وليس عسكريا قطعاً، فأن المؤسسة العسكرية سائره في عملها نحو تحرير البلاد، من الدواعش والمرتزقة، وإنما هي مسألة وقتٍ ليس إلا؛ إذن فمحابة الفساد هي المهمة الكُبرى لهذه الكتلة.
عند هذه النقطة وجب أخيراً الإجابة على هذا السؤال: أعضاء كتلة الإنقاذ الوطني مشاركون في العملية السياسية الحالية في(الحكومة والبرلمان)، فما حدا مما بدا؟! بمعنى: إن لم يستطيعوا أن يقدموا شيئاً في الماضي، فكيف سيستطيعون تقديمهُ في المستقبل؟!
سنجيب على هذا السؤال بعدة نقاط ونرجو التمعن:
* ستشكل كتلة الإنقاذ العدد الأكبر داخل قبة البرلمان مما يُمكنها من التصويت على القوانين والتشريعات بالقبول أو الرفض بكل سهولة ويسر.
* ستكون هناك كتلتين فقط(الإنقاذ والإصلاح) وليس كما هو عليه الحال الآن من تعدد الكتل والتشظي داخل الكتل نفسها.
* ستكون الصورة واضحة أمام الشعب، وسيتمكن من تأييد من يرى فيه الخير، ورفض وفضح كل من لديه شر، وفق الطرق القانونية، ليتعرى ولا يستطيع أحدٌ حمايته.
* ستكون هناك جهة واضحة المعالم يتوجه لها الشعب في مطالبه، ولن تستطيع التنصل عن مهامها.
* إذا إستطاعت كتلة الإنقاذ الحصول على تأييد ودعم المرجعية الدينية والشعب، وتمكنت من إعادة هيكلة الحكومة بشكل وطني، وليس حزبي أو فئوي، وهي قادرة على ذلك، فستكون قادرة قطعاً على إنقاذ الوطن.
بقي شئ…
على الشعب أن ينظر إلى الأفعال ويترك الأقوال، وأن ينظر إلى المصالح العامة الكلية، لا المصالح الشخصية الخاصة الضيقة.

أحدث المقالات

أحدث المقالات