أتساءل اليوم : أين هي كتلة الإصلاح ؟ وماذا فعلت ، وهل بقيت من أبطالها باقية ؟!
حين التأم نواب هذه الكتلة ، وتضافروا ، وأعلنوا تمردهم المزعوم على أحزابهم وكتلهم ، راح بعض المحللين يأمل قيام كتلة نيابية معارضة من النواب ، ولكن الوقائع كانت تدل على أن الأمر لا يعدو أن يكون لعبة سياسية رخيصة فأطلقت عليهم تسمية ( النواب الإنقلابيون ) .
الواقع أن هؤلاء كانوا ، حتى إعلان انقلابهم الصوري ، ينتمون إلى كتل نيابية متباينة في طبيعتها ، وفي انتماءاتها الطائفية والعرقية ، وتاريخها السياسي ، وطموحاتها ، وأهدافها القريبة والبعيدة . وهذا يعني أنهم كانوا كتلة غير منسجمة إلا في شيء واحد هو لعبتهم الإنقلابية ، ورغبتهم الدفينة في استعادة ثقة الشعب بهم وإعادة انتخابهم في الدورة الإنتخابية القادمة بوصفهم ( مصلحين ) أو ( إصلاحيين ) ولاسيما أصحاب الأصوات العالية والملوحون بالأذرع منهم .
وكان عدد هؤلاء النواب غير واضح ، وغير ثابت ، كان يتغير من يوم إلى آخر ، ومن ساعة إلى أخرى أحياناً . وسبب ذلك أن بعضهم كان ما يزال مرتبطاً بكتلته ويعمل بتوجيهاتها ، وخاصة من هم مرتبطون بكتلة دولة القانون ، وبعضهم كان متردداً ، وبعضهم متورطاً ، وبعضهم انتهازياً ، وهذا يعني أنهم كانوا كتلة هلامية متحركة غير متماسكة غامضة النيات .
ولذلك أخطأ من وصفهم بأنهم ( كتلة إصلاحية معارضة ) أو هم مشروع لمثل هذه الكتلة . فهم ، كما برهنت الوقائع ، واجهة من واجهات حزب معين من أحزاب السلطة ، ومخلب من مخالبه في الكيد لخصومه وإزاحتهم عن طريقه .
وها هم اليوم : لا خبر ، لا جفية ، لا حامض حلو ، ولا شربت .
كانوا مجرد لعبة لعبها ذلك الحزب وخاب ، وذهبت هباء طموحات الطامحين والإنتهازيين والمتسلقين .
نقلا عن صفحته الشخصية ـ فيس بوك