كتــّاب بالذكاء الصناعي

كتــّاب بالذكاء الصناعي

الشهامة والسلاح
كانت الشهامة والغيرة تقاس بقوة الفرد الواحد وصلابته. كان الانسان الشجاع يبان حين الشدة ومن الممكن تمييزه عن الشخص الجبان. كان الشجاع يبرز عند الملمات وتتضح حقيقته، بينما ينكشف الجبان بضعفه وهزيمته.
بعد ظهور السلاح وانتشار البارود استغنى الانسان عن العضلات والقوة الفردية.. حينها أصبح الجبناء يستعينون بالسلاح الناري ولم تعد هناك أهمية للعضلات. وجدنا الجبناء في خانة الشجعان والتميز بينهم ليس بالسهل. فالكل بإمكانه استخدام السلاح، حمله بسيط واقتنائه ممكن. أصبح السلاح أداة يتساوى فيها الجميع، سواء الشجاع أو الجبان ولم تعد هناك حاجة للقوة الجسدية. وقد تلاشت كل تلك المعايير الشجاعة..
.
فن الخط
كان الخطاطون يتسابقون في كتابة أجمل اللوحات. كان الخطاط يجهد ويعمل لتعلم اسرار الخط وفنون الكتابة. كتابات المساجد والجوامع كانت لوحات خالدة في سفر عالم الفن الاسلامي. كانت المحلات تتسارع لكتابة قطع الدلالة عند خطاط مجتهد وكان الفن محصورا لدى البعض ولا يتمكن اي شخص اخر من تقليده.
ثم ظهرت اجهزة الكومبيوتر والحاسوب الذي جعل من الكثيرين خطاطين ومصممين وفنانين وإن لم يكونوا ملمين بأبسط أسرار الخط. وإن لم تكن اللوحات الالكترونية تحمل روح الجمال والحياة إلاّ أنها طغت في أركان الحياة وغدت عادة يتبعها العامة.
هكذا أصبح الجميع خطاطاً..
.
الكتابة بالذكاء الصناعي
الكتابة فن وذوق والهام. الكاتب له كفاءة عالية وخزين كلمات يخلف به عن الاخرين.. ما يكتبه الكاتب لا يتمكن من كتابته غيره، بل يتحسر الكثيرون في صياغة جملة من جمله.
حتى ظهر الذكاء الصناعي.. بدأ الجميع يستعين به في الكتابة. الذين كان لديهم غصه في تركيب جملة بسيطة أصبحوا اليوم ينشرون مقالات سياسية وتحاليل استراتيجية.
كما ضاعت الشهامة واختلطت الجبان بالشجاع وأصبح الجميع بطلاً بفضل السلاح دون العضلات.. كما تلاشت فنون الخط والخطاطين وغدا الكثيرين خطاطين..
فقط اصبح الكثيرون كتاب مقالات بفضل الذكاء الصناعي..

أحدث المقالات

أحدث المقالات